دعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومة الإيطالية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات إلى المهاجرين على الحدود الشمالية للبلاد. وأشارت إلى أن المهاجرين يعانون بشدة أثناء عبور هذه الحدود من البرد والإرهاق والعنف في أحيان كثيرة، ويحتاجون إلى الحماية. وأكدت أنها مستعدة لدعم إيطاليا لتوفير خدمات المساعدة والمعلومات الضرورية على الحدود.
أرسلت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة بعثات مراقبة إلى شمال إيطاليا، وهي المنطقة التي يمر عبرها المهاجرون في كثير من الأحيان في ظروف حرجة، ويعانون بشدة من التعب والبرد، وفي كثير من الأوقات من العنف، حسبما ذكرت كيارا كاردوليتي، ممثلة المفوضية في إيطاليا والفاتيكان وسان مارينو.
الوضع على الحدود الشمالية
ورأت كاردوليتي في بيان ركز على وضع المهاجرين على الحدود الشمالية لإيطاليا، أنه «لمواجهة هذا الوضع، يجب ضمان توفير خدمات الاستقبال والمساعدة والمعلومات الأولية التي ينص عليها القانون، والتي لم يتم إنشاؤها بعد في جميع المعابر الحدودية مع إيطاليا».
وأضافت «لقد رأينا أن هناك حاجة، من الشرق إلى الغرب، لعمل مؤسساتي محدد لإعادة تنشيط المساعدة وأنظمة التتبع».
وأشارت إلى أن «المهاجرين الذين وصلوا للحدود الشمالية الشرقية لإيطاليا، بعد عبور البلقان، يحتاجون في كثير من الأحيان للحماية، ويمكن أن يكون لديهم أسباب مشروعة لطلب اللجوء في إيطاليا، بما في ذلك في ضوء الروابط العائلية». وفي تغريدة لها أكدت أن «لا أحد يختار أن يصبح لاجئًا».
وقالت إن «لكل فرد الحق في التماس الأمان والحماية من الحرب والعنف والاضطهاد»، وذكَّرت بما مر به المهاجرون الذين «عاشوا الرعب في ليبيا، وعانوا مأساة رحلة العبور».
وتساءلت كاردوليتي عن مكامن الأخطاء فيما يجري، وقالت إنه «الآن بعد أن وصلوا إلى إيطاليا، ها هم ينامون على شواطئ فينتيميليا، فما الخطأ الذي حدث؟».
وشددت المسؤولة الأممية على أن «جائحة كوفيد – 19 كان لها بالتأكيد تأثير على هذه الظاهرة، إلا أن هذا لا يمكن أن يكون ذريعة لوقف تواجد وعمل المؤسسات والمساعدة وتطوير خطط التكامل».
وأشارت إلى أن «المجتمع المدني موجود في كل مكان في هذه المناطق، لكن لا يمكن ترك الإدارة المنظمة لهذه الظاهرة له وحده».
وتابعت «اليوم يوجد هناك بضعة آلاف من الناس، وهو أمر يمكن التحكم فيه، لكن إذا لم يتحرك أحد الآن للتدخل، فسيكون الأمر أكثر صعوبة عندما تزداد التدفقات».
انزعاج أممي
وقالت كاردوليتي إن «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عبرت بالفعل عن انزعاجها إزاء التكرار المتزايد لطرد اللاجئين وطالبي اللجوء، ورفض وجودهم سواء على الحدود البرية أو البحرية لأوروبا».
وأكدت أن «المفوضية طلبت من الدول التحقيق في هذه الممارسات ووقفها»، قبل أن تضيف أنه «على الرغم من أن للدول حق مشروع في إدارة حدودها بما يتماشى مع القانون الدولي، إلا أن الحق في طلب اللجوء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وجائحة كوفيد – 19 لا تسمح باستثناءات، وهناك حاجة للعمل على الفور».
وختمت بالقول إن «المفوضية مستعدة لدعم الحكومة، من أجل تحسين خدمات المساعدة والمعلومات الضرورية على الحدود».