اكتشف علماء نوعا جديدا من خلايا الدماغ يساعدنا على تذكر المكان الذي تركنا فيه متعلقاتنا الشخصية.
ومن المعروف بالفعل أن الخلايا الدماغية الشبيهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تخزن «خرائط» للأماكن التي كنا فيها، مثل المطبخ أو داخل المكتب.
ومع ذلك، فإن خلايا Vector Trace المكتشفة حديثا، تمكننا من تحديد الأشياء – مثل مفاتيح السيارة أو الهاتف المحمول – ضمن هذه «الخرائط الذهنية».
وزعم الباحث البريطاني الذي يقف وراء الدراسة أن الأبحاث المستقبلية حول خلايا ناقلات التتبع، يمكن أن تساعد في تفسير سبب إصابة الأشخاص الذين يعانون من الخرف بفقدان الذاكرة.
وتعد خلايا تتبع النواقل نوعا جديدا من الخلايا العصبية (تُعرف أيضا باسم الخلية العصبية).
وتحمل الخلايا العصبية نبضات كهربائية من مكان إلى آخر، وتنقل المعلومات من خلال الإشارات الكهربائية والكيميائية.
وتقوم خلايا Vector Trace بترميز مسافات واتجاهات مدمجة للأشياء، بالإضافة إلى الذاكرة لوجود الكائنات التي تمت رؤيتها مؤخرا، ولكنها غائبة الآن.
وقالت الدكتورة كولين ليفر، المعدة المشاركة في الدراسة، من جامعة دورهام: «يبدو أن خلايا Vector Trace تتصل بشبكات الدماغ الإبداعية التي تساعدنا على تخطيط أفعالنا وتخيل سيناريوهات معقدة في أعيننا. ومن المحتمل أن تسمح لنا خلايا تتبع النواقل التي تعمل معا بإعادة إنشاء العلاقات المكانية بيننا وبين الأشياء، وبين الكائنات في المشهد، حتى عندما لا تكون هذه الأشياء مرئية لنا بشكل مباشر، وخلايا تتبع النواقل هي مرشح محتمل لكيفية تحقيق دماغنا لذلك».
واكتُشفت خلايا الذاكرة لأول مرة في السبعينيات من قبل البروفيسور جون أوكيف، وفي عام 2000 من قبل الأستاذين إدوارد وماي بريت موسر.
وسلط هذا الاكتشاف، الذي حصلوا من أجله على جائزة نوبل في الطب لعام 2014، الضوء على أحد الألغاز العظيمة لعلم الأعصاب – كيف نعرف أين نحن في الفضاء؟.
واكتشفوا أن الدماغ يحتوي على «خلايا مكان» مخصصة لتخزين الذكريات، وتشكل معا نوعا من الخرائط.
وقال البروفيسور أوكيف عن هذه الدراسة الجديدة: «أنا معجب جدا بها. لم يكتفوا باكتشاف نوع جديد من خلايا الدماغ، خلية Vector Trace، ولكن تحليلهم لخصائصها شامل ومقنع. ويلقي هذا الاكتشاف ضوءا كبيرا على هذه البنية المهمة ولكن الغامضة للدماغ، ما يدعم فكرة أنه بالفعل نظام الذاكرة الذي طالما اعتقدنا أنه كذلك».
ويمكن أن يساعد الاكتشاف الجديد في تفسير سبب معاناة الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الخرف ومرض الزهايمر من فقدان الذاكرة.
وقال المعد المشارك في الدراسة الدكتور ستيفن بولتر، في جامعة دورهام أيضا: «يجب أن تساعد خلايا تتبع النواقل في تقدم علم مرض الزهايمر».
وتوجد خلايا تتبع النواقل في منطقة من الدماغ، من بين أولى المناطق التي تتعرض للهجوم من قبل اضطرابات الدماغ مثل مرض الزهايمر.
وقد يفسر هذا سبب كون أحد الأعراض الشائعة وعلامة الإنذار المبكر الرئيسية في مرض الزهايمر هو فقدان الأشياء أو وضعها في غير مكانها، وفقا للدكتور بولتر.
ويقول الباحثون إنه يمكن تطوير تشخيص مبكر وعلاجات أفضل نتيجة لذلك.
وقال البروفيسور لورد روبرت وينستون: «هذا العمل الرائع على خلايا Vector Trace يكشف عن مستويات أخرى من ذاكرتنا، غالبا ما تُفقد بسبب تلف الدماغ والشيخوخة».
ويعطي هذا الاكتشاف نظرة ثاقبة محتملة لأنواع معينة من الخرف والتي أصبحت الآن ذات أهمية كبيرة.