انتهت أزمة الطفل شنودة لصالح الإنسانية وكما قال قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بالأمس أنه انتصار الإنسانية ، وهى بالفعل قضية إنسانية وليست دينية ، ساهمت فى إعادة طفل حرم من أسرته التى احتضنته ليعود لمنزله والدفء والحب ، ليبدأ الطفل حياة جديدة داخل منزل بعد عام عاش خلالها داخل أسوار مغلقة ، لا يرى شىء سوى يوم معتاد من الروتين والتعليمات والقيود .
لاشك أن اليوم الأول لشنودة بعد عودته ، سيتذكره الجميع ، هذا الطفل الذى ألهب الرأى العام ،تعاطفا معه ، وجعل الجميع يشعرون بالسعادة والفرح ، وكأنه طفلهم ، والجميع يسرع لرؤيته والبعض يحمل له الهدايا حتى دون معرفة مسبقة بأسرته ، فشنودة خلق حالة لقضية تحتاج لحل لنماذج أخرى مثله تبحث عن حل .
فوجود طفل فى دار ايواء ليس الحل الأفضل ، فعندما شهدت ” شنودة بالامس ” فى أول ظهور له ظل لفترة طويلة صامت ، ينظر حوله وكأنه يرى لأول مرة اشخاص وعالم وواقع جديد غير معتاد عليه فى يومه المعتاد بدار الإيواء ، فظل فى هذه الحالة لوقت طويل منذ السابعة صباحا وحتى السادسة مساءا ، لا يتحدث حتى بدأ يتخلى عن هذا الأمر وينتفض من ظلمة ما عاشه بدار الإيواء ، مع تواجد من يحبه حوله ، وهم يتحدثون معه ويحاولون جذبه الى عالمه القديم ، فبدأ الطفل يبتسم ويلهو ويتحضن أمه وابيه ، وينطق بكلماته المعتادة ، ويتحرر أكثر ليتحرك ويلعب ، ويمسك بتليفونه القديم الذى مازالت والدته تحتفظ به .
ويمسك هاتفه ويستعيد ألعابه القديمة ، ويشير الى والدته مدام امال الى لعبة معينة وهو يتذكر معها ، ذكريات قديمة عندما تم شراء الهاتف له ، ويبدأ يتحرر أكثر فيتحرك بمفرده داخل الأماكن التى قام بزيارتها ويتحدث عن الأكل المفضل له ، وعن العابه ، وهو يقول ” انا هبقى ظابط شرطه ” ، وكما شاهدنا أمس فى ظهوره معنا بقناتى ” مى سات ” وسى تى فى ” وهو يمسك بألعابه ويتحرك فى الاستوديو ، ويقول بابتسامة الملائكة ” أنا فرحان أوى ” ، ثم يعود ليحتضن والدته ، التى كانت محملة بالتعب من عناء أيام طويلة تبحث عنه .
ويعود شنودة بعد يوم طويل لمنزله ، ليجد الدفء فى حضن أمه ، وفى مخده لينام وهو يشعر بالأمان ويشعر أنه سيجد من يصنع له يوم جديد ، ويحقق له احتياجاته التى سيطلبها ، وتشرق شمس جديده عليه داخل منزله فى حضن أمه ووالده ، يتحدث معهم ويخرج معهم فى شوارع منطقته يمسك بهم ، وهو يعلم أنه حر طليق فى عالم طفولته التى قيدت لمدة عام ، فما أجمل الحرية للاطفال وما أصعب ان يحبس طفل داخل جدران دون أن تكون له حرية ليفعل ما يشاء ، إنها الطفولة يا سادة التى تحتاج من يرعاها ويحميها ويقدم لها مناخ الإبداع والنشاط ، لذا كانت قضيتنا انسانية لطفل عاد من جديد ليرى الشمس وتعود له ابتسامته ، فى حضرة والديه ، فكل الشكر لحكمة المسئولين والنيابة العامة وللقيادة السياسية ولكل من شارك فى حملة عودة لطفل لأسرته ورسم الابتسامه له ولأسرته ولكل محبيه .