مأساة جديدة شهدتها السواحل الليبية أمس الأحد، مع تعرض قارب محمل بالمهاجرين لصعوبات في المتوسط أدت إلى سقوط نحو 20 مهاجرا في المياه واعتبارهم في عداد المفقودين، في حين أنقذ خفر السواحل الليبي نحو 100 آخرين وأعادهم إلى طرابلس. المنظمة الدولية للهجرة أعلنت أن المهاجرين معظمهم أفارقة، وبينهم نساء وأطفال.
أنقذت دوريات تابعة لخفر السواحل الليبي أمس الأحد 28 شباط\فبراير نحو 100 مهاجر، بعد تعرض قاربهم لصعوبات ملاحية قبالة السواحل الغربية للبلاد. ووفقا لوكالة فرانس برس، اعتبر 20 شخصا في عداد المفقودين.
ونقلت سفن خفر السواحل المهاجرين، وغالبيتهم أفارقة، إلى قاعدة بحرية بالقرب من العاصمة طرابلس، حيث كانت باستقبالهم فرق من المنظمة الدولية للهجرة.
ووفقا للمنظمة، فإن غالبية المهاجرين من الكاميرون والسودان ومالي، وبينهم ست نساء وطفلان، في حين تم نقل شخصين في حالة حرجة إلى مستشفى في طرابلس.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية في جنيف صفاء مسيحلي لوكالة فرانس برس «المأساة الإضافية أنه في معظم الحالات، هناك مجهود قليل للغاية لانتشال جثث الغرقى».
وتابعت أنّ «مشهد وصول الجثث لاحقا إلى السواحل بات مألوفا جدا».
غرق أكثر من 1200 شخص في المتوسط خلال 2020
وفي تغريدة على تويتر قالت مسيحلي «المآسي والخسارات في الأرواح التي من الممكن تفاديها مستمرة في وقت تسود فيه سياسة الصمت وعدم المبادرة».
وحسب إحصاءات المنظمة الأممية، قضى أكثر من 1200 مهاجر في المتوسط في 2020.
وأعربت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانتظام عن إدانتها لإعادة المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في البحر إلى ليبيا، وللظروف المزرية التي يعيشونها في مراكز الاحتجاز التي يتم إيداعهم فيها. وطالبت تلك المنظمات مرارا بعدم اعتبار ليبيا ميناء آمنا، وتأمين بدائل لإنزال المهاجرين.
وتحولت ليبيا، التي تشهد فوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين، خصوصا من دول جنوب الصحراء، سعيا للوصول إلى حياة أفضل في اوروبا.
ويستغل المهربون وتجار البشر الانقسامات التي تمزق البلاد من أجل توسيع أنشطتهم وإرسال المزيد من القوارب المحملة بالمهاجرين عبر المتوسط.