أخلت الشرطة الفرنسية أمس الخميس موقعين في مدينة كاليه شمال البلاد، كان يستخدمهما مهاجرون كمخيمات عشوائية. وفي بيان، أعلنت الشرطة عن نقل أكثر من 120 منهم إلى أحد مراكز الاستقبال، في حين تم نقل أكثر من 20 آخرين إلى مركز الاحتجاز الإداري.
نفذت الشرطة الفرنسية أمس الخميس 25 شباط/فبراير عمليتي إخلاء واسعتين لموقعين كان المهاجرون في كاليه يستخدمونهما كمخيمين عشوائيين.
ووفقا لبيان الشرطة، شملت العملية 146 مهاجرا، تمت إحالة 126 منهم إلى أحد مراكز الاستقبال وفحص الوضع (CAES)، فيما نُقل باقي الأشخاص الذي يقدر عددهم بنحو 20، إلى أحد مراكز الاحتجاز الإداري (CRA).
أحد العاملين في جمعية «يوتوبيا 56» في كاليه، بيير، قال لمهاجر نيوز إن «الشرطة استخدمت أربع أو خمس حافلات لنقل المهاجرين خلال هاتين العمليتين. لكن إحدى تلك الحافلات توقفت أثناء توجهها إلى مقصدها، بعد أن قام المهاجرون بإجبار السائق على ذلك، والنزول منها بقصد العودة إلى كاليه… هذا أمر يحدث بشكل متكرر، إذ غالبا ما يعود المهاجرون إلى المواقع التي تم إجلاؤهم منها. لقد عاد الليلة الماضية عدد من هؤلاء إلى أحد الموقعين، حيث زودناهم بالخيام».
منظمة «مراقبو حقوق الإنسان» غير الحكومية، التي تعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد المهاجرين في كاليه وغراند سانت، أكدت أن عددا كبيرا من المهاجرين عادوا الليلة الماضية إلى كاليه. وذكرت المنظمة على حسابها على تويتر «وفقا لشهادات المهاجرين، لقد تم إجبارهم على ركوب الحافلات دون الحصول على أي معلومة حول الوجهة التي سيتم أخذهم إليها. الإيواء القسري غير قانوني وغير فعال».
ألف عملية إخلاء خلال 2020
ومنذ صيف 2018، عمدت السلطات المحلية في المنطقة إلى اعتماد سياسة إخلاء مخيمات وتجمعات المهاجرين المنتشرة حول كاليه كل 24 أو 48 ساعة. وكان «مراقبو حقوق الإنسان» قد سجلوا حوالي ألف عملية إخلاء من هذا النوع خلال 2020.
ميشيل تورنير، نائب محافظ كاليه، كان قد أكد خلال مقابلة أجراها مع موقع «فرانس إنتير» في كانون الثاني/يناير الماضي، أن هذه الآلية تهدف إلى «تجنب إنشاء مخيمات ثابتة» على غرار مخيم الغابة في كاليه الذي تم تفكيكه في 2016. وذكر تورنير أن «هذه الاستراتيجية مستمرة»، دون إعطاء سقف زمني لها، مكتفيا بالقول «حتى ولو لسنوات».
إحدى الجمعيات المعنية بتوفير الغذاء للمهاجرين في كاليه، قدرت عدد المهاجرين هناك ممن يعيشون في ظروف سيئة للغاية بـ850، مذكرة بوجود المئات أيضا في غراند سانت ممن يعيشون في ظروف مماثلة.
خلال اتصال مع مهاجر نيوز، قال فرانسوا غينوك نائب رئيس منظمة «أوبيرج دي ميغران» غير الحكومية «خلال الأسابيع الماضية، انخفضت أعداد المهاجرين في كاليه نتيجة موافقة بعضهم على الذهاب إلى مركز الاستقبال بسبب الظروف المناخية السيئة. إلا أنهم بدأوا مؤخرا بالعودة بشكل تدريجي، كما انضم إليهم وافدين جددا ممن يسعون لعبور المانش» باتجاه بريطانيا.