بعد حريق ندلع في مخيم الهول شمال سوريا، تسبب في وفاة أربعة أطفال وإمرأة، الأمم المتحدة تطالب بإعادة الأطفال القاصرين المحتجزين في المخيمات إلى ديارهم.
دعت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» الأحد (28 فبراير/شباط) إلى السماح لكافة القصّر المحتجزين في مخيمات أو سجون في شمال شرق سوريا بالعودة إلى ديارهم. وتأتي مناشدة يونيسف غداة مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال جراء حريق في مخيم الهول المكتظ بنازحين فروا من المعارك إبان الحملة العسكرية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وبعدما قادت على مدى سنوات المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تحتجز قوات كردية في مخيمات في شمال شرق سوريا آلاف المقاتلين الذين تشتبه أنهم جهاديون كما وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم. وغالبية المتواجدين في المخيم هم من سوريا والعراق بالإضافة إلى أقلية من عشرات الدول الأخرى، وبينهم أطفال كثر.
وجاء في بيان للمدير الإقليمي ليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان «في شمال شرق سوريا، هناك أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقبعون في مخيمات وسجون، بالإضافة إلى آلاف من الأطفال السوريين». وحضّ شيبان السلطات في شمال شرق سوريا والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على «بذل كل ما أمكنها من جهود لإعادة الأطفال المتواجدين حاليا في شمال شرق سوريا إلى ديارهم».
وقال إن هذا الأمر يجب أن يتم «من خلال إدماج الأطفال السوريين في مجتمعاتهم المحلية وإعادة الأطفال الأجانب إلى بلادهم». وكانت السلطات الكردية قد باشرت إعادة آلاف من الأطفال السوريين المتواجدين في المخيمات إلى ديارهم. لكن المناشدات المتكرّرة للدول الغربية لاستعادة مواطنيها لم تلق بغالبيتها آذانا صاغية، واقتصر الأمر على قلة قليلة من الأطفال وبضع نساء. وفي حصيلة جديدة قضى أربعة أطفال وامرأة جراء «حريق في مخيم الهول أثناء احتفال النازحين السوريين بعرس داخل المخيم وبسبب وقوع صوبيا وانفجارها في مكان الاحتفال»، وفق مسؤول النازحين والمخيمات في شمال شرق سوريا شيخموس أحمد.
ونُقل نحو ثلاثين شخصا أصيبوا بحروق إلى المستشفى، بينهم شخصان بحال حرجة. ويستضيف المخيم الأكبر في سوريا والذي تديره قوات كردية نحو 62 ألف شخص أكثر من 90 بالمئة منهم نساء وأطفال، وفق الأمم المتحدة. وغالبية السوريين والعراقيين المتواجدين في المخيم أتوا هربا من المعارك اللاحقة التي وقعت بين التنظيم والقوات الكردية. والأجانب المحتجزون في المخيم هم أفراد عائلات جهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق في العام 2014. وحذّرت منظّمات غير حكومية من ظروف المعيشة المتردية في المخيم وانعدام الرعاية الطبية فيه.
وهذا الشهر قالت الخبيرة الأممية فيونوالا ني أولاين، المقرّرة الخاصة المعنيّة بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريّات الأساسيّة في سياق مكافحة الإرهاب، إن النساء والأطفال يعيشون في «ظروف لاإنسانية» في المخيم. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، هناك في مخيم الهول أكثر من 31 ألف طفل تقل أعماهم عن 12 عاما. وجاء في بيان أصدره المكتب هذا الشهر أن «تزايد أعمال العنف مؤخرا في الخيم يؤكد أنه ليس مكانا مناسبا لنشأة الأطفال».
ومنذ مطلع العام شهد المخيم أحداثا دامية بينها عمليات قتل بقطع الرأس. وتحذّر منظّمات إنسانية من الظروف المعيشية السيئة في المخيم. وفي الأول من شباط/فبراير، حضّت منظّمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الطفولة) العراق والدول الغربية على تسريع عودة الأطفال المتواجدين في شمال شرق سوريا إلى ديارهم. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق في العام 2014. وتمكّنت قوات كردية مدعومة بغارات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة من السيطرة على آخر معاقل التنظيم في سوريا في آذار/مارس 2019، في معارك دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح.