شب حريق في أحد المخيمات المخصصة للاجئين شمال العاصمة اليونانية أثينا، ذهب ضحيته طفل كردي يبلغ من العمر ست سنوات. شهود عيان من المخيم أبلغوا وسائل إعلام محلية أنهم اتصلوا بدائرة الإطفاء عدة مرات قبل أن يضطروا لإخماد الحريق بأنفسهم وانتشال جثة الطفل من بين الركام.
اندلع حريق في أحد مخيمات اللاجئين في اليونان، أدى إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات.
الحريق الذي اندلع في مخيم “ثيفا”، الواقع على بعد 54 كلم شمال العاصمة أثينا، وقع في منشأة كان الطفل بداخلها مع أمه وأشقائه، أما والده فكان في الخارج. وتمكنت الأم من إخراج أشقاء الطفل، إلا أن الوقت لم يسعفها لإنقاذ ابنها، حيث قام لاجئون في المخيم بسحب جثته بعد نحو ساعة من التهام النيران للمنشأة التي كان فيها.
شهود عيان قالوا لوسائل إعلام محلية يونانية إنهم اتصلوا بدائرة الإطفاء في المدينة أكثر من خمس مرات للإبلاغ عن الحريق، إلا أنهم وصلوا بعد نحو ساعة بعد أن قام المهاجرون بإخماد النيران وسحب جثة الطفل.
من ناحيتها، نشرت دائرة الإطفاء ووزارة الهجرة واللجوء رواية مغايرة مفادها أن فرق الإطفاء وصلت إلى الموقع مباشرة بعد إعلامها بنشوب الحريق، إلا أن سكانا من المخيم منعوها من القيام بمهماتها. هذا الأمر تطلب تدخل الشرطة التي عملت على إبعاد اللاجئين، إلا أن الحريق كان قد أخمد حينها. وذكرت المصادر نفسها أنه عندما تم سحب الطفل من داخل المنشأة المحترقة كان فاقدا للوعي، وأنه فارق الحياة قبيل وصوله إلى المستشفى.
ومازالت وحدات من الشرطة اليونانية متواجدة في المخيم للتحقيق باندلاع الحريق، الذي لم تعرف أسبابه حتى اللحظة.
لكن مصادر من اللاجئين أنفسهم عادت ونفت رواية السلطات، مؤكدة أن فرق الإطفاء تأخرت في الوصول للموقع، وأن الطفل كان قد قضى قبل سحبه من المبنى.
حريقان صغيران!
وقبل ثلاثة أيام، تعرض مخيمان للمهاجرين، في جزيرة ليسبوس وآخر في شمال البلاد، لحريقين أتيا على خيمتين، دون تسجيل أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
واندلع الحريق في ليسبوس في إحدى الخيم في مخيم كاراتيبي. ورجح مسؤولون محليون أن يكون سببه “احتكاك كهربائي أو عطل في جهاز تسخين المياه” في الخيمة. أما الحريق الآخر فاندلع في خيمة في مخيم ديافاتا، شمال اليونان، حيث يعيش أكثر من ألف طالب لجوء. ووفقا للمعلومات التي صدرت عن الجهات المعنية، فإن سبب الحريق كان محاولة بعض المهاجرين إشعال النيران للحصول على بعض الدفء.
وكانت منظمات إنسانية أممية ودولية قد حذرت في أوقات سابقة من تدهور الأوضاع المعيشية في مخيمات المهاجرين في اليونان، التي تفتقر لأدنى مقومات البنى التحتية الملائمة، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تشهدها البلاد. فمخيم كاراتيبي على سبيل المثال، المعد لاستقبال ستة آلاف شخص، أنشأته السلطات في موقع معرض للرياح والفيضانات بشكل مستمر، ما يجبر المهاجرين هناك على ابتكار وسائل للحفاظ على سلامتهم، منها إشعال النيران في الشتاء للتدفئة.