وسائل جديدة يحاول المهاجرون في شمال المغرب اتباعها للوصول إلى مليليه الإسبانية، ومنها إلى البر الإسباني، لا تخلو من المخاطر والتهديد الحقيقي على سلامتهم الجسدية والنفسية. ففي هذا السياق، أعلنت السلطات الإسبانية عن اكتشاف مهاجر داخل كيس معد لنقل رماد سام، وكان على وشك الاختناق. كما تم ضبط العشرات من المهاجرين داخل شاحنات، بعضهم كان يختبئ في مستوعبات تحوي زجاجا مكسورا معدا لإعادة التدوير.
أعلنت السلطات الإسبانية أن دورية تابعة للحرس المدني عثرت يوم الجمعة الماضي على مهاجر داخل كيس يحتوي على “نفايات سامة” في ميناء مليليه، الجيب الإسباني شمال المغرب.
ووفق بيان السلطات، فإن المهاجر “كان داخل كيس بلاستيكي محكم الإغلاق يحتوي على رماد من محرقة. وهذا الرماد مادة سامة مدرجة في القائمة الأوروبية للنفايات السامة”.
وحسب البيان، قال الضابط الذي اكتشف المهاجر إنه رأى في البداية “ساق شخص خارج الكيس”، اعتقد أنه ميت. لكن مع تفحص الكيس تم إخراج المهاجر “من كيس الرماد” و”استعاد وعيه”.
وفي سياق متصل، عثرت السلطات الإسبانية يوم الجمعة الماضي أيضا على 41 مهاجرا حاولوا الاختباء داخل شاحنات وسيارات تستعد للدخول إلى إحدى العبارات المتوجهة إلى البر الرئيسي في ميناء مليليه. بعض هؤلاء المهاجرين (أربعة) كانوا يختبئون داخل مستوعبات تحتوي كميات من الزجاج المكسور المعد لإعادة التدوير، في وضعية تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم لما قد يتسبب الزجاج لهم من جروح وأضرار جسيمة أخرى.
ووفقا لتقديرات الجهات المعنية، وصل إلى إسبانيا خلال 2020 أكثر من 41 ألف مهاجر غير نظامي، عن طريق البحر والبر، أكثر من نصفهم وصلوا إلى جزر الكناري (23023 شخصًا).
وشهد الأرخبيل الإسباني الواقع قبالة الساحل الأفريقي زيادة بمقدار ثمانية أضعاف في عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إليه مقارنة بـ2019. في حين سجلت مليليه (التي تشكل مع جيب سبتة الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع أفريقيا) وصول حوالي 1500 مهاجر في عام 2020.
وعدا عن الطرق المألوفة التي اعتاد المهاجرون سلوكها للوصول إلى مليليه، أي سباحة أو عبر الاختباء في إحدى الشاحنات أو تسلق السياج الحديدي الشائك، وجد هؤلاء طريقة جديدة وهي عبور شبكة نظام الصرف الصحي من مدينة بني أنصار إلى مليليه.
صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية قالت في أحد مقالاتها إن حكومة مليليه المحلية أعلنت عن اكتشاف مسار جديد للهجرة، بعد أن لجأ عدد من المهاجرين المغاربة، خاصة من القاصرين غير المصحوبين بذويهم، إلى عبور شبكة أنابيب الصرف الصحي التي تصل إلى مليليه.