الرئيسيةأخبار الكنيسةالعناية الإلهية تحيط بمريم فتحبل وتلد وهي عذراء وبتول

العناية الإلهية تحيط بمريم فتحبل وتلد وهي عذراء وبتول



يحتفل الشعب القبطي في كل مكان بصوم والدة الإله العذراء مريم بفرح وابتهاج، وتزامنًا مع هذا الحدث العظيم سوف نقدم لكم مجموعة من المقالات التي توضح لنا أن العناية الإلهية إحاطة بالعذراء مريم منذ بداية حياتها على الأرض حتى نهايتها.
وفي مقال سابق، تحدثنا عن دور العناية الإلهية في اختار يوسف النجار خطيب للعذراء وعون لها.
واليوم تحدث موقع “جريدة وطني” مع القس ابسخريون سعد كاهن كنيسة العذراء والملاك موريس بالعمرانية؛ ليشرح كيف كانت العناية الإلهية تحيط بالعذراء بعد البشارة بحملها من الروح القدس والحفاظ على طهارتها وبتوليتها.
قال القس ابسخريون سعد: نحن نستمتع بصوم العذراء مريم الذي يمر بسرعة لأنه من أروع الأصوام التي تشهدها الكنيسة.. وحين نفكر في فكرة الحمل من الروح القدس فهي فكرة صعبة، ولم يستوعبها العقل البشرى ولكن العناية الإلهية لن تترك مريم بمفردها، بل كانت تحيط بها منذ بداية البشارة.
كانت مريم امرأة وعذراء، حيث إنها ترمز إلى الكنيسة التي بلا عيب وهي عروسة، فهي كعذراء حبلت بالروح القدس، وكعذراء تلدنا بلا ألم.. لقد قال لها الملاك: “سلامٌ لك أيتها الممتلئة نعمة. الربُّ معكِ. مُباركةٌ أنتِ في النساء. فلما رأته (مريم) اضطربت” (لو 1: 29،28).. اعرفوا العذراء من سلوكها، اعرفوا العذراء من اتضاعها، اعرفوا العذراء من كلامها.
لقد خافت مريم حتى من تحية الملاك، وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية؟ فكرت بتواضع، لأنها كانت مضطربة، لأنها كانت مندهشة من هذه الصيغة الجديدة للبركة، التي لم يسمع عنها قط، ولم يتلقاها أحد قط حتى ذلك الزمان.. لقد حفظ هذا السلام لمريم وحدها، فهي وحدها التي دعيت بحق ممتلئة نعمة، إذ قد نالت وحدها هذه النعمة التي لم ينالها أحد غيرها قط، أن يملأها صانع النعمة.
وكان موقف مريم من البشارة بانها لم تصدّق، إذ قالت: “كيف يكون لي هذا…؟”، أن زكريا حكم عليه بالصمت لأنه لم يصدق، لكن مريم ما كانت لترفض التصديق ولا أن تقع في الاستخفاف بالأمر، فرفض تصديق الملاك يعتبر شكا في الأمور الإلهية.. إلا أنه لم يكن من السهل إدراك «السر المكتوم منذ الدهور في الله» (أف 3: 9؛ كو 1: 26) الذي لم يعرف به حتى القوات السماوية، ومع ذلك فهي لم ترفض الإيمان به ولا التنصل من دورها فيه، بل أخضعت إرادتها ووعدت بخدمته، لأنها بقولها: «كيف يكون لي هذا؟» لم تشك في فاعليته، بل طلبت توضيح كيفية هذه الفاعلية.. فقال لها الملاك “الروح القدس يحل عليك” ..قالت العذراء : «هوذا أنا أَمة الرب، ليكن لي كقولك». انظروا التواضع، إنها تقول: “أَمة الرب” وهي المختارة لتكون أمه، وهذا الوعد غير المتوقع لم يجعلها ترتفع.. وفي نفس الوقت وهي تقول “أمة”، لم تطلب أي امتياز تبعاً لمثل هذه النعمة.. إنها ستكمل ما تؤمر به، لأن في مقابل ولادة الوديع المتضع لاق أن تكون أمه مثالاً في الاتضاع. هذا القول يعبر عن طاعتها وفيه ترون اشتياقها: «هوذا أنا أَمَة الرب»، تعني الاستعداد لخدمته؛ و«ليكن لي كقولك»، تعبر عن الاشتياق لهذا الحدث.

وذكر إنجيل متى العلاقة بين مريم العذراء والروح القدس،”وأمّا مولد يسوع المسيح فكان هكذا: لمّا خُطبت مريم أمّه ليوسف، وُجِدت من قبل أن يسكنا معاً، حبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقاً، ولم يُرد أن يشهرها، عزم على تخليتها سرّاً. وفيما هو يفكّر في ذلك، تراءى له ملاك الربّ في الحلم وقال: “يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإنّ الذي حبل به فيها إنّما هو من الروح القدس”(متّى 1: 18- 25).
ولهذا نقول في قانون الايمان: وتَجسَّد من الروح القدس وولد من مريم العذراء ! كلمة (تجسد) تعني أنه أخذ جسدا؟ من أي مصدر؟ من الروح القدس ثم ولد من مريم العذراء: العذراء وحدها ما كان ممكناً لها أن تلد طفلا “وهي لا تعرف رجلاً” (لوقا 1: 34). لذلك قال لها الملاك “الروح القدس يَحلُّ عليك”. إنها حالة استثنائية. فقد حل الروح عليها لسببين:
أولاً: لكي يكون في بطنها جسد المسيح بدون زرع بشر .
وثانيا: لكي يقدسها. بحيث أن المولود منها لا يرث الخطية الأصلية. وهكذا كانت محبول بها بلا دنس.
إذًا هو بلا خطية… بل يموت عن خطايا الغير، عبارة (تجسد) لا تعني فقط أنه أخذ جسدا بشريا، بل طبيعة بشرية كاملة، من جسد وروح.. لذلك لم يكتف قانون الإيمان بكلمة تجسد، إنما أضاف عليها (وتأنس) أي صار إنساناً.
لذلك يا أحبائي يجب أن ندرك مما سبق أن العناية الإلهية كانت مع مريم العذراء أثناء البشارة وحتى وقت حملها وحين وضعت الطفل بدون ألم وتعب وظلت عذراء وبتول فجميع ما حدث لن يحدث دون العناية الإلهية.

Most Popular

Recent Comments