– لم تحمل القائمة التي تضم أكثر من 400 مواطن أجنبي سمح لهم بمغادرة غزة يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ بدء الحرب أي مواطن كندي.
وهذا ما أثار تساؤلات حول جهود كندا لمساعدة المواطنين العالقين في غزة.
وتم التوصل إلى اتفاق للسماح لبعض حاملي جوازات السفر الأجنبية، إلى جانب بعض الجرحى، بالمغادرة عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر.
وتضمنت القائمة التي نشرتها الهيئة العامة للمعابر الحدودية في غزة مواطني أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا واليابان والأردن، ولكن ليس كندا.
وفي أوتاوا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن الحكومة تدعو إلى السماح لمواطنيها بالخروج.
وأضاف: “نحن بالطبع نواصل إدانة الإرهاب البغيض الذي تمارسه حماس بشكل لا لبس فيه، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ثمن العدالة لا يمكن أن يكون استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين”.
وأضاف “ندعو إلى إطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات على الكنديين وعائلاتهم وخروجهم من غزة عبر معبر رفح”.
وقال منصور شومان، وهو كندي يعيش في غزة مع زوجته وأطفاله الخمسة، إنه لا يستطيع أن يفهم لماذا تبدو حكومة كندا متخلفة عن العديد من الدول الأخرى، ولا تقوم بالجهود الكافية.
وقال في مكالمة هاتفية منتقدا الحكومة: “عار عليهم، حيث أمكن سماع أصوات صفارات الإنذار والناس يتدافعون في الخلفية بينما كان يحتمي في مستشفى بجنوب غزة، هذه ليست الحكومة الكندية التي انتخبناها والتي تدعم حقوق الإنسان، لقد كانوا نشطين للغاية في إجلاء الكنديين الإسرائيليين منذ اليوم الأول، ولن ينسى التاريخ ما يفعلونه”.
ودعا شومان الكنديين إلى الضغط على الحكومة للمساعدة في إجلاء المواطنين بشكل أسرع من غزة والتحدث ضد الحرب.
ويأتي هذا بعدما نظمت الحكومة الفيدرالية رحلات إجلاء من إسرائيل الشهر الماضي للمواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد الأسرة المؤهلين.
وقالت وزارة الخارجية أيضًا إنها ساعدت 65 مواطنًا ومقيمًا دائمًا وأفراد أسرهم المؤهلين على مغادرة الضفة الغربية.
وشومان، الذي ولد في غزة، عاش في كالجاري لأكثر من عقد من الزمن وأصبح مواطنا كنديا في عام 2006، وعاد إلى غزة قبل ثلاث سنوات، وقال إنه يأمل أن تتمكن زوجته وأطفاله من الخروج في أقرب وقت.
وقال: “لا أستطيع أن أترك الشعب الفلسطيني هنا يمر بما يمر به”.
وقال محمود صالح، وهو مواطن كندي يعيش في غزة مع زوجته الحامل، إنه يشعر بخيبة أمل من حكومته ويريد المغادرة في أسرع وقت ممكن.
وقال صالح “لا أعرف ماذا ينتظرون” مضيفا أنه لم يسمع أي شيء من الحكومة الكندية منذ أكثر من أسبوعين.
وقال صالح إنه هرب إلى مخيم للاجئين قبل يومين بعد أن سقطت قنبلة على بعد 30 متراً من المنزل الذي كان يحتمي به، وأصيب بشظايا، حيث قال : “كنت محظوظا لأنني نجوت”.
من جهتها، داليا سليم، المقيمة في لندن، أونتاريو، والتي تحاول إخراج والدها الكندي البالغ من العمر 66 عامًا من غزة، تساءلت أيضًا عن سبب عدم وجود كنديين ضمن المجموعة الأولى من الأجانب الذين سمح لهم بالخروج من القطاع.
وصرحت: “تمكنت السلطات في جمهورية التشيك وفنلندا وأستراليا واليابان وعدد قليل من الدول الأخرى من إخراج مواطنيها، كنت أفترض أنه في اللحظة التي أعلنوا فيها عن فتح الحدود، كان ينبغي على كندا أن تضع ذلك على رأس أولوياتها وتحاول إخراج مواطنيها”.
وقال متحدث باسم هيئة المعابر الفلسطينية إن ست حافلات تقل 335 من حاملي جوازات السفر الأجنبية غادرت غزة عبر معبر رفح إلى مصر حتى ظهر الأربعاء.
وقالت الهيئة إن الخطة تهدف إلى مغادرة أكثر من 400 من حاملي جوازات السفر الأجنبية إلى مصر.