بعد الجدل الذي أثاره في الأوساط الفنية والثقافية، إثر تنظيمه احتفالية كبرى بمناسبة مرور 50 سنة على بدء عمله بالتمثيل، رد الفنان محمد صبحي على سيل من الانتقادات لهذا الحدث، لا سيما بشأن الجائزة التي أهداها للفنانين والتي جاءت في صورة تمثال له.
وشهدت الاحتفالية تكريم الفنانين الذين شاركوا صبحي في أعماله، وتسليم كل منهم جائزة عبارة عن نسخ من الأعمال الكاملة لصبحي وتمثال لرأس صبحي نفسه، مما أثار جدلا كبير بين مؤيد للفكرة، ومن انتقدها بدعوى أنه لا يجوز لشخص أن يهدي غيره تمثالا لنفسه، متهمين صبحي بـ»النرجسية».
وتحدث الفنان صبحي لموقع «سكاي نيوز عربية» عن كل ما يخص الاحتفالية ورد على منتقديه قائلا: «الكثيرون فهموا بالخطأ أنني أحتفل بمرور 50 سنة على بدء مسيرتي الفنية وأتحدث عن نفسي، ولكنني وضحت قبل الاحتفالية وخلال الاحتفالية على المسرح وبعدها أني لا أحتفل بمسيرتي، وممكن غيري هو من يحتفل بمسيرتي أو يقوم بتكريمي عنها». وأضاف: «ولكنني قصدت أن أقوم بتكريم أكثر من 106 فنانين وشخصية، من أصغر عامل لأكبر نجم ساهم في مسيرتي وشارك فيها، وكان فعلا مؤثرا في نجاحها وفي إبداعها».
وتابع: «في الحقيقة هناك أشخاص من الذين وجهت لهم الدعوة اعتذروا.. وهناك أشخاص لم يعتذروا ولم يحضروا.. وهذا أمر لا يهمني، ما يهمني هو من حضر وشارك معنا».
وأبرز صبحي: «خصصت الاحتفالية للحديث عن كل ممثل ومخرج أو مؤلف اشتغل معي في التليفزيون أو المسرح أو السينما، وأفتخر بأنه كان له تأثير كبير في نجاحي».
وأردف قائلا: «لا يتوجب على الفنان أن يوهم نفسه بأنه صنع مسيرته بنفسه، لكنه في الحقيقة نتاج جهد عدد من الأشخاص».
وعن التمثال الذي أثار الجدل، قال الفنان المصري: «بالنسبة للجائزة، فهي عبارة عن تمثال صنعه لي الفنان والنحات العظيم جمال السجيني، وهو الذي أنجز تمثال طه حسين وعباس العقاد وأم كلثوم وتوفيق الحكيم.. ففي سنة 1976 فوجئت به يتصل بي ويقترح علي إنجاز تمثال لي، فأجبته أنني ما زلت في بداية مسيرتي، لكنه قال لي إنه مسحور بشكلي ووجهي ويريد صناعة تمثال لي».
وأوضح: «لذلك، حين قررت تكريم زملائي الذين شاركوا في مسيرتي، قلت إنه يجب أن يحصلوا على جائزة تكون عبارة عن نسخة من تمثالي ليراها أولادهم وأحفادهم».
وأكد: «كانت هذه لفتة أدهشت وأعجب بها كل الفنانين الذين حضروا، أكثر من مائة فنان في صالة الاحتفال، أعجبوا بهذه الجائزة، لأنها ليست اللوح البلاستيك الذي يكتب عليه أي كلام.. أنا قصدت أن أعمل شيئا قيما، وهذا حقي.. كنت حريصا على أن تكون للجائزة قيمة جمالية ومعنى أيضا.. وهذا حدث أول مرة يحدث في العالم بأسره».
وعن موقفه من ردود الفعل على الاحتفالية، قال:»أنا سعيد بكل آراء الجمهور العظيم الذي انبهر بهذه الفكرة، ولم يناقش التفاصيل.. قريبا ستتم إذاعة الاحتفالية على إحدى القنوات المصرية في ليلة رأس السنة.. وآنذاك يمكن إصدار الأحكام».
وأوضح: «الخلاصة أنني نظمت هذه الاحتفالية لأقول إن لا أحد له فضل على الآخر أبدا.. الفن عمل جماعي، وأنا فخور جدا بكل زملائي».
وبشأن الانتقادات التي وجهت له بخصوص تجاهل فنانين آخرين شاركوه في أعماله، قال صبحي:» بالمناسبة عدد من شاركوا في مسيرتي فعليا أكثر من 264 فنان، ولكن لم يكن ممكنا تكريم كل هؤلاء في ليلة واحدة، نحن بذلنا مجهودا كبيرا جدا لتكريم 106 تم انتقائهم بعناية ودون أي مجاملة أو محاباة مثل ما يحدث في مهرجانات أخرى.. وهذه سعادة كبيرة ويكفيني ذلك».