الرئيسيةأخبار الكنيسةالأنبا مكسيموس لوطني: الشيخوخة ليست تجاعيد الجلد بل تجاعيد العقل

الأنبا مكسيموس لوطني: الشيخوخة ليست تجاعيد الجلد بل تجاعيد العقل



أبدى نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس، مطران بنها وقويسنا، ومقرر لجنة الأسرة بالمجمع المقدس، {المنبثق عنها اللجنة الفرعية لخدمة الحكماء} إعجابه الشديد بمشاركة كبار السن في مهرجان الكرازة على هذا النحو من خلال مسابقة سمعان الشيخ، مؤكداً أن المهرجان يهدف إلى تنشيط واشتراك كل الفئات، معربا عن سعادته بتوزيع كؤوسهم لأنه يستشعر بمدى نشاطهم وإقبالهم على الحياة في هذا اليوم.
جاء ذلك خلال تصريحات خاصة من الأنبا مكسيموس لوطني وذلك على هامش توزيع كؤوس مهرجان الكرازة المرقسية للحكماء “كبار السن” لقطاع كنائس مصر الجديدة ومدينة نصر، والذي أقيم، بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بشيراتون.
وأكد نيافته أن كبار السن ثروة كبيرة بالكنيسة، ويجب استثمارها وخصوصاً لفائدة الأجيال الصغيرة، مشيرا أن هذا ما علمه لنا الله الذي كان يختار الشيوخ في أي موقف يحتاج لروح الحكمة والقيادة، فعندما أراد أن يخرج شعبه من أرض العبودية أختار موسى، وكان وقتها يبلغ من العمر 80 سنة، وقال له أذهب وقل للشيوخ الشعب أن الله تجلى، وقل هذه الأشياء، وعليك أن تذهب مع الشيوخ إلى فرعون، وكذلك عندما أراد الله أن يخفف عن موسى عبء الشعب اختار 70 شيخاً، وكذلك عندما آتى للملك حزقيا تهديد اجتمع بالشيوخ الشعب وقال اذهبوا لأشعياء وقولوا له أن يصلي من أجل المدينة والشعب، وبالتالي يجب أن تستفيد الكنيسة من الحكماء كبار السن.

وعن خطة نيافة الأنبا مكسيموس لاستثمار طاقات كبار السن، من خلال موقع نيافته كمقرر للجنة الأسرة بالمجمع المقدس، قال إن لجنة كبار السن المنبثقه عن لجنة الأسرة بالمجمع عقدت أكتوبر الجاري موتمرا تم خلاله التوعية بردود الأفعال المختلفة لكبار السن، تجاه أعمارهم، وعدد نيافته الأنماط وقال هناك نمط استسلامي ونمط رافض لسنه ونمط مندفع ونمط عصبي وعنيف وآخر ناضج ، وأوضح قائلاً نحن نهدف إلى أن يصل أبائنا كبار السن إلى هذا النمط الناضج، وهو النمط الذي يكون خلاله المسن قابل لسنه وقابل لنفسه ويخدم نفسه، وكذلك يخدم من حوله على قدر الإمكان، ولديه هدف يحاول أن يسعى إليه ويسلمه، ويسلم خبرته للجيل الجديد. وضرب نيافته مثلا على الشيخوخة الناضجة قائلاً أن الدكتور مجدي يعقوب رجل كبير السن “بحسب بطاقته الشخصية”، ولكنه يعيش شيخوخة ناضجة ومثمرة، ويجتهد ليسلم العلم الذي لديه لمن حوله من الشباب ويقول أنه يريد أن يذهب إلى الله ويديه فارعة، كما أنه يستطيع أن يخدم الجميع ويخدم نفسه أيضا.
وأعرب الأنبا مكسيموس عن ضيقه من فكرة عزوف بعض كبار السن للمشاركة في المهرجان وخصوصاً في المسابقة الدراسية والبعثية، وبأنهم يأخذون المثل الشعبي القائل «بعد ما شاب ودوه الكتاب» شعارا لهم، وأطلق نيافته عليهم بالنمط الاستسلامي، وهو ما قال عنه الله في سفر الرؤيا «لك اسم أنك حي وأنت ميت»، مشيرا أن هذا النمط يموت قبل موته الجسدي، ويكتب شهادة وفاته قبل وفاته، مؤكداً إن الإنسان طالما لديه الاستعداد للتعلم فهو ليس شخص «عجوز»، موضحا أن الكثيرين من كبار السن يلتحقون بفصول تعليم الكبار، ويستكملون دراستهم .وذكر نيافته أن الشيخوخة، ليست تجاعيد الجلد بل تجاعيد العقل ومن الممكن أن يكون جلد الإنسان مجعد، ولكنه شخص يستطيع التعلم .

