– انبا جوزيف: الكنيسة مرت وستمر بفترات صعبة ولكنها تتجاوز كافة الأزمات
– المتهم بقتل الرهبان تم رفضه كراهب ووقعت الجريمة قبل موعد إعادته لمصر بيوم واحد
– سلطات جنوب إفريقيا: لا توجد آثار سطو ولا اقتحام و كافة الأدلّة تشير لطالب الرهبنة
– لماذا اتجه الاتهام لطالب الرهبنة وللراهب الناجي الوحيد من طعنات الغدر؟
– سفير مصر في جنوب افريقيا: الحادث مفجع لوقوعه في بيت من بيوت الله
– تأجيل القضية لجلسة 27 مارس، لحضور مترجم معتمد وممثل قانوني
تتابع الكنيسة القبطية الارثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، الحادث الأليم الذي وقع بدولة جنوب أفريقيا، بعد مقتل ثلاثة رهبان بدير مارمرقس الرسول والأنبا صموئيل المعترف، وهو أحد أديرة الكنيسة القبطية هناك، وتسبب الحادث فى صدمة كبيرة على المستوى الكنسي والقبطي، الجميع ينتظر النتائج النهائية للتحقيقات، وأسباب ارتكاب الجريمة، بعد أن اتجهت أصابع الاتهام الى شاب قبطي ” طالب رهبنة”، ويجري التحقيق معه حالياً، بتهمة القتل مع اشتباه فى راهب آخر مازال قيد التحقيق حيث تم إلقاء القبض على كليهما، وقررت السلطات في جنوب افريقيا حبسهما على ذمة القضية. حول ملابسات الحادث والقصة الكاملة لأسباب الاتهام يدور هذا التحقيق:
فى فجر الثلاثاء 12 مارس الجاري، اتجه الراهب القمص تكلا الصموئيلي، وكيل إيبارشية الأقباط بجنوب أفريقيا، الى الكنيسة داخل دير مارمرقس الرسول والأنبا صموئيل المعترف الذي يقع في بلدة كولينان شرق العاصمة بريتوريا، على بعد 50 كم من العاصمة جوهانسبرج، ولكنه تلقي طعنات الغدر في ظهره، ليسقط قبل وصوله للكنيسة، وانهالت الطعنات علي جميع أنحاء جسمه، قبل أن تتجه اليد الآثمة إلى الراهب مينا أفا ماركوس بالقرب من غرفة “بيت لحم” وهو موضع ” تجهيز القربان”، المكان المعتاد الذي يقوم فيه بإعداد قربان ” الحمل ” للقداس، كان الموت أسرع إليه، طعنة نافذة وذبح بالرقبة، ثم أسرع الجاني إلى غرفة الراهب يسطس افا ماركوس ليهاجمه بطعنات وضربات الموت، لترتوي الأرض بالدماء البريئة، بيد لم تردعها قدسية المكان، ولا مخافة الله، يد سفكت دماء الأبرياء الثلاثة، لتجسد الضغينة والضعف أمام أطماع العالم الفانية، وتعيد إلينا ذكريات نشأة الخلقية وروح الشر التى تبحث عن تربة تنمو فيه.
· حال الدير قبل الحادث
يسكن الدير أربعة رهبان هم: شهداء الثلاثة بالإضافة للقمص صموئيل آفا ماركوس الناجي الوحيد، وكذلك شاب طالب للرهبنة يدعى سعيد بسندا” المتهم”، وسائق القمص تكلا الصموئيلى يدعى جون وهو من جنوب إفريقيا، بالإضافة للعمال، الذين يسكنون فى مبنى منفصل بعيد عن الكنيسة، وحسب وصف أحد الأقباط من المترددين على الدير فى شهادته لوطنى :” غرفة “قلاية” القمص تكلا وغرفة الراهب مينا متجاورتين فى الجانب الشرقي بالقرب من الكنيسة، بينما غرفة الراهب يسطس و القمص صموئيل متجاورتين فى جانب أخر، وطالب الرهبنة فى غرفة أخري .
