الرئيسيةأخبار الكنيسةالقس فيلوباتير مجدى يستعرض “مهارات هامة فى التعامل مع صعوبات الكتاب المقدس“...

القس فيلوباتير مجدى يستعرض “مهارات هامة فى التعامل مع صعوبات الكتاب المقدس“ بمركز بى لمباس“



نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، اللقاء الشهري المعتاد لشهر نوفمبر 2023م وذلك بمحاضرة للقس فيلوباتير مجدى كاهن كنيسة مارمرقس بالنزهة 2 تحت عنوان ” مهارات هامة فى التعامل مع صعوبات الكتاب المقدس”، وذلك بحضور العديد من الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.
حيث بدء اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس ثم رحب نيافته بالقس فيلوباتير مجدى و بالحضور الكريم، متمنياً أقصي استفادة بنشاط مركز بى لماس ومحاضراته القيمة، ثم قام الاستاذ اشرف موريس منسق اللقاءات بتقديم القس فيلوباتير مجدى فى نبذة مختصرة، وفى بداية المحاضرة أوضح لنا القس فيلوباتير مجدى أمرًا هامًا وهو :
ماذا أفعل حينما أجد أمرًا غير مفهوم في الكتاب المقدس ؟؟
فقال فى ستة نقاط
أولاً: ثق في صحة الكتاب المقدس ونزاهته فوق أي تناقضات:
– الذي كتب نصوص الكتاب المقدس هم رجال الله القديسون المسوقين والمحمولين بالروح القدس، فهو الكتاب المعصوم، وعصمته تامـة، كاملة، وشاملة.
– عندما تواجهنا أي مشكلة أو معضلة في الكتاب المقدَّس، يجب أن نلجأ أولاً لله كي يعطينا الحكمة والإستنارة كي نفهم كلمته.
” افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ” (2تي 2: 7).
ثانًيا: الآراء السلبية والهجوم علي الكتاب المقدس هو فرصة للدراسة
– في كل مرة يتعرض الكتاب المقدس لشكوك وآراء مغلوطة تكون هناك فرصة جيدة للبحث عن الحقائق وتحليل النصوص جيدًا ومعرفة المعني الحقيقي الذي تحمله كلمات الكتاب المقدس.
– “نحن نشكر الهراطقة، لأنهم فيما هم يهاجمون كُتبنا المقدسة، يجعلوننا نغوص فى أعماقها لنرد عليهم، فنكتشف ما بها من لأليء وكنوز” (ق. أغسطينوس).
– إيماننا بالكتاب المقدَّس لا يتوقف على آراء النُقَّاد، ولا العلماء، لأن مرجعنا هو ما يقوله الكتاب المقدَّس عن نفسه وليس ما يقوله الآخرون عنه.
ثالثًا: تعرف جيدًا علي صاحب الرأي التشكيكي ضد الكتاب المقدس : فهمنا لشخصية المهاجمين، طبيعة معتقده وأفكاره.
– فالمشكك أحيانًا يناقض نفسه، فمنهم من يهاجم الكتاب المقدس في أمور لا يدري أنه هو نفسه يؤمن بمثل هذه الأمور في معتقده أو تراثه الذي يؤمن به.
رابعًا: حدد القس فيلوباتير مجدى أثنى عشر أمراً يجب مراعاتها في فهم أي صعوبات قد تواجهنا في الكتاب المقدس:
في دراستنا لمعضلات ومشكلات الكتاب المقدس علينا مراعاة الآتي:
1- أن نكون على دراية تامة بمقدمة السفر (من هو الكاتب – أسلوبه – الظروف التاريخية – أسباب كتابة السفر…) الذي يحتوي على الآية نفسها.
2- من هو الشعب أو الشخص (شخص مسيحي أم غير مسيحي) أو القضية التي يتناولها السفر أو الإصحاح.
3- الظروف والخلفيات التاريخية المحيطة بالنص، وكذلك الخلفيات الحضارية للسفر، كيف جرت الأحداث وملابساتها.
