فصل النفايات واحترام قواعد المشاة وغيرها من العادات التي تميز الألمان لفتت اهتمام الكثير من اللاجئين، فيمايلي نعرض بعض هذه العادات وكيف يراها بعض القادمين الجدد.
يعد فصل النفايات من بين العادات المهمة التي تميزالألمان، بل وحتى إن فصل النفايات في ألمانيا يعتبره البعض علما قائما بذاته. فقلما تجد بلداً يفصل أنواع النفايات عن بعضها كما هو الحال في ألمانيا. حيث يتم فصل الورق والكرتون عن العلب البلاستيكية، كما يتم فصل النفايات العضوية عن باقي أنواع النفايات.
ربما يرى البعض أن فصل النفايات أمراً مبالغا فيه ومن بينهم سحر وهي لاجئة سورية قدمت إلى ألمانيا منذ سنتين لم تكن تعرف أنه من الضروري فصل النفايات في ألمانيا، حتى رأتها جارتها الألمانية وهي ترمي المهملات بدون أن تفصلها، وتصف سحر رد فعل جارتها بالقول»رغم أنني لم أكن أعرف بالأمر، إلا أن نظرات عتابها كانت حادة جدا جعلتني أشعر بإحراج شديد».
وعلى عكس سحر ترى ليلاز (16 عاما) في حوارها لموقع مهاجر نيوز أن فصل النفايات من العادات الألمانية الذكية وتضيف بالقول «نحن في سوريا لم نكن نعرف ذلك، لكن ذلك دليل على نظافة الألمان وحبهم لبلدهم». وجدير بالذكر أن المدن الألمانية متمسكة بفصل أنواع النفايات عن بعضها البعض، فهذا يتيح إعادة تدوير هذه النفايات بشكل أسهل.
قدوة حسنة للأطفال؟
ومن بين العادات التي لفتت انتباه القادمين الجدد هي احترامهم لقواعد المرور والمتعلقة بالمشاة أيضا، «ما يجعلهم قدوة حسنة للأطفال» كما هو مكتوب على إشارات المرور، فحتى وسط الأمطار وعندما تكون الشوارع خالية من السيارات، يتوقف المشاة أمام إشارة المرور حين تكون حمراء. ربما يكون الألمان قدوة حسنة للأطفال في هذه النقطة حسب رأي ليلاز لكن «أحيانا أرى أن البعض يتبادلون قبلا حميمة في الطرقات العامة وهذا ما لا أراه قدوة حسنة». وبالمقابل يقدر عمر (30 عاما) احترام الألمان لقواعد مرور المشاة مضيفا بالقول «غالبا ما يقوم الأطفال بتقليد الكبار، والتزام الألمان بالوقوف عند الاشاراة الحمراء حتى ولوكان الشارع خاليا من السيارات، لا يُعلم الأطفال الالتزام بقواعد المرور فحسب، بل حتى في أمور الحياة اليومية».
أظهر أحد الاستطلاعات أن 28 في المائة من الألمان يملكون قططا، فيما 23 في المائة منهم يملكون كلاباً. أي أن حوالي سبعة ملايين من الحيوانات الأليفة تعيش في البيوت الألمانية. ويُعرف عن الألمان حبهم الكبير للكلاب، والتزامهم بالتخلص من الفضلات التي تخلفها هذه الحيوانات الأليفة. فكيف ترى الشابة السورية ليلاز هذا الأمر؟
«تربية الحيوانات الأليفة في المنزل دليل على الرفاهية التي يعيشها الألمان». أما ميسون فترى أن ولع الألمان بتربية الحيوانات وخاصة الكلاب مبالغ به وتضيف بالقول «لدي خوف مرضي من الكلاب وجارتي لا تتفهم ذلك، برأي أن لكل كائن حي بيئته التي ينبغي العيش فيها، الحيوانات ينبغي أن تعيش في الغابات والبيوت بنيت للإنسان».
«يفصل الألمان مشترياتهم حتى لو كانت قطعة شوكولاتة»
من بين الأمور التي لفتت انتباه القادمين الجدد هو: أن الألمان عند جلوسهم في المقاهي أو المطاعم غالباً ما يدفعون حساب ما تناولوه بشكل منفرد، ما يثير استغراب بعض الناس الذين قد تكون لهم خلفيات ثقافية مختلفة، مثل الشاب محسن (25 عاما) والذي يروي لموقع مهاجر نيوز مشهد يصعب أن ينساه «ذات مرة كان الطقس ماطرا ونحن أمام مطعم بانتظار أن تفرغ طاولة لنتمكن من الجلوس، لفت نظري طاولة يجلس حولها مجموعة من الألمان يتحاسبون فيما بينهم على سنت واحد». وتشارك ليلاز محسن رأيه وتضيف بالقول»أستغرب أحيانا عندما أكون في السوبر ماركت وأرى كيف يقوم الأصدقاءالألمان بفصل مشترياتهم وحتى ولوكانت قطعة شوكولاتة».
تتيح اللغة الألمانية مخاطبة الأشخاص بصيغتين هما: (Du) التي تعني «أنت» و(Sie) التي تفيد نفس المعنى، لكن مع وضع مسافة بين المخاطِب والمخاطَب. وينصح بشكل عام استخدام صيغة «Sie» لأنها أيضاً أكثر تهذيباً. فعندما يتعرف شخصان على بعضهما البعض يتم استعمال صيغة (Sie) خاصة إذا تعلق الأمر بعلاقة يحكمها تسلسل هرمي في إطار رسمي. لكن ليلاز تنتقد بشدة استعمال صيغة Sie مشيرة إلى موقف حدث معها، إذ حاولت التكلم مع إمراة تكبرها سنا، لكن «السيدة احتجت بسبب مخاطبتي لها بـ Sie وقالت لي أنا لست كبيرة بالسن لتخاطبيني بهذه الصيغة « وترى ليلاز أن استعمال صيغة Sie ليس بالضرورة للاحترام بل، عندما لا تكون هناك معرفة سابقة بين الطرفين.