القى نيافة الأنبا بولا مطران طنطا وتوابعها كلمة في الحفل الختامي لمؤتمر مئوية ميلاد البابا شنودة الثالث التي تقام بمركز المنارة بالتجمع الخامس وذلك برعاية وحضور نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي.
وبدأ نيافته الكلمة قائلاً:
نشكر الهنا الصالح الذي أعطانا نعمة الوجود في هذا العالم ونشكر إلهنا الصالح الذي أعطانا أن نعيش هذه الأمسية الرائعة في هذا المكان الرائع ، “المكان الرائع” فهنالك روعة تراها العين ولكن هنالك روعة أخرى يشعرها القلب، ما تراه العين روعة إنشائية روعة التجهيزات؛ إنما روعة ما يشعره القلب، فهو روعة الوطن في هذا المساء؛ حيث يحتضن أقباط مصر في أروع وأوسع قاعه للوطن في “المنارة” وأيضاً روعة الوطن التي نراها الآن في تآلف القلوب معاً مسلمين ومسيحيين حول سيرة طيب الذكر البابا شنودة، روعه الوطن والتي نراها في الوجود بين قيادات الأزهر وقيادات الكنيسه، إنها روعة مصر.
وأضاف: إن حديثى لن يكون حديث المعلومات ولكن حديث المشاعر والذكريات، أحبائي يوم مفرح أن نجتمع معاً اليوم، وهو يوم مشبع لنفسنا وأرواحنا، نتنسم فيه السيرة العطره لقداسة البابا شنودة الثالث، يوم نجتمع فيه على روح المحبة التي توحدنا معاً كأبناء لهذا الوطن المحبوب “مصر” لنتحدث فيه عن سيرة المحبوب الذي اصل فينا فضيلة المحبة “البابا شنوده الثالث”
وأكمل: إن هذا اليوم هو يوم وطني نتذكر فيه من بعث فينا روح الوطنية هو “قداسه البابا شنودة الثالث”
وذكر: لن يتعب أحد كثيراً في البحث في الكتب عن سيرة المحبوب “قداسه البابا شنودة الثالث” لأنها مطبوعة على صفحات قلوبنا وبصماتها واضحة متعمقة في خلايا قلوبنا”
وأضاف: نحن نحتفل اليوم بمؤسس الكنيسة المعاصرة المتجذره في عمق التاريخ والمتعمقة في إيمانها والثانية إلى عنان السماء في روحياتها.
وسرد نيافته بعض الذكريات الخاصة مع قداسة البابا قائلاً: في ١٧مارس ٢٠١٢ كان اصعب يوم في حياتي ولن اكون مبالغاً إذا قلت: “انني كنت أكثر الكل تأثراً بنياحة البابا شنودة الثالث، ولكن لماذا؟ هل انا اكثر حباً من الجميع، بالتأكيد لا، ولكن كان اول لقاء لي مع قداسة البابا شنودة الثالث ايضا كان يوم 17 مارس ولكن سنه ١٩٧٦. فكنت كأي شاب مقبل على الرهبنة وتم إختيار الدير الذي كنت سأترهب فية مع سيدنا الأنبا بيشوي وقال لي سيدنا : يجب أن نأخذ بركة البابا شنودة في ذلك الأمر.
وحتى تلك اللحظة لم أرى بعيني البابا علي الرغم من إنني تتلمذت على كتبه وعلى عظاته، فانا كنت اسكن في مدينه كفر الشيخ ولم اذهب إلى مصر، وذهبنا إلى الأنبا رويس وكان الموضع المحبب لقداسته هو مكتبه في مطبعه الكرازة. ومن شعوري بالمهابة من مقابلة قداسته لم اذهب مع سيدنا لمقابلة قداسته.
وفي يوم ذهابي للدير قال لي سيدنا الأنبا بيشوي بأنه سيذهب لقداسة البابا ليعطيه بعض الأوراق وظللت في السيارة. فكنت أنتظر في سيارة الأنبا بيشوي، ثم وجاء لي شخص قال لي: تسمح لي اوصلك الدير وكان ذلك الشخص هو “قداسه البابا شنوده الثالث” واصطحبني في سيارته إلى دير البراموس.
وفي الطريق كنت أتعرف على حب البابا شنودة من خلال الحوار الذي كان يدور والطبطبه والتشجيع إلى أن وصلنا إلى المدق الترابي للدير، وفي ذلك الحين كانت “صحراء جرداء” وكانت الساعه الواحدة ظهراً، وحدث شئ عجيب أنه كان يمتلئ المشهد أمامنا بعشرات من الحمام الأبيض وكان يندفع من الطريق إلى السماء بشكل عجيب، وأكد أنها ظاهرة سمائية روحية، وكان يحدث ذلك إلى أن وصلنا إلى تبه عالية ورأيت دير البراموس وكان ما يميزه في ذلك الحين بالسور العالي والنخيل الأكثر إرتفاعا وعند هذه التبهة مباشرة إختفى الحمام تماماً، فدخل سيدنا و صلى على اللبس الأبيض، ثم أخذ سيارته ورجع إلى القاهرة وأنا كنت شاب 24 عام. وقام بعمل كل ذلك لي بالرغم انه لا يعرفني!!وحينما ذهبت إلى الى قلايتي؛ اخرجت القلم وتأملت في الأية التي تقول: “اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو.” (مز 92: 12) “فالصديق كان معي في السيارة والنخله ها هي تعلو دير البراموس” واتذكر إنني ظللت ساعتين ونصف أكتب تأملات حول تلك الأية. فهذا هو البابا شنودة الأب المدبر المؤسس للكنيسة المعاصرة.
وذكر أنه رسم صغيراً وطلب أن اكتب مقالات وقلت له لا اتقن كتابة المقالات وقال لي: “تهمني الفكره مش اللغة وهراجع المحاضرة” وبعد ذلك قال: يجب أن يتم طبع المحاضرات في كتب بحيث تكون منهج في الكلية الإكليريكية فهو أخذني كحفنه من التراب وشكلها وشجعها وكبرها ونفخ فيها من روحه ومن شخصيتة؛ إلى أن يأتي اليوم 17 مارس 2012 . ففي نفس التاريخ استلمني حفنه بسيطه وتركني في ذلك اليوم كأحد خدام الكنيسة المحتملين العديد من المسؤوليات.
واختتم نيافته الكلمة قائلاً: “ربنا ينيح نفس البابا شنودة ويحفظ الله الكنيسة بصلوات البابا شنودة وليحفظ الله مصر بصلوات البابا شنودة.