قداسة البابا تواضروس يحضر احتفالية العرض الأول بمسرح الأنبا رويس
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني الأسبوع الماضي العرض الأول لفيلم التلميذ.. سمو الرهبنة الذي عرض في مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية, وهو يدور حول قصة حياة القديس تادرس تلميذ القديس الأنبا باخوميوس مؤسس نظام الشركة, أحد أبرز أنظمة الرهبنة القبطية, والفيلم من إنتاج كنيسة السيدة العذراء أرض الجولف بمصر الجديدة.
بدأ الحفل بفقرة ترانيم قدمها فريق كورال كنيسة العذراء أرض الجولف, ثم بدأ عرض الفيلم علي شاشة مسرح الأنبا رويس, بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والكويت والشرق الأدني ولفيف من الأساقفة والكهنة والكثير من الممثلين ورجال الفن وفريق عمل فيلم التلميذ إضافة إلي الكثير من الشعب القبطي.
الفيلم من بطولة أيمن أمير وعاصم سامي بمشاركة الفنانين الكبار هالة صدقي وعبدالعزيز مخيون ومادلين طبر ومحمد نجاتي ومحمد علي رزق وناجي سعد ومنير مكرم وإستيفان منير وجميل عزيز, وباقة من ألمع نجوم الميديا المسيحية, وإشراف القمص أنجيلوس رشدي راعي كنيسة العذراء أرض الجولف, وكاتب السيناريو ماهر فريد نقولا وإخراج جوزيف نبيل.
البابا تواضروس: الفيلم يقدم لمحة روحية تاريخية رهبانية مصرية
ألقي قداسة البابا تواضروس كلمته عقب انتهاء عرض الفيلم قائلا: هذه صفحة لامعة ومتلألئة في التاريخ المسيحي المصري, صفحة الرهبنة التي نشأت علي أرض مصر وامتدت إلي العالم كله.
وأوضح قداسته أن ما شهدناه في هذا الفيلم الرائع والذي يجسد فترة وحياة واحد من القديسين وهو تلميذ القديس العظيم باخوميوس أب الشركة الذي وضع نظام حياة الشركة أو الكانونية في الحياة الرهبانية.
بدأت الرهبنة فرادة وبدأت بحالات خاصة, ثم نظمت ووضعت لها قوانين -كما ذكر الفيلم- وهذه القوانين هي التي يسير عليها معظم أديرة الشرق والغرب, فأديرتنا في مصر كلها تدور بهذا النظام- نظام حياة الشركة.
وشكر قداسة البابا باسمه وبالإنابة عن كل الآباء الحاضرين كنيسة العذراء أرض الجولف, لأنها اهتمت بإعداد وتجهيز هذا الفيلم وتقديمه لنا, بعد سنوات كثيرة من العمل الشاق للانتهاء من هذا العمل.. وشكر كل من اشتركوا في التمثيل والذين قاموا بعمل رائع, حيث ينقلنا الفيلم من زماننا إلي بدايات الرهبنة في القرنين الثالث والرابع الميلادي, فمن عظمة الفيلم أنه يضم أسماء كبيرة مرموقة في مجال الفن والتمثيل وتقديم المحتوي, وكل من شاركوا في الأعمال الفنية أو الإنتاج الفني أو العمل الفني لهذا الفيلم, وأخص بالشكر المخرج جوزيف نبيل.
ومن التعاليم التي رأيناها من خلال الفيلم وممكن نستفيد بها أن الحياة الرهبانية كما ذكر في الفيلم هي الانحلال من الكل والارتباط بالواحد.. وهو نمط حياة من أجل أن يكون الإنسان متفرغا تماما فيصير وقته نهارا وليلا لله وحده.. فالفيلم يقدم صورة حلوة, ممكن لبعض الناس أن يعيشوا حياتهم كاملة في محبة وفي عمل روحي كبير وهذا العمل الروحي يملأ حياتهم.
وأنهي كلمته مؤكدا أن الرهبنة في مصر لها دور كبير جدا في المشورة الروحية وفي الصلوات وهذه حماية خاصة لمصر والله يحمي مصر بقوتها وقياداتها وجيشها وشرطتها وشعبها, ولكن أيضا الحماية الروحية مطلوبة ومهمة, ومن هنا نعرف أن مصر أرض مباركة ومقدسة وهي محمية.. وكما أقول باستمرار إن كل بلاد العالم في يد الله أما مصر فهي في قلب الله.