+ يجب الاستعانة بدوائر المعارف والقواميس الخاصة بالكتاب، وتفسيرات الآباء، وكيف فهموا هذا النص محل البحث.
4- المعني اللغوي لكلمات الآيات، الاستخدامات اللغوية المختلفة لكلمات النص (تطور الكلمة معانيها المختلفة ).
5- معرفة القواعد النحوية للُّغة الأصلية التي كُتبت بها الأسفار يحل الكثير من أوجه اللبس.
– مثال: قول يوحنا الحبيب: ” كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً” (1يو 3 : 9)
+لا تعني أن الإنسان المؤمن لا يخطئ على الإطلاق، ولكنها تعني أنه لا يستمر في الخطية ( إن فعل الخطية ، يرجع ويتوب عنها سريعًا) .
+لأن الفعل المستخدم في اللغة اليونانية جاء في زمن “المضارع التام” فالمعنى ليس أن الإنسان المولود من الله ( المعمد) يستمر بإرتكاب الخطية بصفة مستمرة كأسلوب حياة وربنا مش هيحسبها ليه.
6- ربط الآية أو الفقرة محل البحث بمرادفاتها من آيات وفقرات أخرى، حيث أن الكتاب المقدس كله وحدة واحدة، تفسير الآيات الصعبة في ضوء الآيات السهلة، وتفسير الآية أو الفقرة محل البحث في ضوء القرائن يساعد على الفهم الصحيح.
+ يوجد كتب مقدس بها شواهد، تساعد الباحث في هذا الأمر.
7- يجب أن نعرف الأسلوب الذي كتبت به الآية محل البحث.
+ هل تم كتابة النص في إطار الأحداث التاريخية،
أم أنها تحمل نبوة عن أحداث مستقبلية،
أم أنهـا فقرة شعرية.
+ يجب أن نعرف كيف نتعامل مع الرموز، والأمثلة، والتشبيهات، والاستعارات، والكنايات، والمجاز، لذلك فدراسة علوم اللغة أمر مهم جدًا لمعرفة وفهم قصد الكاتب .
مثال: ” الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ” (مز4:114) لا يقصد المرنم هنا المعنى الحرفي، فالجبال الراسخة لا تقفز ولا تتحرك، ولكنه تعبير عن الفرحة التي يشعر بها الإنسان.
– قال المرنم: ” الْجَاعِلُ السَّحَابَ مَرْكَبَتَهُ” (مز3:104)، وعندما قال الكتاب عن الله أنه “خزَّاف” فهو لم يقصد المعنى الحرفي، ولكن صُنْع الخزَّاف الآنية الفخارية من طين الأرض، يذكرنا بخلقة الله للإنسان من طين الأرض.
8- حينما يستخدم الكتاب أسلوب الماضي في الحديث عن نبوة سوف تحدث في المستقبل، يكون الهدف من ذلك التأكيد على حتمية حدوث تلك النبوة.
+ أغلب النبوات تشير إلى حدثين، حدث في الزمن القريب، والآخر في الزمن البعيد
مثال: عندما تحدث السيد المسيح في (مت 24، 25) مزج بين علامات خراب أورشليم وحدث هذا سنة 70 م.، وبين علامات المجيء الثاني الذي لم يتحقَّق بعد.
9- حمل بعض الأشخاص الذين جاء ذكرهم فى الكتاب المقدس أكثر من أسم فابراهيم هو ابرام واسرائيل هو يعقوب وأيضا حملت بعض المدن أكثر من اسم فأورشليم هى يبوس وهى ساليم ودان هى لايش .
10ــ الأعداد في الكتاب المقدس تأتي بصورتين، أحدهما صورة محددة ودقيقة، والأخرى صورة تقريبية
11- اقتباسات العهد الجديد من العهد القديم اقتباسات حرفية او اقتباسات بالمعنى
+ مثال: تنبأ ميخا النبي قائلًا: ” أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ” (مي 5 : 2)، وجاء متى الإنجيلي وأقتبس هذا النص بالمعنى فقال: ” وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا” (مت 2 : 6).
