لا يزال الفنان محمد رمضان حديث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبين مشيد بأعماله، وبين منتقد لتصرفاته ومواقفه وحتى نوعية الفن الذي يقدمه، لتبقى التساؤلات تفرض نفسها؛ ما سبب ارتباط اسم رمضان دائمًا بالأزمات؟ وهل يستغل أزماته الكثيرة في الترويج لأعماله الفنية؟ وهل أزماته تسحب من رصيده لدى جمهوره ومحبيه؟
في هذا الإطار تحدث إلى عدد من النقاد الفنيين والخبراء للإجابة على هذه التساؤلات.
إدارة سيئة للمشاكل
من جانبه يقول خالد البرماوي، خبير الإعلام الرقمي، إن الفنان محمد رمضان بطبيعته مُثير للانتباه فهو ممن يحبون أن يكون حولهم حالة من الجدل والاهتمام والنقاش والصراع ويحب فكرة الصراع والدراما والمنافسة وهذا يشكل جزء من شخصيته.
ويضيف في حديثه : «طبيعة شخصية محمد رمضان هي أنه يحب المشاكل أو بمعنى آخر المشاكل هي التي تنجذب إليه، وفي كلتا الحالتين يساعد هو بتصريحاته على تطور المشكلة، فالأزمة الأخيرة لو أدارها بشكل جيد وليس بشكل انفعالي، كان من الممكن تجنبها.
وأردف: «عندما ننظر إلى أزمات رمضان نجد أن لديه مشكلة كبيرة في أزماته والقاسم المشترك فيها أنها في الأساس أزمات بسيطة ولكن إدارتها السيئة هي التي تجعلها تتضخم، كما أن معظم القرارات للأسف تكون قرارات شخصية انفعالية وقتية.
ولفت إلى أنه عندما نحلل ما قاله مؤخرًا بشأن التحفظ على أمواله حسب وصفه نجد أن كلامه غامض بناءً على مكالمة جاءت له من موظف في بنك والموضوع لم يستغرق وقتا، فالإنسان الطبيعي والمشهور وصاحب العلاقات عندما تأتي له مثل هذه المكالمة يتحقق من صحتها مرة واثنين وثلاثة، كي يفهم الموضوع كاملًا وبشكل صحيح، ثم يبدأ في اتخاذ رد فعل حتى لا تكبر المشكلة.
وأكد البرماوي أنه لا يفترض سوء النية بحق رمضان بأنه هو من يصنع هذه الأزمات ولكنه يديرها ويتعامل معها بشكل خاطئ فعندما يدخل في أزمة ما، يصرح بأنها مؤامرة عليه كما قال أثناء أزمته مع الطيار رغم أنه صاحب المشكلة بالأساس.
واستطرد خبير الإعلام الرقمي قائلًا: «محمد رمضان هو من يضع نفسه في المشاكل والأزمات ثم يُسيء استخدامها، مشيرًا إلى أن من الملاحظ أن ردود الأفعال التي تأتي حول مشاكله وأزماته تزيد من انتشاره لأن الجمهور يهتم به وبأخباره كونه فنان له قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة ومن أكثر 5 شخصيات على الإنترنت في مصر لديه انتشار وتأثير، والتفاعل على المحتوى الذي يقدمه كبير جدًا والصراعات والخلافات تغذي «التواصل الاجتماعي»، ويجعل الجمهور متابعا ومهتما، فهو يشعر بأنه مدين لمنصات التواصل بأنه في كل أزمة يحتاج أن يبرر لهم ويوضح لهم كافة الأمور».
وبسؤاله حول استغلال محمد رمضان أزماته في الترويج لأعماله الفنية، أكد البرماوي «أن رمضان لا يستغل أزماته، ولكن من دون قصد فإن الأزمات تزيد من النقاش حوله مما يساعده ويساعد أعماله، فهل هو متعمد أن يقوم بعمل صراعات للترويج لا أعتقد لأنه أكبر من ذلك وقيمته وجماهيريته كبيرة جدًا».
تهور
بينما ترى الناقدة الفنية حنان شومان أن الفنان محمد رمضان ممثل موهوب وكان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك لو أنه في زمن محمد خان وداود عبد السيد وخيري بشارة أو في زمن آخر، ولكن الإشكالية الآن أن النجومية مرتبطة بالتواصل الاجتماعي بنسبة كبيرة ورمضان يعلم ذلك جيدًا.