صاحب فكرة الفيلم
وفي لقاء مع القمص أنجيلوس رشدي ـ كاهن كنيسة العذراء أرض الجولف ـ لمعرفة كيف بدأت الفكرة, صرح قدسه لـوطني: الفيلم يروي قصة تلميذ من تلاميذ الأنبا باخوميوس -أب الشركة الذي أسس عشرة أديرة في صعيد مصر وديرين للراهبات, وكان له تلاميذ -الأنبا أرثوذيوس والأنبا بيترونيوس والأنبا تادرس, وكان أكثرهم قربا له القديس الأنبا تادرس- والذي يتناول هذا الفيلم حياته.
وأوضح أبونا أنجيلوس أنه أثناء وجوده في دير السريان في خلوة, قرأ الكثير عن القديس الأنبا باخوميوس وأصول الرهبنة الأولي وحياة الشركة واستمتع بسيرة الأنبا تادرس وتأثر بحياته, وفكر أنها فرصة عظيمة أن يقدم سيرته للشعب.
وأضاف أبونا أنجيلوس أن جانبا آخر لهذا الفيلم الذي اهتمينا بتقديمه للناس, هي الصورة الأصلية لحياة الرهبنة القديمة, والتي كانت تتركز علي الفقر الاختياري, ولذلك كان عمل الله قوي جدا وسطهم ببركات ومعجزات, وكان الرهبان لهم سير عظيمة وفضائل جميلة.
وبسؤاله عن كيف تبلورت الفكرة حتي وصلت للفيلم, قال: بدأت رحلت الدراسة المتعمقة منذ حوالي خمس سنوات, واعتمدت أساسا علي مرجعين أساسيين هما كتاب: فردوس الآباء- الجزء الثاني, وكتاب المتنيح أبونا إشعياء ميخائيل بعنوان الأنبا باخوميوس والأنبا تادرس تلميذه من هنا درست حياة القديس الأنبا تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس.. ثم بدأت كتابة السيناريو وتمت مراجعته أكثر من مرة إلي أن وصل للصورة المقدمة في الفيلم.
وأتمني أن يكون لهذا العمل الفني تأثير روحي مفيد علي مشاهديه, فإن هذا القديس يقدم لنا شذرات جميلة من خلال سيرته, فمثلا في بداية رهبنته في العشرينيات من عمره وفي أول مقابلة له مع الأنبا باخوميوس سأله: يا أبي أريد أن أعرف لماذا أنا جئت إلي هنا؟
فرد عليه الأنبا باخوميوس: جئت لكي تري الله..
فعاود بسؤاله: كيف أري الله؟
فجاء رد الأنبا باخوميوس من الكتاب المقدس: طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله..
فتساءل الأنبا تادرس: ماذا أفعل لأصل لنقاوة القلب؟
فقال له: لا تغضب أحد, ولا تغضب من أحد, ولا تدين أحد.. وعرفه السلوك السليم الذي إن سلك به أصبح قلبه نقيا.
ومن هنا بدأ القديس الأنبا تادرس يدرب نفسه علي هذا الكلام, حتي أن ربنا أعطاه موهبة جميلة وهي القدرة علي معرفة وتمييز ما بداخل الآخرين, فكان يعطيهم كلمة منفعة تمس احتياجهم الداخلي.
ومن هنا يمكن أن يكون الأنبا تادرس قدوة لنا في جهاده البسيط وتواضعه لنصل إلي نقاوة القلب ونعاين الله.
القمص أنجيلوس رشدي كاهن كنيسة العذراء بأرض الجولف
لفيف من الآباء الكهنة من كنيسة العذراء بأرض الجولف
سيناريو فيلم التلميذ
تواصلت وطني مع الكاتب ماهر فريد نقولا كاتب السيناريو لفيلم التلميذ, والذي روي رحلة هذا العمل قائلا: استندت وقت كتابة سيناريو وحوار الفيلم لما يقرب من 21 مرجعا للتأكد من دقة المعلومات إلي أن وصل السيناريو لما يظهر في الفيلم الآن وتجسيد حياة القديس للمشاهدين.