وروى الشاهد أن القمص تكلا الصموئيلي هو أول الرهبان بالدير ومعمره، حيث تم تأسيس دير مارمرقس الرسول والأنبا صموئيل المعترف عام ٢٠٠٧ بيد نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب إفريقيا، وأصبح ديراً رسمياً في العام ٢٠١٣، ومن بعد أبونا تكلا التحق القمص صموئيل بالدير، ثم راهب آخر، يدعى الراهب مايكل، الذي سافر منذ فترة للخدمة فى غانا، بينما تمت سيامة الراهب مينا و الراهب يسطس معا فى ديسمبر 2019 ، أما سعيد طالب الرهبنة، وصل للدير منذ عام واحد فقط، ومعه شخص آخر ولكنه لم يستمر وعاد لمصر بعد ستة أشهر، و القمص تكلا دائم السفر إلى جوهانسبرج، للخدمة فى كنيسة العذراء بالمطرانية، يوما السبت والأحد، لكنه يعود للدير بعد الخدمة الأسبوعية، وقبل الحادث تم إخطار سعيد طالب الرهبنة برفضه وضرورة العودة لمصر، لعدم صلاحيته للرهبنة، بعد محاولات عديدة، واعطائه أكثر من فرصة من أجل التوافق مع شروط الرهبنة، ولكن دون جدوى، وقام القمص تكلا بحجز تذكرة طيران لعودته وتم تحديد موعد السفر على ان يكون يوم الأربعاء وهو اليوم التالى للحادث.
· يوم الحادث
استيقظ عمال الدير صباحا، على صدمة مرعبة، الدماء في كل مكان، انتاب الهلع الجميع عند مشاهدة الدماء وجثامين الرهبان المسجاة فوق أرض الدير، تم إبلاغ نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس، مطران الإيبارشية فى مقره بجوهانسبرج، وتم إبلاغ الشرطة، وبدأت الشائعات تنطلق في أرجاء البلدة عن وقوع هجوم مسلح على الدير، وهي قصة لم تثبت صحتها بعد وصول الشرطة، التي لم تعثر على دلائل للإقتحام المزعوم، و لم ترصد أى أثار اقتحام للأبواب أو تكسير أو سرقة فى أى من ممتلكات الدير، لتبدأ رحلة البحث ورفع الأدلة الجنائية ومعاينة جثث الضحايا، وأغلق الدير أبوابه لحين انتهاء التحقيق ورفع البصمات، وانتقل السفير أحمد الفضالي سفير مصر بجنوب أفريقيا لموقع الدير، بصحبة سكرتير نيافة الأنبا انطونيوس .
تم نقل الجثامين للمستشفى للتشريح، وبالتشريح تبين وجود طعنات غائرة فى جميع الجثث، وضرب لبعض الضحايا باستخدام ” بلطة” أو “منجل”، وذبح بالرقبة لأحدهم – وفقاً لتصريحات شرطة جنوب افريقيا .
ثم بدأ التحقيق بسؤال الناجين من الحادث، وهم الراهب القمص صموئيل، وطالب الرهبنة ” سعيد باسندا “، وتم فحص تليفونه المحمول، وقبل الإعلان عن أي تفاصيل، تم توقيف سعيد وتوجيه اتهام له بالقتل العمد، خاصة وأن الشهود أكدوا إثارته للمشاكل داخل الدير، وعدم انضباطه، وتم تحذيره عدة مرات قبل اتخاذ القرار الأخير للقمص تكلا بمغادرة سعيد الدير وعودته لمصر، أما سعيد فرفض العودة تماماً.
