جنوب فالنسيا هو مسقط رأس حلوى التورون الشهيرة أو النوغا، المنطقة التي تفتخر بالمؤشر الجغرافي المحمي (PGI) جيجونا وتورون دي أليكانتي. هنا زرع الموريون أشجار اللوز، من بين أشجار أخرى، خلال القرن الثامن.مكونات هذين النوعين من التورون هي نفسها، والاختلاف يكمن في كيفية تحضيرهما، كما توضح لنا آنا بيكو فيليول، المديرة التجارية لـ”تورونز بيكو Turrones Picó”: ” تورون أليكانتي مزيج سكري مصنوع بالكراميل الأبيض مع لوز محمص، قوامه مقرمش وصلب واللوز فيه كامل الحبة. أما تورون جيجونة فطري ومظهره مختلف تماماً، بني واللوز فيه مطحون ومتجانس مع الكراميل. يحتوي تورون جيجونة على مكونات تورون أليكانتي نفسها، ولكن يتم تحضيره بخطوة واحدة. وهذا هو سر تورون جيجونة وأهل جيجونة، هناك حاجة إلى يد متمرسة وسنوات عديدة من الخبرة لتعرف متى يكتمل نضج التورون بشكل مثالي “.تتميز أصناف اللوز الإسباني بجودة استثنائية: فبالإضافة إلى الكميات العالية من العناصر المعدنية والفيتامينات، فإنها تحتوي على نسبة عالية من الزيت، مما يجعلها طرية ويمنحها نكهة أكثر كثافة.ملك أصناف اللوز المحلي هو ماركونا Marcona، بقشرته الصلبة وشكله المسطح، يعتبر أحد الأنواع الأفضل في العالم. تقول آنا بفخر ليورونيوز: “يتميز لوز ماركونا عن الباقي بشكل أساسي بشكله المستدير والذي يشبه القلب قليلاً”.العسل بطل آخر في وصفة التورون. إسبانيا المنتج الرئيسي للعسل في الاتحاد الأوروبي، مع 320 نوعاً، من بينها عسل إكليل الجبل والزعتر وزهر البرتقال.التورون مثال واضح على تأثير وامتداد إرث الطهي العربي في تراث فن الطهي الإسباني. يُحضّر التورون في جيجونة وفقاً للوصفة ومعايير الجودة نفسها المتبعة منذ خمسة قرون.وفي البلدة الصغيرة الواقعة على التلال خلف أليكانتي يمكنك تذوق التورون بكل أشكاله.شاهد: اكتشاف أقدم نص للغة منطقة الباسك في إسبانيا لماذا تستحق إسبانيا لقب “أرض الـ200 نوع جبن” وأين تتذوق أفضلها؟كيف نجحت إسبانيا بتوفير ظروف مناخية ملائمة لإنتاج المانغا والأفوكادو والرمان؟عندما تفكر في التورون ما يخطر ببالك هو الحلويات، لكن مع حب المغامرة لدى الطهاة الجدد هناك مساحة لبعض المخاطرة في ابتكار وصفات جديدة.هذا ما تفعله أميليا ريبول وشقيقتها إيما في مطعمهما البالغ من العمر 21 عامًا في جيجونة. ينوعون في نكهات التورون لإرضاء الزبائن، تقول إيما: “يتفاجأ الأشخاص الذين يأتون من خارج المدينة بشكل خاص عندما يجدون التورون في أطباق مملحة. هكذا نتميز عن الآخرين بتقديم التورون على مدار السنة وضمن الأطباق المالحة”.تؤكد الأختان أن تورون جيجونة سهل التحضير في الجو الحار، وهذا ما يشجعهما على ابتكار أشياء جديدة دائماً، كما تقول أميليا: “بصرف النظر عن الأرز الكريمي مع لحم البقر وتورون جيجونة، لدينا “الكرة” وهي كروكيت من التورون، و”باستيسيت”، وهي فطيرة سمك القد مع قطعة صغيرة من تورون صفار البيض في وسطها. التورون منتج يمكن استخدامه في الحلويات والسلطات واليخنات”.تعد كاستيا لا مانشا، الواقعة جنوب العاصمة مدريد، موطناً لحلوى تقليدية أخرى هي المرصبان المضمون بموجب المؤشر الجغرافي المحمي: مرصبان توليدو.مرة أخرى، اللوز هو المكون الرئيسي مع العسل والسكر. لكن المرصبان المحلي يختلف عن غيره، كما تخبرنا آنا دي ميسا غارات، مديرة الإنتاج في سانتو تومي: “مرصبان توليدو مصنوع من اللوز الحلو بنسبة 100٪. هذا هو الاختلاف الأول: في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، يخلط اللوز الحلو مع اللوز المر. الاختلاف الثاني يمكن في خبزه في الفرن على درجات حرارة عالية جداً ولكن لوقت قصير. كذلك يخبز على ألواح خشبية بحيث يكون الجزء العلوي هو المستقبل للموجة الحرارية القوية، في حين يبقى الجزء السفلي بارداً خاماً. من اللحظة التي يتم فيها فتح كيس اللوز حتى يمكن تناول المرصبان المطبوخ، يستغرق الأمر ثلاثة أيام”.هذا المرصبان طبيعي تماماً، مصنوع من 57 % من اللوز و 40 % من السكر و 3 % من العسل.مكونات المرصبان المتجذرة في النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ، تجعله غذاءً صحياً ومانحاً للطاقة ومكملاً جيداً لحياة نشطة. كذلك تجعله حلوى مميزة تقدم في عيد الميلاد أو في أي وقت آخر من السنة.
حلوى التورون والمرصبان في إسبانيا.. فخر الصناعة المحلية وفق وصفة عمرها 5 قرون
