الأنبا بولس يصلي أول قداس بكنيسة الملاك “الجديدة” في “أحد السامرية”
صلي نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف العمران أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، اليوم الأحد الموافق 27 مارس 2022، أول قداس إلهي، في الكنيسة الجديدة للملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين في لافال كندا. واليوم لم يكن هناك موطئ، حيث شارك عدد كبير للغاية من شعب لافال والكنيسة في صلاة القداس الإلهي، وسط فرحة كبيرة لكل الشعب من مختلف الأعمار. علما بأن الافتتاح الرسمي للكنيسة سيكون يوم السبت والأحد القادمين 2 و3 أبريل القادم، حيث ستكون الكنيسة مفتوحة لكل شعب لافال ومونتريال ومختلف المدن الكندية.
وشارك في صلاة القداس الإلهي اليوم الأحد أحد السامرية، مع أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف العمران، أبونا الحبيب والغالي الأب الحنون أبونا ميخائيل عطية، ملاك كنيسة الملاك والقديس أبي سيفين، وأبونا الحبيب والغالي الراهب المنير القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة الملاك والمسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا.
وصلي أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس القداس الإلهي اليوم بأربع لغات هي العربية والقبطية والفرنسية والإنجليزية، مع أبونا الحبيب ميخائيل عطية وأبونا الحبيب القمص موسي البراموسي.
֍ أول قداس ينتظره الشعب لأكثر من 20 عاما .. بأربع لغات
وبعد قراءة الإنجيل المقدس، قال نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف العمران: أهنأكم بمناسبة أول قداس في الكنيسة الجديد للملاك ميخائيل والقديس العظيم أبي سيفين، والتي تمم الله عمله علي أيديكم، وربنا يعطي العوض السمائي لكل من تعب من أجل اسمه، خاصة وأننا انتظرنا هذه الكنيسة لأكثر من 20 عاما. واستوقفني آيتين هنا، الأولي أن كثيرين تعبوا وأنتم دخلتم علي تعبهم. والآية الثانية أن الزارع والحاصد كلاهما يفرحان. وكما قال بولس الرسول أنه ليس الزارع أو الحاصد، ولكن الله هو الذي أعطي كلاهما ليفرح.
֍ أحد السامرية: لماذا نعطش؟ أحد الماء الحي، الذي يشرب منه لا يعطش أبدا
أضاف نيافته: أن اليوم الأحد هو الأحد الرابع أحد السامرية، بعد آحاد الكنور الاستعداد، والتجربة، والابن الضال. وأحد السامرية، هو أحد ماء الحياة الذي يشرب منه لا يعطش أبدا. والكنيسة تعلمنا أنه في هذا الأحد المقدس، أن ماء الفرح، مء الحياة، من يشرب منه لا يعطي إلي الأبد، وهذا الماء الحي، حصلنا عليه بالمعمودية، حيث حل فينا الروح القدس، وتحول جسدنا إلي حياة جديدة، حيث يسوع المسيح له المجد خلصنا من طبيعتنا الفاسد وتغلب علي الخطية والموت، وأعطانا ذاته والحياة معه، بنور المعمودية وحلول الروح القدس.
֍ بداية الحياة مع الله والحصول علي الماء الحي .. الاعتراف بخطايانا
ووجه أبينا الحبيب والمكرم جزيل الاحترام الأنبا بولس سؤالا للحضور الغفير ولكل الشعب: هل تساءلتم، لماذا نعطش؟ الإجابة كما قال معلمنا بطرس الرسول في الكاثليكيون، لأن هناك أمور كثيرة ليس فيها ارتواء تسيطر علينا، مع أعداء العشرة مع الله، كعدو الخير والذات أو الأنا والمجد الباطل. وأخطر عدو هو الذات أو الأنا، حيث تجعل الإنسان دائما متعطشا، ولا يشعر أبدا بالارتواء، كالحاجة إلي الكرامة أو المال. والحل كما قال بولس الرسول في أن نلبس سلام الله الكامل، لنتمتع بالروح القدس، ولا نعطش أبدا. فالعالم ممتلئ بالمياه الملحة، التي لا تروي أبدا، وتجعلك دائما تشعر بالعطش. ولهذا كانت المرأة السامرية، التي رأت السيد المسيح له المجد، وتحدث إليها، ثم أرها ما هو الارتواء الحقيقي، وبدأ يتعامل معها، حتي يخلصها من خطاياها.
