_الكنيسة تقدمت بعدة طلبات لبناء حولها بأرض تملكها و تجاهل غير مبرر من المسؤولين
_ الأقباط ل”الرئيس”: هل هذا يليق بكنيسة أثرية؟ وبموقع مقدس؟
رغم كل ما يبذله الرئيس عبد الفتاح السيسي من جهود لترسيخ المواطنة، لحل كافة الأزمات المتعلقة ببناء الكنائس، وإصدار قانون بناء الكنائس، إلا أنه حتى الآن لا تزال العديد من الجهات الرسمية والأمنية تضرب بهذا القانون بعرض الحائط، وتسير عكس الاتجاه لتعليمات سيادة الرئيس، وهو ما يكشف عن العديد من المشكلات المتعلقة بالكنائس بالمحافظات وأكثرهم بصعيد مصر ، ولا تزال فكرة بناء سور أمر صعب ولدينا الكثير من النماذج لمثل هذه الحالات.
ونعرض لكم أزمة كنيسة مارمينا “طحا الأعمدة ” بمركز سمالوط بالمنيا ، وهي من الكنائس الأثرية ولها تاريخ طويل، وهي الكنيسة المتبقية من أصل 360 كنيسة وهدمت في خلافة مروان من خلفاء بني أمية عدا كنيسة مارمينا ، حيث تحول محيط هذا الكنيسة الأثرية لمقلب قمامة من قبل أهالي القرية، ونعرض بالصور ، كيف يحيط بالكنيسة كارثة بيئة ، لم يقدر المسؤولين حجمها عندما تم رفض طلب الكنيسة لبناء سور حول هذه الأرض المحيطة بالكنيسة، والتي تملكها مطرانية سمالوط ، لحماية الكنيسة الأثرية .
ويقول القس بافلوس القس أمونيوس كاهن الكنيسة: إنه تم تقديم كافة الأوراق إلى الجهات المعنية والأمنية الدالة على ملكية هذه الأرض لقداسة البابا شنودة بصفته، ومنها ١- حكم محكمة ابتدائية ، و٢- حكم محكمة النقض ، و٣- شهادة بيانات ومطابقة من السجل العيني ، و٤- شهادة من العقارية ، و٥- صحيفة عقارية وكل الأوراق تضمن ملكية الكنيسة لهذه الأرض.
ورغم تقديم كافة الأوراق إلا أنه حتى الآن لم يسمح ببناء هذا السور ، علما أن الطلب يتم تقديمه كل عام ، ووجود هذه القمامة هو تهديد للكنيسة ليس فقط نتيجة الأمراض والحشرات التى تحيط بالكنيسة ولكن تهدد الكنيسة أمنيا في حالة نشوب أي حريق أو القاء اى شخص لأي شىء يهدد سلامة المصلين والمبنى ، وهو ما يثير تساؤلات حول الضرر من بناء السور لحماية الكنيسة ، ولماذا التعنت من قبل المسؤولين ، رغم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية المطلوبة ، وهل هذا التعنت يعني أن قانون بناء الكنائس مجرد حبر على ورق ، لم يرتقى لأرض الواقع فى حل بعض الأزمات.
وناشد أقباط الكنيسة الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل ومشاهدة هذه الجريمة التي لا تليق بآثار مصر وتاريخها ، ولا تليق بدور العبادة في وجود هذه القمامة المحيطة بالكنيسة ، ولا تليق بقدسية الموقع وتاريخه وهو جزء من آثار وتاريخ طحا الأعمدة ومدينة سمالوط.
يذكر علي باشا في تاريخه طحا العمودين ويقال لها طحا الأعمدة، وكانت تحتوى على ثلاثمائة وستين كنيسة وهدمت في خلافة مروان من خلفاء بني أمية عدا كنيسة مارمينا، فقد عاقدوه أهلها على دفع ثلاثة آلاف دينار نظير بقائها، ثم دفعوا له منها ألفين وعجزوا عن الباقي فجعل ثلثها مسجداً مشرف على السوق.
و الكنيسة تبعد عشرة كيلو مترات جنوب مدينة سمالوط، والتي يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن السابع وتنخفض عن سطح الأرض بمسافة ثلاثة أمتار، وتقوم الكنيسة على أربعة أعمدة أسطوانية بنظام الخوارس الثلاثة ” التائبين، الموعوظين، المؤمنين ” ، ويوجد بها ثلاثة مذابح.
كما يوجد بها مغطس في الجهة الغربية البحرية، وكان يستخدم في ١١ طوبة ” عيد الغطاس” وهو أكبر مغطس أثري في كنيستنا القبطية، كما يوجد الأمبل وبئر ماء. والكنيسة مغطاة بتسعة قباب محمولة على عروق خشبية وحنيات ركنية.