“لا داعي للخوف من صوت الرصاص، فالرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها.. لا أحتاج منبها للاستيقاظ، فهمومي تصرخ مع شروق الشمس”.
بجمل مثل هذه وعبارات أخرى مع صور تسخر من الواقع في كل شيء، استطاع فني لحام مصري يدعى بدر نور، وشهرته بدر شكمان، من جذب آلاف المتابعين على فيسبوك عبر صفحته التي تحمل اسم شهرته.
وبطريقته الشعبية، وكما يقولون “لغة الصنايعية”، حققت صفحته قرابة نصف مليون متابع في أقل من 3 أشهر.
بدر شكمان الذي يسكن في منطقة الوراق جنوب الجيزة قال لموقع سكاي نيوز عربية إن صفحته تجتذب كل يوم ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف متابع.
ولا يعرف الرجل الذي يبلغ عمره 47 عاما، القراءة ولا الكتابة، ولكنه يجيد التخطيط للفيديوهات التي يقوم ببطولتها ونشرها على صفحته، كما أنه يقول ما يريد، فيما ينسق مسؤولو الصفحة الكتابة بشكل صحيح.
وهناك آلاف المدونين ومشاهير “السوشال ميديا” الذين استطاعوا جذب الملايين لصفحاتهم عبر محتوى محترف يتم الإنفاق عليه، وعمل رعاية مدفوعة له على مواقع التواصل، إلا أن صفحة بدر التي يديرها شقيقه أمجد وصديقين له، لم تدفع أي جنيه مقابل جذب المتابعين، كما أن المحتوى كله يأتي بمحض الصدفة وبدون تخطيط بحسب ما أكد مديرو الصفحة الثلاثة.
هل يستيطع بيج رامي فعلها؟
“اتحدي البيج رامي يشيل همي”، “سابت كل ال games (الألعاب) ولعبت بمشاعري”، “لما تحس ابقا اديني حس”، “الحمد لله إيجابي في مسحة الرجولة والجدعنة”، بتغرديدات كهذه مع صور للأسطى بدر شكمان بعفريتة الشغل في ورشة اللحام والشكمانات الخاصة به وبتعبيرات وجهه وحركاته الساخرة، تحقق منشوراته آلاف المشاركات والتعليقات من جانب متابعي الصفحة الذين يأتون إليه بحثا عن البسمة بدون أي مقابل حسب تأكيده.
ليست للربح
وقال بدر إنه لا يبتغي أي شيء من وراء الصفحة التي جاءت فكرتها بالصدفة خلال جلسة دردشة مع شقيقه وصديقيه الذين يديرون الصفحة دون أي مقابل.
وأكد أنه يريح جيدا من عمله كفني لحام ولا يهدف لأي ربح من وراء الصفحة، لذلك لم يفكر أبدا في إنفاق أي مبلغ عليها موضحا: “مبدئي في الحياة الفلوس ما بتحببش الناس في النفوس، أنا عايز الناس تحبني طبيعي مش صناعي، والحمد لله أحبوني طبيعي مش زي الصفحات الثانية اللي كل متابعينها صناعي”.
ويحلم بدر بالتمثيل منذ الصغر، فكان كثيرا ما يتجول على معدي البرامج الرمضانية ليحصل على فرصة بالظهور، وبالفعل ظهر في بعض برامج المقالب، حسب تأكيده.
وقال إن الصفحة حققت له حلمه، حيث أصبح قادرا على التقمص والتمثيل ورسم البسمة على وجه الجمهور “وهذا أكثر شيء أريده ولا أرغب في أكثر من ذلك”.
وتتكون أسرة بدر من زوجة وولدين وبنت أكبرهم عمره 9 سنوات، وهم فرحون جدا بحب الناس له ويتابعون صفحته باستمرار.
ويعمل بدر في ورشته المقابلة لمقر قسم شرطة الوراق منذ أكثر من 25 عاما، حيث لم يغير طبيعة عمله اليومي أو يقصر مع زبائنه رغم اتساع شهرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.