قام نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب بإلقاء كلمة خلال مشاركة نيافته في الحفل الختامي لمؤتمر مئوية ميلاد البابا شنودة الثالث الذي أقي بمركز المنارة بالتجمع الخامس برعاية وحضور نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي.
وذكر نيافته بعض الذكريات التي جمعت بينة وبين قداسة البابا شنودة خاصة خلال الزيارات المهجر وبدأ الكلمة قائلاً:
بإسم الإله الواحد الذي نعبده جميعاً إن سيرة قداسه البابا شنودة الثالث هي سيرة عطرة جداً، وإنني خدمت معه عند قدميه كإبناً له، وقد رافقته على مدى سنوات طويلة في زياراته الكثيرة حيث كان يحرص أن يزور كل الأقباط والمسلمين أي “كل المصريين اينما حلوا”
وأضاف: طبعا لم أنسى أبداً المظاهرات الشعبيه الجباره التي كانت تستقبل البابا شنودة حينما كان يسافر إلى الخارج، فقد كان محبوب من الكل مسلمين ومسيحيين في مصر والخارج.
وقال: نحن اخذنا بركه مصاحبته في هذه اللقاءات والسفريات؛ حيث كانت تستقبله مواكب مهيبه، واتذكر إنه كان في زيارته الأولى إلى أمريكا؛ تحدثت مع السفير المصري “عبد الفتاح الصفطي” عبر إتصال تلفوني وقلت له: تعلم أن قداسة البابا شنودة سوف يزور أمريكا؟ .. فقال لي: بالطبع، وسوف أكون في شرف إستقباله أمام باب الطائرة. وصمتت قليلاً .. فقلت له هل تعلم من هو البابا شنودة؟ فقال لي: نعم إنه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.. فقلت له: إن هذا هو التايتل الرسمي، انما التايتل الشعبي ستراه حينما يحل قداسة البابا شنودة في أرض أمريكا.
وبالفعل حينما وصلنا في المطار تم إفراغ المطار تماماً من جميع الزوار والمسافرين ليتسع للبابا وموكبه، وبمجرد نزول قداسته من الطائره إنطلق التصفيق الجبار من أعداد مهوله من المسلمين والمسيحيين، وحياهم قداسته ثم دخل السيارة وتحركتالسيارة في موكب حافل جداً وسط أصوات الابواق والطبول والتصفيق وخرج أمامه أبناءه من المسلمين والمسيحيين. وكان موكب مذهل من الروعة.
وأوضح نيافته أن كلمة “شينوتي” تعني في اليونانية “ابن الله” فنحن أمام البابا شنودة وابن مصر الغالية.
وأضاف: إن قداسة البابا كان يشجع كل النفوس حتى اصغر طفل، وكثيراً ما رأيناه يحمل الأطفال، ففي أحد المرات كان البابا يجلس على كرسيه في إحتفال كبير. وجئت له بطفلين لياخذوا بركة قداسته، ولن أنسى ذلك المشهد وفتح ذراعيه قبل أن يأتوا إليه حتى إقتربوا إليه وضمهم في حضنه، وبدأ يتحدث معهم بكلام يليق بالطفولة، واصر قداسته أن يذهب بنفسه للمقر ويأتي بلعبتين للطفلين. فكان يهتم بالنفس الواحده وبكل أسرة وبكل المسلمين والمسيحيين معاً؛ لأنه كان يشعر أنه بابا الجميع وأب للجميع.
واكمل : البابا شنودة له تاريخ حافل ومتميز في سماء مصر كلها وفي سماء الكنيسة القبطية، حقيقي انا فرحان لأنني خدمت عند قدمي البابا شنودة، وفي حضنه، وكان قداسته يحبنا من كل قلبه؛ فالبابا شنودة هو علامة فارقة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي تاريخ مصر وفي تاريخ العروبة، كان بابا عربي، كان يتقن العربي ويتحدث بها بطلاقه ودقة وكان يعتز بالقومية العربية والإنتماء العربي والمصري؛ لذلك كان لقداسته أصدقاء من شيوخ المسلمين بلا عدد، وكذلك أولاده الأقباط.
وفي ختام الكلمة قدم نيافته الشكر لنيافة الأنبا إرميا لتنظيم هذا الحفل كما قدم الشكر لميع السادة الحضور من الشخصيات العامة والشعب.