برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، تواصل مختلف كنائس الإيبارشية صلوات وتماجيد وعظات صوم السيدة العذراء مريم. وفي كنيسة سان مارك مونتريال “مار مرقس مونتريال”، هذه الكنيسة الأم التي تحظي بمكانة كبيرة في قلب وتاريخ الأقباط في الكيبيك وأمريكا الشمالية، صلي في نهضة أمس أبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر “القلب النابض، كاهن الكنيسة”، وأبونا الحبيب والغالي أبونا موسي كادجو “كاهن الكنيسة”، وأبونا الحبيب والغالي الراهب القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا الواقعة بين أوتاوا ومونتريال.
وبعد صلاة عشية وتماجيد ومدائح السيدة العذراء مريم أم النور، قدم كورال اجتماع أسرة مار مرقس عددا من الترانيم والتماجيد للسيدة العذراء مريم. وبعد الأداء البديع والرائع للكورال كانت العظة.
= قبول النعمة: النعمة في العهد القديم هي الناموس.. والنعمة في العهد الجديد: المسيح يسوع
ألقي أبونا الحبيب والغالي الراهب القمص موسي البراموسي، العظة، حول “قبول النعمة”، قائلا: يعتبر صوم السيدة العذراء مريم من الأصوام المحببة للجميع. خاص وأن الملاك دعاها “السلام لك يا ممتلئة نعمة”، والنعمة تعتبر من أقوى الكلمات. وللكلمة الأصل في اللغة العبرية “نوعمة”، وهي أقوي في المعني من الترجمة اليونانية. وتشمل معاني كثيرة منها الرحمة، الرأفة، الطيبة، البركة. لكن الكلمة العبرية في العهد القديم أشمل وأقوي، ففي يوحنا 1 يقول “وأعطي نعمة فوق نعمة”. النعمة في العهد القديم هي الناموس. بينما النعمة في العهد الجديد هي المسيح يسوع. والنعمة يقصد بها أن هناك شخص أعطي لشخص آخر أو آخرين شئ لا يستحقه أو لا يستحقونه، إذ أن ليس له استحقاق أن يأخذه. ومن بين هذه الأمثلة، الله يعطينا نعمة الحياة، دون أن يبذل المرء أي مجهود. ويعتبر من الأمثلة المعبرة كذلك، أن يقوم أب بشراء سيارة لأبنه أو بنته، بعد أن يعمله القيادة، ويحدد لهم قواعد القيادة الآمنة، حتي لا يقعوا في الحوادث. نفس الأمر بالنسبة في العهد القديم، الله أعطانا الناموس، مجموعة الوصايا والقوانين حتى لا نقع في الخطية. وفي العهد الجديد، النعمة هي يسوع المسيح، الذي بذل نفسه من أجلينا ليفدينا ويخلصنا، ولهذا كانت نعمة أن أعطانا الله الخلاص والفداء.
= نعمة التجسد.. نعمة التبني.. نعمة المعمودية
أضاف أبونا الحبيب والغالي الراهب القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا أن العهد الجديد يكلمنا عن السيد المسيح له المجد الذي أخذ صورتنا وطبيعتنا الغارقة بالخطية، بعد أن صلب ومات علي خشبة الصليب، ثم قام من الأموات، ليغلب شوكة الموت، ويخلصنا من طبيعتنا الخاطئة، ويعيدنا إلى طبيعتنا الأولي بالفداء والخلاص. وهنا كانت نعمة التجسد، حيث أعطانا نعمة فوق نعمة، لأن الناموس لأن الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.
