من منا لم يكن هذا الرجل هو أمير أحلامه في الطفولة؟ من منا لم يحلم بزيارته في آخر أيام السنة، حاملًا هداياه التي تلون أول أيام العام الجديد بلون السعادة المحبب إلى النفس؟ من منا لم يعشقه بردائه الأحمر المميز حاملًا جوال الهدايا على كتفه؟
إنه “بابا نويل” أو القديس نيقولاوس الأسقف العجائبي الذي تحتفل كنيسته الوحيدة المدشنة باسمه في مصر للأقباط الأرثوذكس بمدينة بنها، بعيد نياحته بإقامة نهضة روحية على مدار أسبوع كامل تحت رعاية نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا، في الفترة من 13 ديسمبر الموافق 3 كيهك وحتى 19 ديسمبر الموافق 9 كيهك .”عشية عيد القديس الذي يوافق 10 كيهك” وتشتمل النهضة على قداسات يومية وصلوات عشية وتماجيد وعروض لكورالات مختلفة وعظات يلقيها عدد من الأباء الأساقفة والكهنة من مختلف الأنحاء طبقا للجدول المنشور، فضلًا عن عظة يوم الثلاثاء 19 ديسمبر “ختام النهضة” التي يلقيها نيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها وقويسنا وكذا تشتمل النهضة على معرض للكتب الروحية ومعارض أنشطة مختلفة وتنتهي بسهرة روحية يعقبها قداس يترأسه نيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها وقويسنا ويشارك فيه رعاة الكنيسة وعدد من كهنة الإيبارشية.
جدير بالذكر أن القديس نيقولاوس كان أسقفا لمدينة مورا وهو الشخصية الحقيقية وراء شخصية “بابا نويل ” صديق الأطفال في العالم أجمع والقصة وراء ذلك أنه كان بمدينة مورا رجل غني فقد ثروته وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لضيق ذات اليد فوسوس له إبليس أن يوجههن للعمل بأحد المواخير ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس نية الرجل فأخذ القديس من مال أبويه مائة دينار ووضعها في كيس وتسلل في جنح الظلام دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة الرجل وعندما وجد الرجل المال اندهش وقام بتزويج ابنته الكبرى.
وفيما بعد وفي ليلة أخرى، كرر القديس فعلته السابقة مع الرجل فاستطاع تزويج ابنته الثانية وفي المرة الثالثة أراد الرجل أن يعرف ذاك المحسن المجهول فسهر طوال الليل، وعندما شعر بالكيس يلقى في النافذة أسرع إلى خارج المنزل ليجد الأسقف الطيب نيقولاوس فخر عند قدميه وشكره كثيرا لانه أنقذ بناته من براثن الشيطان أما القديس فلم يقبل الشكر، وطلب من الرجل وبناته أن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه .
أما عن كنيسة القديس ببنها فقد أنشأت عام 1910 لطائفة الروم الأرثوذكس “اليونانية ” ولما تقلص عدد اليونانيين ببنها قام مثلث الرحمات الانبا مكسيموس مطران القليوبية بشرائها عام 1980 ووقع عقد شرائها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وكان ذلك يوم 17 / 10/ 1980 ، وأقيم أول قداس إلهي بها في 27 / 7 / 1980 وترأسه مثلث الرحمات الأنبا مكسيموس المطران.
هذا وبصلوات شفيع الكنيسة القديس نيقولاوس الأسقف العجائبي وبجهود رعاتها المباركة شهدت الكنيسة طفرة فى خدمتها رعويا وإنشائيا حيث تم منذ4أعوام إنشاء مدرسة “سانتا كلوز ” الصيفية التي تستقبل النشء من مرحلة “كى جى” وحتى المرحلة الإعدادية حيث يتعلمون فيها العلوم الكنسية إلى جانب اللغات والتنمية البشرية والموسوعات العلمية وغيرها وصولا لتحقيق الإستفادة المثلى من الإجازة الصيفية هذا بالإضافة إلى دار “سانتا كلوز” للمسنات التي تم بناؤها على أحدث الطرز المعمارية والتي تقدم خدمة متميزة لهذه المرحلة السنية ومن ذلك الرعاية الطبية الشاملة، فضلًا عن الرعاية الروحية والنفسية للنزيلات.
وسوف يظل هذا القديس العظيم نيقولاوس الملقب بألقاب كثيرة منها شفيع الملاحين وشفيع المظلومين، هو صديق أطفال العالم الذين سينتظرون هداياه عندما تتعانق عقارب الساعة لتعلن رحيل عام وميلاد أخر جديد.