صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم القداس الإلهي في كنيسة القديس الأنبا بولا بمبيت الأنبا بولا بالبحر الأحمر.
شارك في الصلوات ثمانية من أحبار الكنيسة ومجامع كهنة إيبارشيات محافظات القناة والبحر الأحمر، وعدد من كهنة بعض إيبارشيات الكرازة المرقسية بمصر بإجمالي حوالي ٢٠٠ كاهن.
وألقى قداسة البابا عظة القداس والتي شرح خلالها عبارتيْن إحداهما من مردات القداس والأخرى من صلوات الأجبية، وهما: “أمامك يا رب خاضعين وساجدين” و “قدّس نفسي وأضئ فهمي واجعلني شريكًا لنعمة أسرارك المحيية، لكي ما إذا ذقت من إحساناتك، أقدم لك تسبحة بغير فتور، مشتاقًا إلى بهائك أفضل من كل شيء”.
وتأمل قداسته في عبارة “أمامك يا رب خاضعين وساجدين”، والتي تُمثل تدريب يومي للأب الكاهن، كالتالي:
١- “أمامك يا رب”: تُعطي للإنسان مشاعر خاصة، فكل العبادة والصلوات وكل الحياة هي أمام الله.
٢- “خاضعين”: وتعني طاعة الله، وأن الإنسان بكل حواسه وحياته هو في حالة خضوع إيجابي.
٣- “خجلانين”: فالإنسان أمام الله يخجل من خطاياه وضعفاته وتقصيراته، وكأن الصلاة هي تدريب على اليوم الذي سيقف فيه الإنسان أمام الله، والخجل هو أحد نِعم الله على الإنسان لكي تحميه من السقوط في الخطية بأشكالها.
٤- “فرحانين”: الإنسان أمام الله يكون متهللًا لأنه في حضرة الله.
٥- “مكشوفين”: فلا شيء مخفي أمام الله، هو يعرف خفايا القلوب والكلى.
وأشار قداسة البابا إلى أن الإنسان أمام الله لا يجد كلمة ينطق بها سوى “ارحمني”، “اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ” (لو ١٨: ١٣)، لذلك أثناء الصلاة يجب أن يسكب الإنسان نفسه ويدخل في أعماق المعنى والإحساس بالحضور الإلهي، وأن عبارة “أمامك يا رب خاضعين وساجدين” يصليها الكاهن لنفسه أولًا ولكل رعيته ثانيًا، ويجب أن يعيشها بمشاعره وحياته وقلبه.
كما تأمل قداسته في إحدى قطع صلاة الساعة التاسعة بالأجبية، كبرنامج روحي متدرج لحياة الإنسان السائر مشتاقًا للسماء، من خلال:
١- “قدس نفسي”: هي الصلاة من القلب التي تُقدس نفس الإنسان وحياته.
٢- “أضئ فهمي”: أن يكون للأب الكاهن العقل المستنير والقلب المستنير، لكي يُعلم مَنْ يرعاهم الاستقامة.
٣- “اجعلني شريكًا لنعمة أسرارك المحيية”: وخاصة سر التوبة والاعتراف وسر التناول، لأن في سر التوبة والاعتراف ينال الإنسان نعمة خاصة، وفي سر التناول نشترك في هذه النعمة، وبذلك تكون النعمة حاضرة وعاملة على الدوام.
٤- “لكي ما إذا ذقت من إحساناتك”: تُمثل حياة الشكر على كل إحسانات الله وعمل الله في نفوس الرعية.
٥- “أقدم لك تسبحة بغير فتور”: تُمثل حياة الفرح، وأن يكون الأب الكاهن سببًا للفرح أمام الله، “«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»” (مت ٣: ١٧).
٦- “مشتاقًا إلى بهائك أفضل من كل شيء”: تُمثل حالة الاشتياق الروحي للوجود مع الله.
وبدأ سيمنار كهنة إيبارشيات بورسعيد والإسماعيلية والسويس والبحر الأحمر في الخامس من نوفمبر الجاري، تحت عنوان “البناء النفسي لعقل وقلب الكاهن” وتضمن عشر محاضرات تنوعت موضوعاتها مابين الموضوعات الروحية والكتابية والنفسية، حاضر فيه قداسة البابا مساء أمس، حيث تحدث عن “صورة الكاهن كما يجب أن تكون”.
واختتم السيمنار اليوم بصلوات القداس الإلهي.