والغريب أن يسوع المسيح له المجد، هو الذي طلب منها أن تعطيه ليشرب، رغم أنه عنده ماء الحياة الأبدية. ولكن يسوع المسيح طلب هذا، لأن الله هو الذي يسعي إلينا، ويبحث عنا دائما. الله يريد أن يكون لكل واحد منا، حياة معه، خاصة وأن الكثيرون لا يفهمون هذا. ولهذا لا يجب أن نجعل الخطية سبب انفصالنا مع يسوع المسيح، الذي خلصنا من الخطية. الله يريد أن لنا معه حوار، نتعرف عليه، وتكون لنا مع الله حياة واحدة. وبداية هذا الطريق تتمثل في الاعتراف بخطايانا.
ومع الوقت بدأت المرأة السامرية تدرك أن يسوع المسيح له المجد، ليس مجرد إنسان عادي، فقالت له ربوني أي يا معلم، وكانت تري أنه نبي أو مسيا. ويذكر أن هناك خلاف كبير وانشقاق بين اليهود والسامرين، حيث يري كل منهما أنه الأصح ففي علاقته مع الله.
֍ الله يهمه نقاء القلب وأن نسجد له بالروح والحق بعيدا عن الممارسات الشكلية
حذر أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف العمران من أن يدعي أي شخص أو مجموعة أو فريق أنه الوحيد الذي يمتلك الصواب والصح فيما يتعلق بعلاقته مع الله فيما يخص الممارسات، مثلما كان الانشقاق بين اليهود والسامرين. مشددا نيافته علي أن الله ما يهمه هو نقاء القلب، الله هو روح، والذين يسجدون له بالروح والحق بغض النظر عن الممارسات.
وعلينا أن نعترف بخطايانا، لكي يعطينا الله هذا الماء الحي. وتمثل هذا في المرأة السامرية، عندما طلب منها يسوع أن تذهب وتدعي زوجها، فقالت ليس لي رجل. وهنا يسوع المسيح هو العريس هو الرجل الذي يعطي الحماية لكل نفس بشرية. ثم أكمل يسوع المسيح له المجد الحوار مع السامرية، قائلا لها أنه كان لها خمسة أزواج، وأخبرها بكل ما فعلت، ومن هنا نتأكد أننا عندما نحتمي بالمال أو السلطة أو النفوذ فكلها إلي زوال، لكل أن نحتمي بالعريس، بالرجل الحقيقي يسوع المسيح، فهذا هو الحماية الحقيقية لكل نفس ولكل إنسان.
ولكي نكون مهيئين للشرب من الماء الحي، يجب أن نعترف بخطايانا، وهذا ما نطلق عليه أبو العز، كما هو عز الشهداء، الذي تصورهم الكنيسة وحولهم هالة من النور، حيث ظهر فيهم السيد المسيح له المجد.
وهذا العالم لا يوجد فيه ارتواء، والماء الحي بداية الحصول عليه تكون عبر الاعتراف بخطايانا والتمتع بنعم الروح القدس. الله قادر يعطيكم نعمة لتكون معترفين بخطاياكم، ومستعدين لقبول الروح القدس والحصول علي الارتواء من الماء الحي والروح القدس.
֍ شعب غفير يحصل علي بركة أول قداس إلهي في الكنيسة ..
ونظرا للأعداد الغفيرة لشعب لافال، التي شاركت بكل فرح في القداس الإلهي فقد قام بإعطاء سر تناول الجسد والدم الكريم والمبارك لسيدنا يسوع المسيح له المجد، كل من نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس أسقف العمران أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، أبونا الحبيب والغالي الأب الحنون أبونا ميخائيل عطية، ملاك كنيسة الملاك والقديس أبي سيفين، وأبونا الحبيب والغالي الراهب المنير القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة الملاك والمسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وساعدهم دياكونات الكنيسة وهم: دياكون يوسف داوود، ودياكون كريم دياكون شنودة، ودياكون فوزي جندي دياكون ميخائيل.
֍ سفر وانتقال الأرخن الحبيب شريف ألفونس
وفي نهاية القداس إلهي تم التنبيه علي أنه السادسة والنصف مساء اليوم سيكون للعزاء في انتفال أخونا الأرخن الحبيب المهندس شريف ألفونس، الذي سافر للسماء، وكانت له خدمة جليلة، والكنيسة تحبه وتكرمه، والقداس الجناز علي روحه سيكون غدا الاثنين الموافق 28 مارس في تمام الساعة 12 ظهرا.