– ومن يقرأ هاتين الآيتين، يشعر وكأن هناك تناقض، هل بيت لحم صغيرة حسب قول ميخا النبي أم أنها ليست صغيرة حسب قول متى الإنجيلي؟
+ فبيت لحم كانت صغيرة قبل ميلاد المسيح، ولكن بعد ميلاد السيد المسيح فيها لم تعد صغيرة، بل صارت شهرتها واسعة.
12- الكتاب المقدس ولغة العلم : لم يستخدم الكتاب المقدس مصطلحات وأساليب علمية متخصصة عندما كان يتناول أي موضوعات علمية، إذ أنه كتابًا روحيًا في المقام الأول وليس كتابًا علميًا متخصصًا، فالكتاب المقدس يقدم رسالة الخلاص لكل الفئات وليس لجمهور العلماء، لذلك أستخدم الكتاب لغة الحياة اليومية العامة.
+ حينما يتناول الكتاب المقدس موضوعًا علميًا يقدمه دون أن يتناقض مع الحقائق العلمية.
وشرح القس فيلوباتير مجدى لبعض أمثلة لعبارات تبدو متناقضة في ظاهرها مثل
1ــ عبارتان تحملان نفس الاسم:
+ جاء في سفر الأعمال أن الملك هيرودس قطع رأس يعقوب بالسيف ” فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ.”(أع 12 : 2)،
+ وفيما بعد في مجمع أورشليم نجد يعقوب أحد المتكلمين : وَبَعْدَمَا سَكَتَا أَجَابَ يَعْقُوبُ قِائِلًا: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، اسْمَعُونِي. (أع 15 : 13).
– الحل: يعقوب الذي ذكره الكتاب المقدس في ( أع 12 : 2 ) الشهيد هو يعقوب بن زبدي أخو يوحنا، بينما ويعقوب الذي حضر مجمع أورشليم، وذكره الكتاب في ( أع 15) هو يعقوب بن حلفى.
– لذا معرفة الأشخاص الموجودين في النص (حياتهم – استشهادهم …) هام جدًا لتوضيح النص.
2ــ عبارتان أحدهما تثبت والأخرى تُنفي نفس المعلومة:
مثال: قال السيد المسيح عـن يوحنا المعمدان: ” وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا” (مت 11 : 14)، بينما عندما سأل الفريسيون يوحنا المعمدان عما إذا كان هو إيليا فأجاب قائلًا : ” لَسْتُ أَنَا” (يو 1 : 21).
الحل: الرب يسوع يقصد أن يوحنا المعمدان جاء بروح إيليا وقوته كقول الملاك لابنه (لو 1 : 17)، بينما يوحنا المعمدان ينفي عن نفسه أن يكون إيليا النبي.
– يجب أن نعرف الظروف المحيطة بالنص، دوافع الشخصيات، طبيعة الحديث الموجود في النص.
خامسا: عامل الزمن في إثبات صحة الكتاب المقدس:
– كانت هناك أمورًا اعتبرت في الماضي معضلات عظيمة، ولكن الزمن كشف عن حقيقتها وصدق تحقيقها.
مثال:
، من كان يصدق أن عذراء تلـد (إش 7 : 14) وتظل عذراء..؟! ومَن كان يعقل أن المولود هو إنسان وهو إله قديــر في آن واحد (إش 9 : 6)..؟!