وتابع نقولا: الفيلم لا يتطرق لأشياء طقسية بقدر ما يركز علي سيرة حياة القديس وشخصيته, ويتناول أيضا بداية حياة الشركة في مصر وقوانينها, وخلال سيناريو هذا الفيلم أظهرنا أن الحياة الرهبانية بها صرامة وجدية وقوة, خرجنا عن صورة الراهب الذي قدمت بالعديد من الأعمال الدرامية الدينية السابقة, فلم نقدم الصورة الملائكية للراهب التي عرضت قديما, والتي كانت تجسد الراهب كأنه قديس منذ ولادته وكأنه لم يعرف الخطيئة أبدا, ولكن هذا السيناريو قدم ضعف وجهاد الرهبان وكيف كان لديهم الرجاء والأمل أن يكونوا بحال أفضل.
وكشف المؤلف عن معني اسم الفيلم التلميذ.. سمو الرهبنة قائلا: إن كنيستنا عندما تذكر اسم تادرس في المجمع المقدس فإنها لا تذكره وحده, إنما نقول الأنبا باخوميوس وتادرس تلميذه, ومن هنا اخترنا اسم الفيلم بـالتلميذ, أما باقي العنوان سمو الرهبنة ليوضح أن الرهبنة الأولي كانت سامية ولها فضائل كثيرة, ونحن نصلي أن تستمر بنفس الصورة السامية الآن وتبقي بهذا الحال إلي الأبد.
التلميذ.. البطل أيمن أمير
كشف الفنان أيمن أمير بطل فيلم التلميذ.. سمو الرهبنة كواليس العمل الفني, قائلا: في البداية كنت سعيد جدا لترشيحي للقيام بدور القديس الأنبا تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس, من قبل المخرج جوزيف نبيل, ولم أكن أعرف تفاصيل كثيرة عن حياة هذا القديس, فإنني كنت أسمع اسمه وقت صلاة المجمع وقت صلاة القداس الإلهي, لذلك قبل تصوير الفيلم قمت بالبحث والقراءة عن هذا القديس, واستعنت بكتابي الرهبنة الباخومية وبستان الآباء.
وشرفت بتجسيد شخصية الأنبا تادرس, لأن شخصيته تتمتع بزخم كبير, فهو بالحقيقة قديس عظيم يمتاز بصفات رهبانية كثيرة ولعل أهمها الطاعة لأبيه القديس الأنبا باخوميوس, وكان محافظا علي نظام الرهبنة الباخومية, وتقول سيرته إنه تعب جدا في أول رهبنته, وحتي أنه عادل لمنزله, لأنه تعب من نظام الصيام الرهباني, ولكنه أصر علي الرجوع للدير مرة أخري, وكان قائدا ومستشارا لكل الرهبان الذين يطلبون مشورته, وكانت له مكانة كبيرة وسطهم, ويجاهد جهاد كبار شيوخ الرهبنة حتي وصل لقامة كبيرة مكنته من إدارة أديرة كثيرة بعد نياحة الأنبا باخوميوس.
ثم تولي مار أورثوسيوس مسئولية الدير بعد الأنبا باخوميوس وكشف الله له خلال رؤية أنه يجب عليه أن يجعل القديس تادرس هو رئيس الدير, فكانت محبة كبيرة جدا وطاعة, وكان القديس تادرس محبا للكل وكان السيد المسيح يظهر له والملائكة لإرشاده في كل خطواته, فشيد أديرة كثيرة مستكملا مسيرة أبيه الأنبا باخوميوس.
عن النجوم المشاركين في العمل قال الفنان أيمن أمير: سعدت جدا بكل النجوم المشاركين في العمل مثل الفنانة هالة صدقي والفنان القدير عبدالعزيز مخيون والفنانة مادلين طبر والفنان محمد نجاتي والفنان محمد علي رزق.. وكان وقت الكواليس مليئا بالسعادة, وأتذكر أننا كنا ننتقل في أماكن كثيرة للتصوير, وسادت روح الحب بين طاقم العمل, حتي جعلتني أشعر أن الفنانة هالة صدقي هي والدتي بالفعل وليس مجرد دور بالفيلم, وحتي آخر يوم بالفيلم شعرنا بالحزن لانتهاء التصوير وبأننا لن نلتقي ثانية, ولكننا فرحنا لأننا سنلتقي في الافتتاح والعرض الخاص بالفيلم.