وعن صفات خادم كبار السن، قال إنه يجب أن يتحلى بثلاث صفات، وهي؛ أن يفهم ويقبل ويتيح، ..أولًا يجب أن يفهم سمات هذه المرحلة العمرية، موضحا أن الشخص في كبره قد يصبح غضوب، وعصبي، وقد يكون عنيد أو ساخر من الجيل الجديد، أو أنه يعيش في الماضي ويتحدث عنه كثيراً، ومن الممكن أن يصبح المسن شخص من السهل استمالته لاتجاه معين. وعن الصفة الثانية التي أشار إليها نيافة الأنبا مكسيموس وأكد على ضرورة وجودها في خادم كبار السن؛ هي أن يقبل ويعرف التغييرات التي تحدث للمسن، وأنها على غير إرادته، وكذلك يقبل ويفهم أن هذه التغيرات قد تحدث له هو شخصياً عندما يكبر.
والصفة الثالثة التي أكد نيافته على ضرورة وجودها لدى الخادم أن «يتيح أربعة أشياء للمخدوم» 1– عائلة محبة ومحتضنة، وأن يعمل على توعية أولاده، بكيفية أن يعطوا له قيمته، وأن لم يوجد عائلة، فعلى الكنيسة أن تقوم بدور العائلة البديلة، وإذا كان مقيم في دار مسنين تابع للكنيسة فعلى الخادم أن يشرح لهم كيف يوجدون له جو عائلي.
2 – أن يتيح الخادم عناية متكاملة لكبير السن، وتتنوع بين عناية روحية عن طريق توصيلة للكنيسة وتوصيل الكنيسة له، وعناية صحية واجتماعية ونفسية، 3- أن يتيح الخادم لمخدومة عمل بالكنيسة سواء عمل بأجر أو عمل تطوعي، لأن أخطر الأشياء على المسن ألا يفعل شي. 4- أن يتيح الخادم للمخدومين علاقات وأنشطة، عن طريق الاجتماع والخدام وعمل نادي اجتماعي لكبار السن.
وعن الجديد في أجندة لجنة الأسرة قال الأنبا مكسيموس، إن اللجنة أنبثق عنها مؤخراً لجنتين جديدتين، وهما لجنة الطفولة، والمسؤول عنها، الأنبا نوفير ولجنة أخرى للرجال والمسؤول عنها الأنبا بسنتي أسقف أبنوب والفتح، ويتم حاليا الإعداد لخدمات متعددة من خلالهما.
والجدير بالذكر أن الأنبا مكسيموس شهد الحفل وألقى كلمة به تحت عنوان “لا تكن إلا فرحا” وشاركه الصلاة وتوزيع الكؤوس، القس رافائيل رجائي المسئول عن لجنة سمعان الشيخ بمهرجان الكرازة، وكاهن كنيسة رئيس الملاك الملائكة ميخائيل بشيراتون، والقس يواقيم كاهن كنيسة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر، وذلك بحضور الحاصلين على المراكز الأولى والثانية في جميع المسابقات، ولفيف من خدام سمعان الشيخ بالكنائس التي تم تصعدها.

Most Popular

Recent Comments