++ ” نشرت الأكاديمية الفرنسية للعلوم كتيبًا صغيرًا وضعوا فيه 51 حقيقة علمية تتعارض مع كلمة الله، واليوم لا يوجد عالِم واحد في العالم يعتقد بحقيقة واحدة من هذه الحقائق المزعومة التي ظهرت عام 1861م، ولا واحدة ”
– ومع مرور السنين ثبت عدم صلاحية أو سلامة كل هذه الحقائق.. العجز البشري عن حل بعض المشاكل لا يعني أبدًا أن هذه المشاكل ليس لها حل.. لا بد أن تكون لدينا ثقة كاملة في أن هناك حلًا، وأن هذا الحل لا بد أن يظهر في وقت ما من الأوقات في المستقبل، وهذا قد حدث كثيرًا في بعض أعداد العهد القديم.
– لقد قدم التاريخ حلولًا، وقدمت اللغة حلولًا أخرى، وقدمت الاكتشافات والحفريات حلولًا ثالثة. ومع الوقت كل ما ظنه الإنسان أن هناك خطأ في الكتاب المقدس، يعرف الإنسان أن الكتاب المقدس لم يحتوي على أي أخطاء.
سادسا: الصعوبات في الكتاب المقدس:
+ في البداية:
أ) هل الكتاب المقدس به صعوبات؟ الإجابة نعم.
+ ب) هل الكتاب المقدس به أخطاء؟ لا.
أ) هل الكتاب المقدس به صعوبات؟
بعض الأيات التي تحتاج للتفسير، ” كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.( 2بط 3 : 16 ) .
– لماذا يوجد بعض المصطلحات او الأمور التي تحتاج للإيضاح؟ لماذا توجد بعض الايات غير واضحة في الكتاب المقدس؟
1) يجب ألا ننسي أننا كائنات محدودة في فهمنا، فالخطية تقودنا لفهم بعض النصوص الكتابية بصورة توافق فكرنا الخاص أو تفكيرنا المادي المحدود.
+ عندما ندرس الكتاب المقدس، يجب أن نسأل الله أن يساعدنا على فهم كلمته بعيداً عن مفاهيمنا أو افتراضاتنا المسبقة، وهذا يحتاج منا أن نتواضع بعيدا عن الذات والثقة في قدراتنا وخبراتنا الخاصة.
2) يجب أن نضع في الإعتبار الزمن والثقافة وطبيعة العادات الاجتماعية التي حدثت خلالها أحداث الكتاب المقدس، فمثلا: إن أعمال الرعاة البدو في عام 1800 ق.م. في الشرق الأوسط لا يفهمها مبرمجي الكمبيوتر في أمريكا القرن الحادي والعشرين. فمن المهم جداً حين نحاول فهم الكتاب المقدس أن نعرف الثقافة التي كتب من خلالها.
3) يحتوي الكتاب المقدس على أشكال مختلفة من الأدب مثل التاريخ، والقانون، والشعر، والأغاني، وأدب الحكمة، والنبوات، والخطابات الشخصية، ونبوات نهاية العالم (سفر الرؤيا)، ومعرفتنا بالأنواع المختلفة من النصوص والأشكال الأدبية يجنبنا سؤ الفهم او تأويل النصوص بما ليس فيها. (فيجب أن يتم تفسير الأسفار التاريخية بصورة مختلفة عن أسفار الحكمة. والشعر لا يتم فهمه كما يفهم سفر الرؤيا).
4) يجب دراسة النص بصورة لغوية شاملة ، فيجب أن يكون لدينا الدراية والقدرة بالتحليل اللغوي للنص في لغاته الأصلية، ومعرفة التطور اللغوي للكلمات والمصطلحات وذلك لفهم النص بصورة صحيحة كما أراد الوحي .
+ فليس كافيا ان نكون علي دراية بقراءة العبرية او باليونانية فقط.
– هذه بعض من الأسباب على سبيل المثال وليس الحصر.
– يجب أن نميز بين السائل (الذي يريد أن يعرف ويتعلم) بقصد أن يتعلم والبحث عن الحق، وبين ملقي الشبهة (الذي يريد أن يطعن ويشكك ويقر معلومات كاذبة) بهدف التشويش وزعزعة الإيمان فقط .
