في متابعة للمجزرة التي راح ضحيتها نحو 30 مهاجرا بنغاليا وأفريقيا في ليبيا العام الماضي، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة عن اعتقال أحد المشتبه بهم بتنفيذ تلك المجزرة.
أعلنت السلطات الليبية عن اعتقال أحد المشتبه بهم بالاعتداء على تجمع للمهاجرين البنغلادشيين في أيار/مايو الماضي، وراح ضحيته 30 قتيلا من المهاجرين.
وقالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة في بيان إن أحد القتلة المزعومين، ويبلغ من العمر 23 عاما، اعتقل يوم الاثنين (الأول من آذار/مارس) في مدينة الغريان، على بعد حوالي 100 كلم جنوب غربي العاصمة.
وقالت الوزارة إنه أثناء استجواب المطلوب، «اعترف بجريمته»، دون إعطاء المزيد من التفاصيل حول هويته.
وفي أيار/مايو 2020، قامت عائلة أحد تجار البشر، الذين قتلوا على يد مهاجرين لأسباب غير معروفة، بالانتقام لمقتله بقتل 26 بنغاليا وأربعة مهاجرين من أصل أفريقي وجرح 11 مهاجرا.
ووقعت المجزرة في مدينة مزدة، على بعد أكثر من 150 كلم جنوب العاصمة الليبية.
من جهته، قال وزير الداخلية فتحي باشاغا لوكالة الأنباء الفرنسية «بعد الهجوم المأساوي الذي وقع في أيار/مايو 2020 مباشرة، أمرت السلطات المحلية في المزدة بإصدار أوامر بتوقيف المسؤولين عن جرائم القتل».
وأضاف إن «القبض على المشتبه به الرئيسي انتصار كبير»، واصفا إياه بأنه «دليل» على أن مثل هذه الجرائم لا يمكن ارتكابها دون عقاب في ليبيا.
وتسببت هذه القضية بأزمة بين بنغلادش وليبيا، حيث طالبت السلطات البنغالية بمحاسبة الجناة وتعويض أقارب الضحايا.
وفي سياق متصل، اعتقل في العاصمة البنغالية دكا شخص بتهمة تزعم عصابة تهريب بشر، لها «صلات بمهربين دوليين متورطين في هذا الحادث» في حزيران/يونيو من العام الماضي.
وسلطت تلك الحادثة الضوء على عمليات تهريب البشر من بنغلادش إلى ليبيا، حيث يسعون لركوب أحد القوارب لعبور المتوسط باتجاه أوروبا.
وسُجل خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا بأعداد المهاجرين البنغاليين المغادرين للشواطئ الليبية، ما يوحي باستغلال عصابات تهريب البشر لتلك الفئة بشكل كبير.
وتحولت ليبيا، بعد سنوات من الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، إلى منصة انطلاق رئيسية للمهاجرين القادمين من آسيا وشرق إفريقيا والساحل باتجاه أوروبا.