“في البداية أود أن أشكر القائمين على المهرجان لدعوتهم لي إلى مصر وتكريمي، ورغم الظروف القاسية والصعبة التي تمر بمنطقتنا، لبيت هذه الدعوى لأنني أولا أتشرف وأعتز بهذا التكريم، وثانيا، لأني أكن لمن يقف خلفه كل التقدير والإحترام والمودة”.
هذا ما استهل به الإعلامي القدير جورج، قرداحي، أمس، كلمته بمهرجان “سيمفوني” في نسخته الرابعة، والتي تخصصت هذا العام لتكريم الإعلاميين، وذلك من مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية، وبرعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، وبإشراف روحي للأنبا أباكير.
وأضاف “قرداحي”: “إن هذه المناسبة أيها الأحباء تصادف زمناً نرى فيه إخواننا في العروبة، والإنسانية، والانتماء، واللغة يتعرضون لأبشع مجزرة في التاريخ المعاصر، أطفالاً، وشيوخا، ونساءً، وآباء وأمهات، وأحبة، تسقط القنابل والصواريخ والأنقاض على رؤسهم، وتسيل دمائهم الطاهرة والبريئة أمام أعين العالم بأسره، ولكن هذا العالم الذي أصبح بلا قلب ولا ضمير ولا دين، يقف متفرجا ولا يفعل شيء”.
و تابع: “يا أحبتي كل كلام عن غير غزة اليوم لا معنى له، فغزة اليوم هي التي تتكلم، وغزة اليوم هي التي تكتب التاريخ والعنفوان، بدماء أهلها وتضحياتهم وانتصارتهم، على الموت، ..نعم أهل غزة انتصروا وينتصرون على الموت، بمشيئتهم الذاتية وبإرادتهم، وشجاعتهم وتمسكهم بحقهم في أرضهم ووطنهم فلسطين”
واستطرد الإعلامي القدير : “لا شك أن عملية طوفان القدس قلبت كل الموازين، وشكلت حالة بطولية قل نظيرها، لكن أهل غزة برهنوا للعالم أن هم طوفان البطولة والتضحية، لأنهم ارتضوا بإرادتهم أن يموتوا على أرضهم، وفي أرضهم، وألا يقبلوا الترحيل، حتى لا تضيع القضية.
وناشد غزة قائلا: “يا غزة البطلة، كل شريفا في الدنيا يركع أمام تضحيات شعبك البرئ والعظيم والشامخ، هذا الشعب الذي وجه بدمائه الزكية والطاهرة ، رسالة إلى العالم أجمع، رسالة تقول إن هذه القضية قد ارتوت بدماء الشهداء والأبرياء، تقدست ولم تنتهي، ولم تقوى عليها جميع مؤامرات الدنيا وستبقى قضية العرب الأولى والأخيرة”.
وأختتم ضيف شرف المهرجان قائلا: “هنا فلسطين قالتها غزة بالدم، وكل عاقل يجب أن يفهم، أن القضية سوف تعيش، وكل عاقلا يجب أن يفهم أن القضية سوف تعيش على هذه الدماء الطاهرة، والمظلومة مئات السنين، بل ألاف السنين، إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني، على حقوقه الكاملة ودولته المستقلة، غير ذلك لم ينعم الشرق الأوسط بأسره بالأمن والاستقرار والسلام، لأجيال وأجيال وأجيال آتية، اسمحوا لي أن إهدي هذا التكريم العزيز، والغالي جداً على قلبي، إلى أهل غزة الأبطال، وإلى جميع الشهداء الذين سقطوا في فلسطين وفي لبنان ، فالتكريم لا يليق إلا بهم،..وشكرا لكم”.