وبسؤال بطل الفيلم عن تأثير هذا الدور في حياته, قال: كل دور أقدمه أحب أن ألمس شيئا جديدا يعيش معي, وأكثر شيء لمسته في حياة قديسنا الأنبا تادرس, هو التواضع الشديد ونكران الذات, وكان يقدم الآخرين عوضا عنه لأي شيء به كرامة, فعندما يكون برفقة راهب ويسأل في معلومة ما أو كلمة منفعة, كان يترك الراهب يجاوب بدلا منه حتي يعطيه الكرامة, ومن ناحية أخري كان مطيعا حتي لما كان الأنبا باخوميوس يأمره بأي عمل كان يطيع مهما كانت هذا الطلب, فكان يسلك بمبدأ ابن الطاعة تحل عليه البركة.
تأثرت بشخصية الأنبا تادرس أيضا بفضيلة الصمت التي كان يمتاز بها, فأثناء تصوير الفيلم كنت أقضي معظم الوقت في حالة صمت, حتي بعد انتهاء تصوير المشاهد وأنا متواجد مع أصدقائي, كنت أقضي الوقت صامتا, وكان كل من حولي يسألون ما سبب هذا الصمت؟! ويتعجبون ولم يعرفوا أن هذا الصمت من تأثير شخصية الأنبا تادرس علي.
وعرفت عن هذا القديس أنه كانت لديه موهبة المعجزات, وبرغم أن الفيلم لم يتطرق لمعجزاته إلا أنني تأثرت بعظة عرضت في الفيلم موجهة للرهبان علي لسان الأنبا تادرس تقول: لو جعلت إنسانا يقرأ الإنجيل فقد أقمت ميتا, ولو جعلت إنسانا يذهب للكنيسة فقد أقمت مقعدا, ولو جعلت شخصا يبحث عن خلاص نفسه فأنت شفيت مريضا.. وهذه هي المعجزات الحقيقية.
وبسؤاله عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء التصوير نوه عن ظهور جائحة كورونا التي كانت معطلة للتصوير لفترات طويلة, ولهذا السبب استغرق تصوير الفيلم مدة ثلاث سنوات ونصف, لكن نشكر ربنا أن المخرج جوزيف نبيل أستطاع أن يتحدي هذه العواقب, وأخرج فيلما بهذه التقنية.
ومن ضمن الصعوبات التي واجهته علي المستوي الشخصي لتأدية دور الأنبا تادرس كانت تدرج مراحله العمرية التي وصلت لخمس مراحل, فكل مرحلة تطلب مني أداء بطبقة مستوي صوت مختلف ويتدرج المستوي حتي يصل إلي مرحلة الشيخوخة.
ومن أصعب الظروف كانت التصوير وقت الصيف في الصحراء, والذي تطلب منا ملابس وصلت لخمس طبقات لمحاكاة ملابس الرهبان في هذه القرون الأولي, وقد استعنا بالتكيفات الصحراوية حتي نستطيع التصوير في مثل هذه درجات الحرارة.
وسألناه عن شعوره وهو يؤدي دور البطل أمام معلمه الأنبا باخوميوس, فقال: شعوري وأنا أجسد شخصية الأنبا تادرس وهو بطل العمل وفي نفس الوقت التلميذ, كان سلاحا ذا حدين, فكان لدي اختلاف وتناقد في المشاعر بين تواضع وطاعة ونكران ذات وعلي صعيد آخر مشاعر تصاحب قائد ورئيس دير مكلف من معلمه الأنبا باخوميوس, حتي إن الأنبا باخوميوس قال في الفيلم: أنا وتادرس واحد.. كأنه أخذ تصريحا ضمنيا من الأنبا باخوميوس برئاسة الدير, فكان يوجد صراع بين تواضع التلميذ ورتبة رئاسية بمكانة عالية, وكان التحدي بالنسبة لي هو كيفية تقديم كل هذه المشاعر في نفس الوقت.
الفنان عاصم سامي ودور الأنبا باخوميوس
وفي حديث مع الفنان عاصم سامي عن دوره كأنبا باخوميوس في فيلم التلميذ, قال: أي شخصية يطلب مني القيام بتجسيدها أبدأ أولا التأمل في أبعاد تلك الشخصية, وأحاول أن أدرس تركيبتها النفسية وخلفيتها التاريخية وفي أي زمن وجدت, ثم أتعمق في صفات الشخصية, فمثلا هل طبيعة الشخصية هادئة أم شديدة, وفي حالة قديس هل كان محبا لله من طفولته أم اكتسب وتعلم هذا الحب ممن حوله, فهناك أمور وأحداث كثيرة ترسم الشخصية وتحددها بخلاف الشكل الخارجي, لأن الشكل غالبا ما يكون انعكاسا للنفس من الداخل.. فعندما ترسم شخصية وتحتويها في عقلك وكيانك فإنها تخرج وتظهر للجميع بكل مفرداتها وأحاسيسها وردود أفعالها ولغة الجسد الخاصة بها كما لو كانت قريبة جدا من الحقيقة.