لم يكن ذلك السبب الوحيد لشكوك جهات التحقيق، ولكن رصدت السلطات أدلة أولية تدعم الاشتباه فيه، وتزايدت الشكوك في سعيد طالب الرهبنة، بعد أن قام بالترويج لأن الجريمة بسبب هجوم مسلح، ثم تعاظم الشك بعد اكتشاف وجود جرح حديث فى يد سعيد، كاشفًا عن مقاومة أحد الضحايا، كما تم توقيف القمص صموئيل و احتجازه والتحقيق معه حول تواجده أثناء وقوع الجريمة، وسبب عدم استهدافه رغم قتل جميع الرهبان.
· ليس راهباً
وكشف مصدر بجنوب أفريقيا ” أ .ب ” – احد المقربين للدير وللقمص تكلا- أن سعيد طالب الرهبنة، سبق وتقدم لأديرة داخل مصر لطلب الرهبنة، وبعد الاختبارات تم رفضه حيث سبق وخضع للاختبار فى احد اديرة وادى النطرون، وهو الدير الذي كان يعمل فيه أيضا الراهب مينا فى إحدى المهن الحرفية قبل سفره لجنوب أفريقيا، وفي عام 2014 تم الاعتذار لسعيد عن قبوله بالدير، ثم توجه سعيد بعدها لدير آخر، ولكنه ايضا لم يكمل فيه، ليختفي لفترة، ثم ظهر في العام الماضي بعد تواصله مع القمص تكلا أثناء زيارته لمصر، وطلب منه ان يساعده فى السفر لجنوب إفريقيا و قبوله كطالب رهبنة.
وتابع المصدر: سعيد، لم يرتدي الزي الأبيض كطالب رهبنة ولكنه ظل تحت الاختبار وخلال هذه الفترة، أثار المشكلات وتبين عدم انضباطه وفقا لقوانين الرهبنة، وحاول القمص تكلا التأنى عليه، حتى بات من الصعب قبوله كراهب، وتم اتخاذ قرار بعودته لمصر، تزامن ذلك مع قرب انتهاء تصريح إقامته بجنوب افريقيا، وكان يوم وقوع الجريمة هو اليوم السابق على الموعد المقرر لسفره .
وأوضح الشاهد أن اللصوص فى جنوب أفريقيا لا يقتلون إلا إذا تمت مقاومتهم، وأن الشرطة أثبتت عدم تعرض الدير لأى سرقة أو تخريب أو اقتحام مسلح، وبالتالى فالأمر تم من الداخل أو بمساعدة بالداخل، مشيراً أن الدير سبق وتعرض للسرقة ولكن دون أى ضرر بأى شخص .
· المحاكمة وتأجيل القضية
فى يوم الخميس 15 مارس مثّل سعيد بسندا، والقمص صموئيل افا ماركوس ،أمام محكمة جنوب أفريقيا، بعد توجيه اتهام بالقتل لسعيد، ولم تظهر التحقيقات حتى الآن موقف القمص صموئيل من حالة الاشتباه فيه، ولكن تم تأجيل القضية إلى 22 مارس لاستكمال بعض التحقيقات والعودة لجلسة 27 مارس ، بعد أن طلب الاثنين مترجم معتمد وايضا، طلبا حضور ممثل قانونى معهم ” محامى” .
حضر جلسة المحاكمة نيافة الأنبا بولس، الأسقف العام لأفريقيا للكنيسة القبطية، وعدد من الكهنة الأفارقة للكنيسة القبطية بجنوب افريقيا، وبعض أبناء الكنيسة، وقام بعدها نيافة الأنبا بولس باحتضان جميع الكهنة وأبناء الشعب فى محاولة لاحتواء حزنهم، حيث وصل الاسقف بناءا على طلب قداسة البابا تواضروس، لمتابعة الأوضاع مع نيافة الأنبا جوزيف اسقف ناميبيا وتوابعها، والقس اليشع رزق، وهو أحد الكهنة التى كانت تخدم بجنوب افريقيا لسنوات قبل انتقاله للخدمة بكنيسة مارمرقس بواشنطن بأمريكا .
