في كنيسة القديسَيّن قسطنطين وهيلانة بالقاهرة ترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، القداس الإلهي الاحتفال.
في كلمته شدد غبطته على أهمية الصليب المقدس في حياة الكنيسة وفي حياة كل مسيحي، وأنه يجب على كل مسيحي أن يحمل صليبه بصبر وإنكار الذات. وهذا سيقوده إلى قيامته الشخصية.
قائلاً: “لنصلي ساجدين بأرواحنا وأجسادنا أمام الصليب المقدس، الذي رفعناه اليوم بكل احترام هنا في هذه الكنيسة المقدسة الرائعة للقديسَيّن قسطنطين وهيلين، اللذين ساهما كثيرًا في العثور عليه، فلتدعم إخوتنا المتألمين، ولتعطيهم الصحة والقوة والصبر والعزاء”.
وأشار إلى الكوارث البيئية التي ضربت اليونان بالحرائق والسيول، والمغرب بالزلزال المدمر، وليبيا بالسيول والفيضانات. وقال: “يا أبنائي، كل هذه الكوارث هي نتيجة عدم احترام الإنسان للطبيعة. وهذا عدم احترامنا لإلهنا نفسه، الذي هو خالق الأرض والسماء والذي خلق كل شيء حسن. إنه يعلن خروجنا الأساسي عن صانعنا وخالقنا. الخالق … بغض النظر عن عدد المؤتمرات التي تعقد حول تغير المناخ والدمار البيئي، فلن يحدث شيء إذا لم يضع كل شخص في قلبه وفي تفكيره وفي حياته اليومية كأولوية الاحترام والحب والحماية لهذه الهدايا العظيمة عندها فقط سوف تتمكن حياتنا من العودة إلى مسارها الصحيح”.
مضيفًا: “إن عيني تبكي، ويتأثر قلبي عندما أرى في ليبيا آلاف الأشخاص في الوحل، الذين سيبقون بلا مأوى خلال فصل الشتاء. كما وصلت إلى مصر، يا أبنائي، عشرات النعوش من جارتنا ليبيا تحمل مصريين غرقوا في مياه الكارثة الطبيعية الهائجة. لكن كل هذا يا أولادي ليس عقابا، لأن الله لا يعاقب. هذه علامات تذكرنا بأننا عندما لا نحترم خليقة الله، فإن الطبيعة نفسها تنتقم منا. الناس في اليونان والمغرب وليبيا يرفعون حاليًا صليبهم الشخصي. هناك حزن وخيبة أمل ووجع قلب في كل مكان”.
ثم شكر المتروبوليت ملاتيوس مطران قرطاج والأرشمندريت ديمتريوس اللذان وقفا منذ اللحظة الأولى كمساعد للمحبة المسيحية لضحايا الزلزال ولعائلات الضحايا.
وفي نهاية خدمة القداس الإلهي حمل البابا ثيودروس الصليب الموضوع في صينية تحوطه الورود والريحان وأتم خدمة زباح الصليب الكريم المحيِّ وسط المصلين.
المكتب البطريركي في القاهرة.