ب) هل الكتاب المقدس به أخطاء؟
– بالطبع لا
– أولا: بما أن الكتاب المقدس ا هو كلمة الله، لذا فإن الكتاب المقدس معصوم من الخطأ.
– فأي شخص ينسب خطأ للكتاب المقدس، فإنه ينسب الخطأ لله شخصيا :
+ “لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ” (عب 6 : 18).
+ ويقول معلّمنا بولس الرسول “.. اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ” (تي 1 : 2).
+ “إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ” (2تي 2 : 13).
+ وقد قال الرب يسوع للآب “كَلاَمُكَ هُوَ حَق” (يو 17 : 17).
– ثانيا: الكتاب المقدَّس هو كلمة الله:
– أشار الرب يسوع إلى العهد القديم على أنه : ” كلمة الله” الذي “لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ” (يو 10 : 35) ، وقد قال: “إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ” (مت 5 : 18).
وأضاف بولس الرسول: “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ” (2تي 3 : 16)، أن “كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ..” (عب 4 : 12).
+ إذا من النقطتين السابقتين فالكتاب المقدَّس لا يمكن أن يخطئ (معصوم من الخطأ).
واضاف القس فيلوباتير مجدى
– في أثناء التعامل مع المشكك ضع في اعتبارك:
1- دائما ما نجد ان المشكك كاذب أو معلوماته منقوصة، لذا يجب أن ندقق في المراجع التي يستخدمها ( إما مراجع غير معترف بيها أو مقتطع منها معلومات غير كاملة – أو مراجع لمؤلفين مهرطقين حكمت الكنيسة بفساد أرائهم.
2- قد يستخدم المشكك مرجع ليس له أصل (مرجع تم فبركته).
3- قد يقوم المشكك بتفسير وتأويل المعني حسب فهمه وثقافته هو، مثلما فعلت الحية “بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ” ( تك 3 : 5 ) ، فالحية قدمت تفسيرا لكلام الله مخالفا للحقيقة . لذا يجب أن نكون حذريين جدا من التدليس أو التزييف في الحقائق الذي يطرحه المشكك.
4- الشيطان لايملك جديدا في أساليبه التشكيكية ، فهو يكرر نفسه دائما بأساليب مختلفة ففي كل زمن سنجد من ينكر ألوهية المسيح ، ومن يشكك في مصداقية الكتاب المقدس ، وينكر الثالوث ، وغيره من الإعتراضات التي طالما ماتم تفنيدها والرد عليها .
+ لذا يجب دراسة الهرطقات وتاريخ البدع والمجامع المسكونية لمعرفة كيف يكون الرد على البدع
5- يجب أن نبحث عن الحيلة او الخدعة التي يستخدمها المشكك، فدائما ما نجد المشكك يستخدم التلاعب بالألفاظ والكلمات بشكل يجعل النص الأصلي يخرج عن سياقه الأصلي.
+ ففي المجادلات ينتصر صاحب المنطق والأكثر خبرة بالأساليب الحوارية وفنون النقاش أكثر من صاحب العلم (من يملك المعلومة الصحيحة)، فإذا ما تبارز سياسيا محنكا مع طبيبا حول مسألة طبية ، سينتصر السياسي ( لمعرفته أساليب الحوار والمراوغات ) رغم من عدم معرفته بالطب .
– يجب أن يدرك المدافع بأنه ليس هو المتكلم الحقيقي، بل ” بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا. ” ( 2 تي 1 : 14 ) ، وهنا يجب أن يدرس الباحث أو المدافع فنون وأساليب الحوار وأساليب المنطق ، والمغالطات التي يستخدمها المشكك في هجومه علي الإيمان المسيحي .
– فالمشكك يتناول ألفاظا ومصطلحات ومقدمات تجبر السامع علي الإقتناع بإدعائاته وأكاذيبه .
مثال : 1) الله قادر علي كل شيء بما فيه الغفران ( مقدمة صحيحة ومنطقية ) .