الكنيسة على صخر
أما نيافة الأنبا جوزيف، أسقف ناميبيا وتوابعها، والذي سافر الى جنوب أفريقيا بناء على طلب قداسة البابا تواضروس، لمتابعة الموقف مع نيافة الأنبا بولس والقمص اليشع رزق، فقال نيافته: ” القضية الآن أمام جهات التحقيق وننتظر كشف التفاصيل ربما فى الجلسة القادمة، وهو أمر يختص بجهات التحقيق، ولكن ما اريد ان نقوله لأبنائنا أن الكنيسة مرت وستمر بفترات صعبة ولكنها تجاوزت كافة الأزمات لتعود أقوى من سابقها لأننا نثق فى الله الذى يحميها، ولكن لابد ان تحدث عثرات من حين لآخر طالما نعيش على الأرض، وطالما يعمل الشيطان والشر من أجل كسر المحبة، ولكن كنيستنا بنيت على صخر لا تهتز وعلى أولادنا الثقة فى الله و كنيستنا رجالها .
وتابع انبا جوزيف: “أريد أن يفهم الجميع أن الوحيد الذى لم يخطىء هو السيد المسيح، فنحن جميعا لنا نقاط ضعف، وأن ما حدث يعطينا علامة أننا جميعا نطلب التوبة من رب المجد، فنحن كبشر نتألم لهذا الحادث الأليم ولكن نفرح لإخواننا الشهداء لأن سيرتهم عطرة بجنوب أفريقيا وأنهم فى مكان أفضل ، و نثق أن الله يدير الأمور، ولكن علينا أن نصلى دائما من اجل التوبة ، وأن نراجع أنفسنا حتى الاثنين المتهمين الأن أمام المحكمة، فإذا ثبت تورطهم، أمامهم فرصة لطلب التوبة، فالمسيح غفر للص اليمين وهو على الصليب ، ونثق أن كنيستنا تمتلىء بالقديسين فى البرية، وأن خطأ فرد أو اثنين لا يهز ايماننا بكنيستنا أو رجالنا، ونحن نصلى دائما للجميع لأن قلب الإنسان المسيحى لا يجب أن يحمل الكراهية .
وأشار نيافته الى ان القمص اليشع الذي خدم من قبل بجنوب افريقيا، سيظل فى الايبارشية لفترة بجوار نيافة المطران أنبا انطونيوس لترتيب الأوضاع ،خاصة وأن القمص اليشع يحمل جواز سفر يسمح له بالبقاء لفترة طويلة.
وحول عملية تأمين الأديرة والكنائس فى افريقيا قال نيافة الأنبا جوزيف:” نحن نؤمن أننا في يد الله لكن يجب ان نؤدي ما علينا، فالمفترض بناء سور مرتفع حول كل كنيسة قبطية، ووضع أجهزة إنذار كهربائية فى حالة اى اختراق، وإشعال الإضاءة ليلا، وعدم الخروج ليلا للوقاية وحماية المتواجدين سواء كهنة أو عمال” .
· الخارجية المصرية تتابع
وكانت وزارة الخارجية والسفارة المصرية في العاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا، أعلنتا أنهما تتابعان بصورة حثيثة، التحقيقات الخاصة بالحادث، وحرص السفير أحمد الفضالى، سفير مصر لدى جنوب إفريقيا، على التواجد فى جنازة الشهداء بكاتدرائية العذراء بجوهانسبرج ، وأكد السفير:” ان الحادث مفجع لوقوعه فى بيت من بيوت الله وهي أماكن للعبادة، وليست ساحة للقتل، وهو حادث محزن للجميع ويأتي فى وقت يصوم فيه المسلمون والمسيحيون معا، وأسفر عن قتل 3 من الرهبان يتمتعون بالحب والعمل فى المجتمع الأفريقي ، ونحن أمام حالة اتهام اثنين من أبناء الدير وتم حبسهما حتى لو لم يثبت اتهام حتى الآن، ولكن مجرد توجيه الاتهام فهو صدمة للجميع، وأنه يحرص على التعاون مع كل الجهات فى جنوب إفريقيا ومصر لإظهار التحقيقات، وأشار أنه على تواصل مستمر مع قداسة البابا ويطلعه على مستجدات التحقيقات بشكل مستمر، مؤكدا ان علاقة محبة كبيرة تربطه بالقمص تكلا الصموئيلى ، فضلاً عن التعاون فى كل الانشطة الوطنية.