وفي حالة شخصية الأنبا باخوميوس لا يخفي علي أحد مكانته وتاريخ وضعه لنظام وقوانين رهبنة الشركة المصرية والتي انتشرت في كل أنحاء العالم, هو الذي فكر وبدأ بعمل مجموعات رهبانية ومجموعة من الأديرة منتشرة بمختلف المناطق, وآمن بفكر الرهبنة بعمق في حياته, وعندما بدأ يعيش حياته مع الله ووجد هناك من يشاركونه هذا الإحساس قام بجمعهم داخل مجموعات وعمل الأديرة بالشكر الذي نحن نعرفه الآن.
ومن ناحية أخري نجد أن الأنبا باخوميوس كانت له شخصية قيادية ذات خلفية عسكرية, وخلفيته العسكرية ترجمت إلي الجدية في العلاقة مع الله, حيث الجهاد والصلاة وقوة الإرادة وإيمان عميق واقتناع بفكرة الرهبنة. وما يميز دور الأنبا باخوميوس عن الأدوار التي قمت بتجسيدها في أعمالي السابقة, كان تناقد خلفيته الوثنية التي ليست لها علاقة بعبادة الإله الواحد وكيف اختلفت حياته عندما راقب المسيحيين ودرس بعمق وفهم إيمانهم, ومن هنا آمن بكل عقله وقلبه بوجود الله, وتدرج في إيمانه لاتباع تداريب بأقصي خطوات الانضباط, فأصبح انضباطه منهجا لكل الشباب الذين ترهبنوا علي طريقته وبحسب تعاليمه, وقد أسس فكرة الرهبنة المنضبطة وجمعها بحياة الشركة.
وبسؤاله عن شعوره وهو يجسد دور قديس ومطلوب منه في نفس الوقت أن تبرز التلميذ, قال: شعر القديس باخوميوس قبل أن يري التلميذ الأنبا تادرس أن هناك كيانا قادما قادرا علي تكملة المسيرة من بعده وهذا كان وفق ترتيب إلهي, ما تم بالفعل فالأنبا باخوميوس رأي التلميذ بروحه, وشاهد فيه أنه امتداد لفكره وروحه ويحمل محبته ويفني نفسه في حب الله.. وفي نفس الوقت عقله كان قائدا وكان ملهما لتلميذه.
وبرغم تركيبة القديس الأنبا باخوميوس النفسية القوية, نجد التلميذ كان بخلفية إنسان محب الله وإيمانه قوي, فهو إنسان يريد الجهاد في سبيل أنه يقدم ذاته للمسيح, وهذا نوع من الجهاد ونوع من العسكرية من ناحية الانضباط في سبيل من تحب.
وعن المشاهد الصعبة قال عاصم: الفيلم كله بالنسبة لي كان مشهدا واحدا, ولا أستطيع أن أقول إن هذا المشهد كان صعبا, أو هذا المشهد أرهقني, ومن يشاهد الفيلم بعمق سيعرف أن كل كلمة تقال كانت بمثابة عنوان لموضوع كبير في الحياة, فكل جملة قالها القديس الأنبا باخوميوس كانت نتاج اختبار حقيقي مع الله, وكان ينقل هذه الاختبارات لتلاميذه.. ولكننا نقول علي القديس تادرس التلميذ لأنه كان مميزا بأمور روحية معينة أهلته أن يكون قائدا خلف معلمه.
أما عن حروب الشيطان التي ظهرت في الفيلم, فهي لا تعرف رهبانا أو غير رهبان.. والشيطان موجود في كل مكان حتي في الصحراء. وهناك مشهد في الفيلم جميل قامت بتجسيده الفنانة القديرة مادلين طبر حيث جسدت فيه دور الشيطان وهو يحارب الرهبان حتي في الصحراء.. ولكن الشيطان يزعجه جدا فكر التقرب إلي الله والتي يقدمها الرهبان في الأديرة و المؤمنون وسط العالم.