2) الله قادر علي غفران خطية آدم ( إيحاء نفسي ) .
3) إذن الله ليس في حاجة لأن يموت كي يفدي البشرية ( نتيجة متوقعة وتلقائية ) .
+ يتجاهل المشكك ( عن عمد او جهل ) ان الله كامل في صفاته ( عدل وغفران ) ، وان الله لايتراجع في أحكامه . فمعرفتنا للموضوع من كافة جوانبه تجعل الفداء هو الحل وليس النتيجة التي ذهب إليها المشكك .
– ماهي أكثر الأخطاء التي نقع فيها (أو يقع فيها المشككين) في محاولة فهم وتفسير(مهاجمة) آيات الكتاب المقدس؟ قال القس فيلوباتير مجدى يوجد اربع عشر من الاخطاء وهى
الخطأ الأول.. افتراض أن هناك غوامض أو آيات لا يمكن تفسيرها:
– لا يوجد أي آية أو كلمة أو آية في الكتاب المقدس غير واضحة.
– الدليل: الكتاب المقدس بأكمله تحت أيدينا، وأيدي المشككين فلم توجد آية واحدة ليس لها تفسير أو تفسيرها غامض.
– مثال: نبوات سفر الرؤيا تحققت ومازالت تتحقق.
الخطأ الثاني.. افتراض أن الكتاب المقدَّس مذنب حتى تثبت براءته:
– هل يمكن أن نفترض أن جميع الملصقات الغذائية خاطئة حتى نفتح جميع العلب قبل شرائها؟ بالطبع لا.
، وهذا ينطبق أيضا في التعامل مع الكتاب المقدس، فالنقد السلبي للكتاب الذي لا يعتمد علي أي أدلة أو فهما حقيقيا لطبيعة الكتاب المقدس يجعل الحكم علي الكتاب المقدس ( بل وأي كتاب أو مشروع بحثي) غير عادل وغير موضوعي.
الخطأ الثالث.. الخلط بين تفسيراتنا (غير المعصومة) مع النص الأصلي (المعصوم):
– الكتاب المقدس (في نسخته الأصلية) معصوم تماما من أي خطأ، بينما التفاسير (وكذلك الترجمات المختلفة للكتاب المقدس) هي عمل بشري، لذا فهي غير معصومة.
مثال: أحيانا يأتي المشكك بخطأ في مخطوطة، ويفترض أن هذا يعني وجود خطأ في النص الأصلي أيضا.
– لذا حينما عندما نصل إلى ما يُسمّى بالخطأ فـي الكتاب المقدَّس :
أ) يجب أن نبحث عن المعني في النص الأصلي، حيث أن المخطوطة التي بين أيدينا قد تكون نسخت بشكل غير دقيق.
أو ب) أننا لم نفهم النص جيدا.
+لا يمكن أن نفترض أن الله قد أخطأ في الوحي في النص الأصلي، فالنص الأصلي لا يمكن أن يخطيء.
ماذا عن الأخطاء النسخية؟
– أولًا وقبل كل شيء هيَ أخطاء في النسخ، وليس في النسخ الأصلية، ولم يجد أحد في أي وقت مضى خطأ في المخطوط الأصلي.
– ثانيًا: هيَ أخطاء بسيطة (غالبًا في الأسماء أو الأرقام) التي لا تؤثر على أي عقيدة في الإيمان المسيحي.
– ثالثًا: هذه الأخطاء النسخية هيَ قليلة نسبيًا في العدد.
– رابعًا: من خلال السياق أو من خلال كتاب مقدَّس آخر. يمكن أن نعلم ما هو الخطأ بصورة بسيطة.
الخطأ الرابع ..فهم العبارات خارج سياقها:

– من أكثر الأمور التي يستخدمه المشككون هو اقتطاع العبارات من سياقها الأصلي.
– الحل : تأكد من قرائتك للإصحاح بشكل كامل، وأن تكون ملما بهدف الرسالة أو النص بشكل كامل قبل أن تجيب علي التشكيك.