جنازة جنوب افريقيا
وصلت الجثامين الى القاهرة، وأقيمت ثلاث جنائز في ثلاث كنائس، كنيسة جنوب افريقيا، والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وكنيسة المنيا حيث بلدة الشهداء، وخلال صلاة الجناز في كنيسة جنوب افريقيا، اكد الأنبا بولس اسقف عام افريقيا، خلال الجناز الذى اقيم في كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول في منطقة باركفيو بجوهانسبرج، على روح الشهداء الثلاثة:” من يرتكب جريمة القتل، هو إنسان صاحب قلب شرير، وبينما يقتل البشر بعضهم البعض، يستمر السيد المسيح في تقديم حياته للعالم.، وأضاف: “نحن هنا لنقدم حياتنا لأجل الآخرين على مثال السيد المسيح”. مشيرًا إلى أن الرهبان الثلاثة كانوا محبوبين في المنطقة، وأنه لا يجب أن ننظر إليهم باعتبارهم أموات بل هم الآن أحياء أكثر إشراقًا ومستمرون في عملهم لأجل الكنيسة بصلواتهم الدائمة عنا.
دموع اهالي الرهبان
تم نقل الجثامين الى مصر، ووصلت فجر الثلاثاء الماضى، بقرية البضائع بمطار القاهرة ، حيث تم نقلها إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ثلاث سيارات اسعاف، ليترأس صلاة الجناز في مصر قداسة البابا تواضروس الثاني ولفيف من مطارنة واساقفة المجمع المقدس وبحضور سها الجندي وزيرة الهجرة ، وعقب انتهاء كلمة قداسة البابا انطلقت الصرخات في ارجاء الكنيسة، بكاء وعويل أهالي الرهبان الثلاثة، حمل الشمامسة نعوشهم وطافوا بها داخل الكنيسة، وصولا الى سيارات الاسعاف، وسط صرخات اسرهم الذين راحو يحاولون فقط لمس النعوش، فذهب قداسة البابا إليهم لمواساتهم ، لتنطلق بعدها سيارات الإسعاف فى رحلة الى دير الانبا صموئيل المعترف غرب مركز مغاغة بالمنيا، لدفن الجثامين وخلفها عشرات السيارات والحافلات وكان فى انتظارهم نيافة الأنبا سيداروس أسقف عزبة النخل والانبا صموئيل اسقف طموه بجانب نيافة الأنبا باسيليوس اسقف ورئيس الدير ، ليتم وضعهم فى طافوس الرهبان وهو منطقة مخصصة لدفن الرهبان.
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني قد صرح عقب الإعلان عن الحادث، بأن سلطات جنوب إفريقيا تقوم بعملها بخصوص الحادث، وهو حادث إجرامي، وهناك أقاويل كثيرة ولكن حتى الآن لم يظهر بيان رسمى بتفاصيل الحادث وسوف يتم إعلانه عقب إعلان التحقيقات مقدما شكره للسفارة المصرية بجوهانسبرج التي تتابع الموقف منذ وقوع الحادث
من هم الشهداء ؟
• القمص تكلا الصموئيلى…. ولد أيوب عطية مسعود، يوم ٧ ديسمبر ١٩٥٩ في قرية أولاد ألياس، مركز صدفا، محافظة أسيوط، وحصل على بكالوريوس الطب البيطري جامعة أسيوط ١٩٨٣، عمل في معهد بحوث الحيوان بالدقي، بالقاهرة، ترهب يوم ١١ أبريل عام ١٩٨٧ في دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، نال درجة القسيسية في ٣٠ مارس ٢٠٠١ ونال رتبة القمصية يوم ٢٠ يونيو ٢٠١٤.
