الرئيسيةعامجمهوريون يسعون لإعادة بناء حزبهم بعيدا عن ترامب

جمهوريون يسعون لإعادة بناء حزبهم بعيدا عن ترامب

يبدو‭ ‬الجمهوريون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قلقين‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬حزبهم،‭ ‬فمنذ‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬كانوا‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬والكونغرس‭ ‬بمجلسيه،‭ ‬لكنهم‭ ‬فقدوا‭ ‬اليوم‭ ‬تلك‭ ‬السيطرة،‭ ‬وبدأ‭ ‬جمهوريون‭ ‬كبار،‭ ‬مثل‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأسبق‭ ‬كولن‭ ‬باول،‭ ‬يتخلون‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬خسر‭ ‬زعيم‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة،‭ ‬بات‭ ‬ملاحقا‭ ‬بإجراءات‭ ‬عزل‭ ‬ثانية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬مقاضاته‭ ‬جنائيا‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

وشن‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬هجوما‭ ‬على‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأميركية،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬لمنع‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬فوز‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بانتخابات‭ ‬الرئاسة،‭ ‬بعد‭ ‬ادعاءات‭ ‬بلا‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬حدوث‭ ‬تزوير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الاقتراع،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لمقتل‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص،‭ ‬وأرعب‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

ووسط‭ ‬اتهامات‭ ‬لترامب‭ ‬بالإهمال‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬أرواح‭ ‬نحو‭ ‬374‭ ‬ألف‭ ‬أميركي،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لقلب‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬سيغادر‭ ‬منصبه‭ ‬بعد‭ ‬أيام،‭ ‬سيحتفظ‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬الجمهوريين‭.‬

‮«‬الحزب‭ ‬تأثر‭ ‬كثيرا‭ ‬بسبب‭ ‬أفعال‭ ‬ترامب‭ ‬ومواقفه،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الكونغرس،‭ ‬وبات‭ ‬الآن‭ ‬متصدعا‭ ‬وعلينا‭ ‬البدء‭ ‬بإعادة‭ ‬بنائه‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬كريستوفر‭ ‬ميلتز،‭ ‬أحد‭ ‬مخططي‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬لموقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية،‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجمهوريين‭ ‬معروفون‭ ‬بإيمانهم‭ ‬بسيادة‭ ‬القانون‭ ‬والنظام،‭ ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬سياسات‭ ‬الحزب،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬واجبا‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬إعادة‭ ‬تحديد‭ ‬نفسه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬‭.‬

ويؤكد‭ ‬ميلتز‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬حزبا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬عقيدة‭ ‬ترامب،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬أيديولوجيا‭ ‬محافظة‭ ‬حقيقية،‭ ‬لأن‭ ‬الفارق‭ ‬شاسع‭ ‬جدا‭ ‬بين‭ ‬النهجين‮»‬‭.‬

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأسبق‭ ‬كولن‭ ‬باول،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬جمهوريا‭ ‬بعد‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭. ‬وعندما‭ ‬سئل‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬زملاءه‭ ‬الجمهوريين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬ينتقدوا‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬شجعوا،‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬هذه‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬النمو‮»‬،‭ ‬أجاب‭ ‬باول‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكاني‭ ‬اعتبار‭ ‬نفسي‭ ‬جمهوريا‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬ميلتز‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬‮«‬سيلاحظ‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬كيف‭ ‬سيتطور‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬بقيادة‭ ‬المحافظين،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ترامب،‭ ‬وكيف‭ ‬سيبقى‭ ‬قوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬حصل‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬ضاع‭ ‬الآن‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح،‭ ‬إذ‭ ‬تظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬المستقلين‭ ‬انقلبوا‭ ‬ضده،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تشل‭ ‬عمليات‭ ‬الحظر،‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬تويتر‭ ‬وفيسبوك،‭ ‬قدرة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مباشرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬قاعدته،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬الناخبين‭ ‬المتأرجحين‭ ‬المحتملين،‭ ‬الذين‭ ‬سيحتاج‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفوز‭.‬

ويرى‭ ‬مخطط‭ ‬السياسات‭ ‬الجمهوري‭ ‬كريستوفر‭ ‬ميلتز‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحزب‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التمسك‭ ‬بقاعدته‭ ‬الانتخابية‭ ‬المحافظة‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬تبدو‭ ‬احتمالات‭ ‬استعادته‭ ‬الرئاسة‭ ‬بعيدة‭ ‬جدا،‭ ‬وخصوصا‭ ‬بعدما‭ ‬خسر‭ ‬منابره‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬

أما‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬فلا‭ ‬يبدو‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أفضل،‭ ‬ويقول‭ ‬باحثون‭ ‬أميركيون‭ ‬إنه‭ ‬بات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تحالف‭ ‬متشعب،‭ ‬تحكمه‭ ‬رؤى‭ ‬اقتصادية‭ ‬متضاربة،‭ ‬ويخضع‭ ‬لميليارديرات‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬غير‭ ‬المحبوبين،‭ ‬ولا‭ ‬يجمع‭ ‬تياراته‭ ‬المتناقضة‭ ‬إلا‭ ‬عداءها‭ ‬لترامب‭.‬

Most Popular

Recent Comments