الخطأ الخامس.. افتراض أن الأرقام التقريبية ليست صحيحة:
– يدَّعي المشككون أن الأرقام التقريبية هيَ أرقام خاطئة
– لا يوجد أي مشكلة في استخدام الأرقام التقريبية، فالموضوع يأتي في سياق الكلام العادي، ولا يوجد أي تناقضات بين الآيات
– الموضوع يحتاج لتدقيق القاريء في الآيات، وفهم طبيعة النص، وظروف الكتابة
مثال:
+ ذكر سفر العدد أن الذين ماتوا بسبب الوباء: وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا.( عد 25: 9)، ” ..، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا.” ( 1 كو 10: 8)
– فالعددين يتكلمون عن نفس الحادثة لكن بالتدقيق فإن سفر العدد يتكلم عن الحادث بصورة إجمالي، بينما 1 كو تتكلم عن يوم واحد فقط
الخطأ السادس..عدم ملاحظة أن الكتاب المقدَّس استخدم أساليــب أدبية مختلفة (متنوعة):
– الكتاب الإلهي ليس من الضروري أن يتكون من نمط أدبي واحد فقط
– الوحي في المسيحية له طبيعة مزدوجة ( إلهية وبشرية)، البشر هم مَن كتبوا كل سفر من الكتاب المقدَّس، واللغة البشرية ليست قاصرة على نوع واحد من التعبير، لذلك، ليس هناك سبب لافتراض أن نمط واحد أو نوع واحد أدبي قد استخدمه الوحي الإلهي.. الكتاب المقدَّس يكشف عن عدد من الوسائل الأدبية.
– يجب أن يفهم القاريء طبيعة الكتاب المقدس، وأن يفهم كيف فسرته الكنيسة
مثال: فمن الخطأ أن يفسر القاريء العبارات حرفيا، بينما المقصود منها المعني المجازي.
.. عندما يقول الكتاب للمؤمن يستريح في ظل أجنحة الله (مز 36 : 7) فهذا لا يعني أن الله هو طائر ذو ريش، وعندما يقول الكتاب المقدَّس لله “استيقظ” (مز 44 : 23) كأنما هو كان نائمًا.. بل هو تعبير مجازي..
– فالله يتعامل مع الإنسان بكل الأساليب الأدبية واللغوية التي يفهمها الإنسان، فالمسيحية لا تؤله الحرف ولا الأسلوب
+ كتاب الكتاب المقدس لم يلتزموا الحرف في وصف الأحداث:
– عندما يذكر أحد كتَّاب الأناجيل أقوال الرب يسوع، لا يهمّ أن تكون هي فعلاً نفس الألفاظ التي استخدمها يسوع، بلاشك فإن الكلمات الحقيقية التي استخدمها يسوع سنجدها في الأناجيل، لكن ليس بالضرورة أن تكون كما هي في كل الأحوال. كثير من كلمات الرب يسوع قيلت باللغة الآرامية، لذا وجب أن تترجم إلى اليونانية.
– فالسيد المسيح أراد أن يتواصل معنا بمعان دقيقة (وليس فقط كلمات دقيقة بشكل آلي) لذا منحنا أربعة أناجيل. والاختلافات البسيطة في كلمات الرب يسوع تمكننا من الإمساك بالمعنى الحقيقي الذي اراده.
توضيح:إذا حاول كل كاتب للأناجيل الأربعة اقتباس نفس الكلمات من بعضها البعض سوف يكون النص دقيقاً ومتطابقا نصيا، لكن المعنى قد لا يكون مبنياً بشكل جيد، لأن الأناجيل لن تصبح متكاملة في وصفها للأحداث
الخطأ السابع..الخلط بين التعبيرات (الكلام) العامة مع التعبيرات الشاملة منها :
مثال: جاء في سفر الأمثال: “إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ” ( أم 16 : 7).