خدم أكثر من 40 عاما بداية من دير الانبا صموئيل ، ثم جنوب افريقيا وترك اثر كبير فى الافارقة أنفسهم ، الذين أصيبوا بصدمة قتله، لانه كان محبًا للجميع ، ويتمتع بحضن أبوي وساهم فى توسيع خدمة الكرازة بجنوب افريقيا.
سبق وتعرض لهجوم مسلح من ستة أفراد قبل عدة أعوام، بهدف السرقة دون ارتكاب اى جريمة، لأنهم لم يجدوا اى شىء بالدير ليسرق، تم القبض على سارق، واعتدى العمال عليه وابلغوا الشرطة ولكن ابونا تكلا احتضنه واطعمه ، حتى أن السارق عاد ليقدم توبته وتعجب من احتواء ومحبة ابونا والكنيسة.
• الراهب مينا افا ماركوس
اسمه العلمانى شوكت نصري مريد من مواليد ٣ يناير ١٩٨٤ في قرية دير النغاميش، مركز دار السلام سوهاج وحصل على دبلوم صنايع عام ٢٠٠٢، وهو أخ لثلاثة أبناء وخمس فتيات، وعمل لفترة بدير العذراء السريان بوادى النطرون ، ثم عمل فترة بدير الملاك بنقادة بقنا ودير العذراء أخميم قبل سفره الى ايطاليا ثم سفره الى جنوب افريقيا عام 2017 كطالب رهبنة
قال امير نصرى شقيق الراهب مينا افا ماركوس: ” تقلت الأسرة صدمة مقتل شقيقنا الراهب مينا، عن طريق وسائل الإعلام، اختار شقيقي أختار طريق الرهبنة والحياة مع الله، وتم رهبنته فى ديسمبر عام 2019 باسم الراهب مينا،وانه اخر زيارة لهم فى عام 2021،وكشف امير ان الراهب مينا اتصل بهم مساء الاثنين قبل الحادث بساعات قليلة ليطمئن عليهم، وكانت الصدمة بنبأ وفاته صباحا.
.
• الراهب يسطس
مواليد 1981 واسمه قبل الرهبنة علاء مفيد توفيق، وهو خريج كلية تربية علوم جامعة أسيوط ، وهو شقيق لشاب وفتاتين، سافر الى جنوب أفريقيا عام 2007 ، للعمل هناك ، وكان يتردد على الكنيسة والدير بصفة مستمرة ، حتى قرر أن يختار طريق الرهبنة ، والتحق بالدير عام 2017 ، وتم الوضع عليه فى ديسمبر 2019 ليترهبن باسم يسطس .
عبر والد الراهب يسطس افا ماركوس ،عن حزنه لهذا الحادث،قائلاً تعزيتي الوحيدة أن ابني مع المسيح منذ اختار طريقه للرهبنة وترك العالم، وأضاف ابنى زرانى منذ عامين بعد رهبنته، ودائما يتصل بى أسبوعيا ، وكان اتصاله قبل اسبوع من الحادث، ولم يشر من قريب ولا بعيد لأى مشكلات معه، ولم نتوقع تلك الجريمة أبداً ، ولكن فى النهاية نؤمن انه مع المسيح منذ دخوله للرهبنة. وفي موته ايضاً”
· نشأة دير جنوب افريقيا
قال الراهب انجيلوس الصموئيلي، أن الشهيد القمص تكلا الصموئيلى بدأ حياته الرهبانية فى عام 1986 بدير الانبا صموئيل المعترف بالمنيا ، ونال رتبة الكهنوت فى عام 2001 ، وهو طبيب بيطرى لذا كان مسئول عن خدمة مزرعة الماشية بالدير، وايضا كان يتولى مسئولية مزرعة اخرى بقرية 5 بالقرب من الدير .