وعن أهمية وتأثيره الأفلام الدينية علي حياة البشر, قال: أذكر أني سمعت قصصا حقيقية لأناس تغيرت حياتهم وأخذوا عظة من أفلام وسير القديسين وكانت بمثابة الدافع فهم لتغيير حياتهم وتشجيعهم علي المعرفة في الإيمان بشكل كبير.. وأريد أن أؤكد علي شيء مهم جدا ألا وهو أن الرهبنة هي حياة والحياة في العالم حياة أيضا, ولكن الاثنين يحتاجان للانضباط.. ولا يصح أن تعرف بين ضفتي حياة ولا يليق بنا أن نتبع مقولة ساعة لربك وساعة لقلبك, هذه ليست إرادة الله لأنه قال: با ابني أعطني قلبك, فكر واحد ونهج واحد ومسيرة واحدة لله والله مع الإنسان وفي كل مكان, فمنهج الإيمان والقيم لا تنفصل أو تختلف من مكان لآخر.
وأنهي الفنان القدير عاصم سامي كلامه موجها شكره للفنان التلميذ أيمن أمير..
كثير من الناس لا تعرف أن أيمن وزوجته المرنمة أماني روماني يقومان بالخدمة معا ويجوبان دائما في محافظات عديدة ليخدما الكلمة.. أقدم التحية للفنان أيمن أمير ولزوجته وأقول لهما استمرا كما أنتما وعلي خدمتكما, فوجودكما وسط الناس وخدمتكما بصدق دون انتظار عائد أو ردود أفعال, فهذا شيء عظيم, ربنا معكما ويحافظ عليكما ويعطيكما نعمة في حياتكما.
جوزيف نبيل.. حول سيناريو فني إلي فيلم مرئي مؤثر
وقال جوزيف نبيل مخرج الفيلم في تصريحات لوطني: التلميذ يدور حول قصة الأنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية, بقوانين صارمة بداية من تجميع الرهبان في مكان واحد وذلك في القرن الرابع الميلادي, ومنها إلي تلميذه الأنبا تادرس الذي هو محور الأحداث الدرامية في الفيلم, ويمثل امتدادا لتعليم معلمه الأنبا باخوميوس.
بسؤاله عن التعديلات التي تمت علي سيناريو الفيلم, أوضح المخرج جوزيف نبيل أن السيناريو خضع إلي جلسات نقاشية كثيرة ومراجعات وتعديلات ما بين آباء الكنيسة واللجنة المختصة والكاتب ماهر فريد والإخراج مدة حوالي أربعة شهور حتي وصل إلي الشكل النهائي. وخلال هذه الفترة تم إضافة أدوار لفنانين إضافيين وإضافة بعض المشاهد من أهمها الفنانة هالة صدقي وهي في مشهد الأم التي تتذكر ابنها تادرس بعد أن تركها واختار طريق الرهبنة.
ماذا أضاف هذا الفيلم للمخرج جوزيف نبيل؟
اللوكيشن الخاص بالفيلم داخل أديرة من القرن الرابع كان تحديا كبيرا وكان مختلفا عن أعمالي السابقة, إضافة إلي التعامل مع بعض الفنانين لأول مرة.. كذلك فكرة وجود البطلين عاصم سامي في دور الأنبا باخوميوس مع أيمن أمير دور الأنبا تادرس تلميذه في تناغم وتعاون كان مختلفا عن رصيد الأعمال السابقة, وأيضا فكرة التسليم والتسلم بينهما مع إبراز قصة أنبا تادرس بدون إغفال تاريخ وعظمة تعليم الأنبا باخوميوس.
ما تحديات وجود ممثلين شباب في أدوار عديدة؟
كل دور في الفيلم كان بيفرض علينا بعض الأسماء لأدائه منهم شباب برعوا في أداء أدوارهم سواء مسيحيين أو مسلمين, فكلهم درسوا أدوارهم ببراعة. وكذلك لا نغفل أدوارا محورية مثل دور والد تادرس الذي جسده الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون ولم يتردد لحظة في أداء الدور, والفنانة القديرة مادلين طبر التي مثلت مشهد الشيطان ببراعة.
وماذا عن اختيار أيمن أمير لتجسيد دور تادرس؟
خبرتي مع أيمن لها تاريخ في فيلم أبونا فلتاؤس, وهو فنان مجتهد جدا وبارع في أدائه ومن هنا فكرنا إسناد له هذا الدور لنخرج بنتيجة ناجحة.