نعمة التبني هنا تعني أنه لولا تجسد السيد المسيح لمتنا في الخطية. وقصة يوسف تعبر عن السيد المسيح، حيث عاش يوسف عبدا في مصر، ثم خلف ابنيه أفرايم ومنسي، وهما يورثاه في مصر لأن أمهما كانت مصرية، وحسب اليهود لا يورثونه لأنهما ليسا يهودا حسب بالنسبة لليهود. لكن يعقوب قال ليوسف، أفرايم ومنسي، هم أولادي، حيث أنعم عليهما بالتبني، وكان أول تبني، وأصبح لهما الحق أن يورثا في يعقوب من ناحية، كما أنهما صارا أخوة ليوسف على الرغم من أنه أبيهما. نفس الأمر بالنسبة للسيد المسيح له المجد، حيث جعلنا ورثة للآب وأخوة للسيد المسيح، بعد نعمة التبني. ومعني التبني في العهد القديم جميل، لكنه أصبح أوسع وأشمل وأجمل في العهد الجديد، حيث تبني السيد المسيح لنا، جعلنا من ناحية أخوة ليسوع، ومن ناحية ثانية جعلنا ورثة فيما لأبيه. ويكون هذا الورث عن طريق “نعمة المعمودية”، حيث كنا قد متنا في الخطية، لكن نعمة المعمودية أعطتنا نور الروح القدس والحياة والشركة مع الله وطبيعتنا الأولي. وأكد الراهب القمص موسي البراموسي علي أهمية أن نحافظ علي نور الروح القدس داخلنا وألا نطفئه، وعلي كل منا أن ينشط دائما الروح القدس داخله، علي أن يكون ذلك عن طريق الاتضاع.
= محبة العالم عداوة لله .. أنتم أبناء الله ذقتم نعمة التبني ولا تطفئوا نور الروح القدس داخلكم
قال أبونا الراهب القمص موسي البراموسي: ويعتبر نذور الفقر والطاعة والعفة من أهم نذور الرهبنة، وكانت السيدة العذراء مريم فقيرة، لكنها غنية بفضل طهارتها، واتضاعها، وكانت ممتلئة نعمة فوق نعمة، ولذا كانت فوق الشاروبيم والكاروبيم، وكلما ارتفع الإنسان في النعمة، كلما ارتفع فوي الشاروبيم والكاروبيم. كما أن محبة المال هي أصل كل الشرور، فلا تهتموا بالأموال الأرضية، واهتموا أن يكون لكم كنوزا في السماء. كما أن محبة العالم هي عداوة لله، حبوا العالم، لكن لا تجعلوا أنفسكم جزء من هذا العالم، لأن المسيح هو الحياة.
وعلي كل منا أن يحسب عمره، وكم من الوقت يقضيه في عشرة مع الله، هناك نماذج حالات في اليوم الممتد علي مدار 24 ساعة، تقضي 8 ساعات في العمل لكسب المال، و8 ساعات للنوم، وتقريبا أكثر من 4 ساعات للمذاكرة أو علي الموبايل علي وسائل التواصل الاجتماعي، وبقية الوقت موزع ما بين الأكل والشرب والتسوق، ويصبح السؤال الذي يجب أن يسأله كل منا لنفسه، كم من الوقت يقضيه في عشرة وصلة مع الله؟ هل هو عدد ساعات القداس مرة واحدة أسبوعيا؟ وهل هذا يكفي للعشرة والحياة مع الله. كما قال السيد المسيح للسامرية يسجدون بالحق والروح، وبالتالي لا توجد محبة فيما يتعلق بالماديات، لأن هذه الماديات كلها عدواه، ومن يغرقون فيها لا يسمعون صوت الله. لا تنسي أنه عندما يتحدث الزوج عن زوجته، أو الزوجة عن زوجها، أو الأباء والأمهات عن أبنائهم وبناتهم أو العكس، فأنهم يتحدثون بمحبة وفرح ونعمة وقت طويل لأن هنا عشرة وصلة وخبرة إيجابية مع الآخرين. لهذا يا أحبائي لا تطفئوا نور الروح القدس داخل وحياة العشرة والصلة مع الله، لتكون خبراتكم إيجابية وتتحدثوا وتتكلموا أوقات طويلة مع الله وعنه، لأنكم أبناء الله ذقتم نعمة التبني ولا تطفئوا نور الروح القدس داخلكم.