وأشارت إلى أن محمد رمضان ممثل ذكي ولكنه قد يكون في بعض الأحيان متهورا في تعامله مع الأزمات، ويتعامل بمنطق العصر «الترند» ولا نستطيع أن نقول محمد رمضان هو من اخترع الترند، فرمضان واقعي وما هو إلا منقاد وراء ما يحدث على مستوى العالم؛ نقبل ذلك أو نرفضه هذا موضوع آخر.
ورغم رفض الناقدة الفنية لأسلوب رمضان الذي يتبعه إلا أنها لا تستطيع أن تقول إنه فنان غير ناجح، لأن «الواقع يؤكد أن له قاعدة جماهيرية كبيرة تتأثر به».
وعن تصرفات الفنان محمد رمضان المثيرة للجدل والغريبة في بعض الأحيان، لفتت شومان إلى أن رمضان يتبع أسلوب فعل أي شيء غريب أو غير مألوف حتى يُلفت الانتباه، وعادة من يفعل ذلك يكون في مرحلة الطفولة ويكون طفلا مدللا «فالطفل الذي يدب في الأرض حتى يلتفت له المحيطين يكون بحاجة لعلاج»، ولكن للأسف الشديد أن الواقع يقول من يفعل ذلك يلفت الانتباه فهو يسير بمعايير الواقع الذي يفرض نفسه على الجماهير.
ولفتت إلى أن محمد رمضان مؤخرًا أصبح يُسيء استخدام الترند ويتعامل مع أزماته برعونة، فأصبح يخسر بسببه جزءا على الأقل من جمهور يحترمه إلى جمهور ينظر إليه «كمحترف إثارة الجدل».
أزمة لا علاقة لها بالفن
وفي سياق متصل، تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن الفنان محمد رمضان محترف إثارة الجدل حوله رغم عدم ارتباط ذلك بعمل فني فأزمته الحالية ليست لها علاقة به كفنان، فهو يسعى دائما ليكون في الصورة بأي شكل من الأشكال حتى لو استفز الأشخاص، متخيلًا أن ذلك يخلق له شعبية وجماهيرية.
وتؤكد خير الله في معرض حديثها أن استفزازه لجمهوره يسحب كثيرًا من رصيده وجماهيريته كفنان، فالفنان الناجح عبارة عن عمل فني جيد واختيار جيد وكاريزما وقبول، فعندما يبدأ القبول يقل وسيرته تبدأ تُثير الضيق أكثر من الإعجاب لدى الجماهير مع الوقت يقلل ذلك من شعبيته.
وحول استنكار البعض الهجوم الدائم على محمد رمضان، لفتت خير الله أن لو كان الهجوم مرة أو اثنتين كان من الممكن أن نقول إن هناك تربصا به تحديدا، ولكن في الحقيقة أنه لا يكف عن إثارة الجدل والأزمات فكلمة «الدولة تحفظت على أموالي» التي قالها في أزمته الأخيرة كلمة كبيرة ولا تمت للحقيقة بشيء، فهو دائما يتصور أن ذلك يصب في صالحه ويجعله متصدرا للترند ولكن الحقيقة أن ذلك يثير إزعاج الجمهور.
رأس المال الاجتماعي
من جهته، يرى الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أن الإنسان بطبيعته يحب ذاته فيصبح نرجسيًا إلى حد ما، ولكن حب الذات لدى محمد رمضان تعاظم والأنا أصبحت لديه أعلى وبالتالي دخل في النرجسية المرضية أو غير المرغوبة بمعنى أدق أنه بدأ يقول أنا وأنا ولم يرَ أحدا سوى نفسه.
ولفت هندي إلى أن محمد رمضان استهلك نفسه تجاريًا ويتمنى منه أن يكون له مستشار نفسي وإعلامي ليضبط له كل تصرفاته ويفهمه ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب، فهناك ما يُسمى برأس المال الاجتماعي وهو ما يجب أن يحرص عليه محمد رمضان جيدًا فالفنانة ليلى مراد كادت أن تخسر تاريخها الفني بسبب إشاعة لذلك عليه أن يحتاط في كل تصرفاته وأن تكون له وقفة مع النفس.