وتابع الراهب انجيلوس:” طلب الأنبا أنطونيوس مرقس فى زيارته لدير الانبا صموئيل، سفر بعض الرهبان لتعمير دير جديد، بجنوب افريقيا بعد شراء أرض هناك عن طريق الراحل الدكتور ثروت باسيلى، وبالفعل سافر بعض الرهبان كانت البداية فى عام 2007 للراهب سيداروس ” الانبا سيداروس حاليا أسقف عزبة النخل” ، وايضا الرهبان ابونا عبد المسيح وابونا فيلبس والراهب بيسنتى والراهب اسطفانوس ثم سافر القمص تكلا عام 2008 ، ، ولكن عاد بعضهم بعد ذلك وذهب اخرين للخدمة فى دول اخرى وتبقى القمص تكلا الذى استمر فى اعمال تأسيس الدير حتى تم الاعتراف به عام 2013 ، مشيرا ان القمص تكلا دائما ما يزور دير الأنبا صموئيل عند عودته لمصر وكانت آخر كلماته عند زيارته لشهداء دير الانبا صموئيل عندما جلس بجوارهم وهو يقول ” يا بختكم أمتى أجى جنبكم ”
رحلة اعمار الدير
وقال نيافة الانبا سيداروس أسقف عزبة النخل عن رحلة التعمير فى جنوب افريقيا،ويقول:” انه أول شخص ذهب للارض الجديدة بجنوب أفريقيا ،وحينها كان ابونا عبد المسيح الصموئيلى في الخدمة مع الانبا انطونيوس مرقس، وايضا ابونا اسطفانوس الصموئيلى ، وجاء ايضا ابونا فيلبس الصموئيلى الذي كانت خدمته فى زيمبابوى ، وبدأ فى التعمير عام 2007 ، حيث ظل بمفرده داخل الدير لخمسة أشهر، قبل وصول ابونا بيسنتى الصموئيلى معه فى مارس 2008 .”
وتابع الأنبا سيداروس: قمت ببناء بعض “القلالي” – سكن الرهبان – والمضيفة وقاعة اجتماعات كبيرة وبعد صول ابونا بيسنتى، تم بناء كنيسة الدير و إقامة اول قداس هناك ، ثم وصل ابونا تكلا الصموئيلى فى يونيو 2008 ، وأسس مزرعة الدير من المواشى ، واضطررت للعودة لمصر عام 2009 للقيام بمهام بدير الأنبا صموئيل ، واستمر ابونا تكلا بمفرده بالدير حتى تم الاعتراف به عام 2013 ، وبدأ خدمة كبيرة فى الكرازة بجنوب افريقيا وتم التوسع فى بناء الكنائس”
وكشف أحد الخدام بجنوب افريقيا، انه بعد الاعتراف بالدير بدأ القمص تكلا قبول طلبات الرهبان ، ضمنها طلب القمص صموئيل المشتبه فيه الثاني فى الحادث، كان من الوافدين على الدير وتمت رسامته راهبا بأستراليا قبل الاعتراف بالدير مع راهب أخر، وفى 2019 ، ثم تمت سيامة أربعة رهبان ، هم الراهب يسطس والراهب مينا و الراهب مرقس والراهب ميخائيل، وعاد الراهب مرقس بعد فترة لظروف صحية للعلاج ، أما الراهب ميخائيل ” مايكل ” فسافر غانا منذ خمسة أشهر للخدمة هناك وتبقى الراهب مينا والراهب يسطس مع القمص تكلا والقمص صموئيل.
وتابع جاء سعيد للدير العام الماضى مع طالب للرهبنة اخر يدعى جوزيف، ولكن الأخير عاد لمصر بعد 6 أشهر لأسباب خاصة به وتبقى سعيد بالدير، ليكشف عن نفسه بسلوك ومشكلات مع الجميع، مما دفع القمص تكلا بطلب عودته لمصر .