ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،صلاة عشية عيد الصليب مساء اليوم من كنيسة السيدة العذراء مريم، ومارمرقس الرسول والآباء الرسل بمنطقة العوايد شرق الإسكندرية.
شارك قداسة البابا طقس صلاة العشية وسط حضور شعبي وكهنوتي مكثف، كل من الأنبا إيلاريون أسقف عام كنائس قطاع غرب الإسكندرية والأنبا هرمينا أسقف عام كنائس قطاع شرق ووسط والأنبا بافلى أسقف عام كنائس قطاع المنتزة، فضلا عن آباء كهنة الكنيسة.
وألقى قداسة البابا عظته الأسبوعية التي استهلها بقراء المزمور 103 من سفر المزامير
باركي يا نفسي الرب ، ولا تنسي كل حسناته
الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك
الذي يفدي من الحفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة
الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك
وقال قداسة البابا نحن نعيد غدا بعيد الصليب المقدس الذي نحتفل به على مدار ثلاثة أيام وعيد الصليب من الأعياد الثابتة في تاريخ الكنيسة ونحتفل بالصليب ثلاث مرات بالعام في شهر برمهات وشهر توت وفي جمعة الصلبوت.
وقال قداسة البابا سعيد جدا بحضور ي اليوم بهذه الكنيسة المباركة وهي كنيسة مركزية تخدم 18 منطقة وعزبة وبها أعداد كبيرة من الشعب وتحتاج الي رعاية روحية كبيرة تكون من آباء الكنيسة والكنيسة دائما ما تعمل من أجل استقرار المجتمع والوطن وبناء أنسان صالح وهناك مؤسسات في الدولة تعمل على استقرار الوطن بداية من البيت والأسرة إلى المؤسسة التعليمية والمؤسسة الدينية سواء الكنيسة أو المسجد والمؤسسة الاجتماعية وهي الأصدقاء والزملاء والمؤسسة الإعلامية بصفة عامة ووجود الكنيسة في حياة الإنسان يساهم في إنشاء مواطن صالح اشكر جميع الآباء على خدمتهم ومحبتهم
الكنيسة هي حصن أمان تعلم الإنسان كيف تكون حياته مشبعة كيف يكون شبعان نفسيا اشكر كل المسئولين الذين يساعدون الناس بصفة عامة لمساعدة الناس العيش في هدوء.
واستطرد قداسة البابا اتكلم اليوم عن عيد الصليب من منظور المسيحية فالمسيحية تختصر في الصليب فالصليب هو خلاصة المسيحية فبعض البلاد تأخذ شعارها شجرة والبعض الأخر حيوانات أو أي شيء من الطبيعة رمز لها ولكن المسيحية تأخد الصليب رمز لها وعلامة الصليب برغم انها علامة كانت في الماضي تدل علي العار علامة تدل على الاعدام والقتل لكن السيد المسيح حول ذلك إلى أن أصبح الصليب رمز الفداء والفخر هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد حتى لا يهلك بل تكون له حياة أبدية.
وهنا نتسأل ماذا قدم الصليب لنا وكنا دائما في التقليد الشرقي نقول امسك الخشب وهنا نقصد امسك علامة الصليب الصليب قدم لنا ثلاث معاني قوية لحياة الإنسان
الأول قدم لنا الاقتراب من الله جعل الإنسان يستطيع أن يقترب من الله فكان هناك عداوة بين الإنسان والله فالإنسان كسر الوصية عن طريق خطية آدم وحواء وظهرت عداوة بين الله والإنسان وظهرت عداوة بين الأنسان والأنسان بين قايين وهابيل الطول بين الله والإنسان والعرض بين الأنسان والأنسان وجاءت خشبة الصليب لكي تزول العداوة تفتح طريق بين الله والإنسان علامة مصالحة بين الله والإنسان فالصب حق منح لكل البشر.
الخلاصة الصليب صار الوسيلة للمصالحة بين السماء والأرض.
الحق الثاني أعطني إمكانية التحرر من الخطايا من قيود الخطية فهناك أمراض الجسد وهناك أمراض النفس وهناك أمراض روحية تصيب روح الأنسان فالخطية تقيد الإنسان بسلاسل الهم وعدم الاستقرار ويقع الإنسان في سلسلة من الخطايا والمتاعب وفي النهاية يقضي على نفسه ومن الممكن أن تصل به إلى حد الانتحار
والخطية هي كسر الوصية ولا يوجد مع الخطية سلام أو غفران ولا حرية فالإنسان يغيب عنه الفرح والصليب يعطيك حرية التحرر من الخطية ويقول الكتاب تحت ظله اشتهيت أن أجلس.
الحق الثالث الذي منحه لنا الصليب التمتع بنعمة الخلاص والبراءة ودائما ما يميل الإنسان إلى عمل الشر ولكن السيد المسيح بدمه على خشبة الصليب أعطانا الخلاص وصار الصليب مكسب للإنسان هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد مات علي الصليب من أجلنا في دم المسيح يمسح كل خطاياه البشر لكي لا يهلك كل من يؤمن به وهنا نري الكرازة والتعب ففي عصور الاضطهاد كان المسيحيون يذهبون إلى المزارع لإقامة القداسات والصلاة كل هذا لكي يتمتع الإنسان بالخلاص في المسيحية يفتح باب السماء امام الانسان وكل الممارسات في الكنيسة تساعد الإنسان في طريق الخلاص.
ونجد أن المزمور 103 الذي كتبه داود النبي كتبه قبل ميلاد السيد المسيح ب1000عام وهنا رسم داود الصليب بالكلمات التي جاءت بالمزمور وعندما نتكلم عن الصليب نتكلم عن فعل محبة الله إلى الإنسان وتأتي هنا محبة الأنسان للأنسان ويجعل قلبك متسع وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث محبة الخير ومحبة الخير فالله خيراته كثيرة للإنسان.
نتذكرها في عيد الصليب رمز الفداء، فالصليب غفران وشفاء الصليب حفظ لحياة الإنسان الذي يشبع بالخير عمرك يجعل أيامك سعيدة يجدد مثل النسر شبابك الأنسان أمام الصليب تتجدد حياته من خلال الأسرار المقدسة المسيح على الصليب كان عطشان ولكن ليس إلى الماء إلى كل نفس تائهة في الخطية تحتاج إلى التوبة لكي تعيش حياة نقية.
واختتم قداسة البابا حديثه قائلًا: ربنا يبارك حياتكم جميعا الصليب ليس فقط للزينة الصليب قوة الصليب هو الرحمة والغفران.