– واضح من المثال أن هذا أمرا عاما وليس قاعدة شاملة، فمثلا بولس الرسول كان يُرضي الرب وكان لـه أعداء وقد رجموه (أع 14 : 19).
– فالحقيقة العامة أن الذي يرضي الرب فإن الله يحفظ له خلاص نفسه ( يحفظه من الأعداء الروحيين أي الشيطان) أو يمكن أن الله يقلل أعدائه الأرضيين.
– فالأمثال التي وردت في الكتاب المقدس هي إرشادات عامة وليست شاملة ، كما أننا لا يجب أن نغفل البعد الروحي للآيات.
الخطأ الثامن:افتراض ان الكتاب المقدس يمدح او يوافق على كل ماجاء بة من احداث:
– الكتاب المقدس سجل لنا بعض الأخطاء التي قام بها شخصيات الكتاب المقدس على سبيل أن يعلن رفضه لتلك الأخطاء فنستفاد عدم تكرار تلك الأمور، ويوضح لنا أيضا أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله
-مثال: خطية داود (2صم 11 : 4)…هل الكتاب المقدس يشجع علي الزنا ؟
زيجات سليمان (1مل 11 : 3)..هل الكتاب المقدس يشجعنا علي تعدد الزوجات؟
الخطأ التاسع… تغافل الجانب البشري في الكتاب المقدَّس:
– الوحي له طبيعة مزدوجة ( إلهية وبشرية)، لذا لا يمكن أن يغفل الله الجانب الإنساني في أثناء تسجيل كلمات الكتاب المقدس، لذا يجب أن نضع إعتبارين :
أولا: استخدم البشر أنماطهم البشرية الأدبية الخاصة، فظهرذلك من خلال استخدام أساليب مختلفة كالشعـر الرثائي كما في إشعياء والقواعد اليونانية البسيطة عند يوحنا، والمعقدة في العبرانيين.
فالكتاب المقدَّس هو الإنسان الكامل، بدون خطأ.
ثانيا: استخدم الكتاب المقدس اللغة اليومية البسيطة للإنسان وليس اللغة التقنية:
– الكتاب المقدس هو كتابا روحيا هدفه الإعلان الإلهي عن خلاص الإنسان وليس كتابا علميا، فالكتاب المقدس لا يتعارض مع الحقائق العلمية.
– الكتاب المقدس يستخدم اللغة الوصفية وغير العلمية، فالأسفار المقدَّسة كُتبت في عصور قديمـة وفقًا للمعاييـــر (الضوابط) القديمة فلم يكن علميًا أن نتحدث عن: “يا شمس دومي” (يش 10 : 12)، ولذلك فإن بسط معايير العلم الحديث على النصوص المقدسة، سيجعلها تحمل أخطاءً تاريخية.
– فالكتاب المقدس نقل لنا معتقدات وأفكار شعوب العهد القديم بلغة يفهمها البسطاء والمتخصصين في سياق توصيل فكرة تعاملات الله مع الإنسان في كل الظروف والمواقف.
الخطأ العاشر…افتراض وجود أخطاء في بعض اقتباسات العهد الجديد من العهد القديم:
– إن اقتباس العهد الجديد من العهد القديم قد يكون اقتباسا حرفيا تاما أو اقتباس جزئيا، أي يقتبس المعني وليس اللفظ بصورة مطابقة تماما، فالمهم هو توصيل المعني
– لذا فإن النقاد يعتبرون أن هذا نوع من الأخطاء في الكتاب المقدس وينسون أن توصيل المعني والمضمون هو الأمر الهام في الكتاب المقدس، إذ أننا لا نعبد أو نقدس الحرف
أمثلة:
– في بعض الأحيان تختلف لتغير المتحدث. مثال زكريا يسجل كلام الرب قائلًا: “.. فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ الَّذِي طَعَنُوهُ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ..” (زك 12 : 10) لكن في العهد الجديد عندما يستشهد ي
 

 

Most Popular

Recent Comments