الرئيسيةكندا اليوم شاب مسلم يأسف لسوء الفهم بشأن غرف الصلاة في مدارس كيبيك

[تقرير] شاب مسلم يأسف لسوء الفهم بشأن غرف الصلاة في مدارس كيبيك



Paloma Martínez Méndezتاريخ النشر: 17:40أعلنت حكومة كيبيك في 5 نيسان (أبريل) الجاري إغلاق غرف الصلاة والتأمل في المدارس.كانت ردود الفعل على قرار وزير التربية الكيبيكي، بيرنار درانفيل، عديدة ومتنوعة.
هذا الوضع، بالنسبة لأحمد صالح ريفاس، هو مثال على قلة الإصغاء والفهم.
يعتقد هذا الطالب البالغ من العمر 21 عاماً أنه قبل اتخاذ مثل هذه القرارات يجد أن يُسأل الطرفان عن الأسباب.

يجب أن يهتم السياسيون بواقع مواطنيهم وطلابهم. يجب أن يسعوا لفهم ما يريده طلاب المرحلة الثانوية، ومعرفة ما إذا كان هناك شيء يمكنهم القيام به ويتناسب مع دروسهم وقيمهم.نقلا عن أحمد صالح ريفاس
بالنسبة لهذا الطالب في علوم التواصل والعلوم السياسية في جامعة مونتريال، إذا كانت هناك مدرسة ثانوية تسمح بمثل هذه الغرف للصلاة أو التأمل، فهذا القرار بين المدرسة وطلابها يمكن أن يكون ناجحاً.
ويعتقد أحمد صالح ريفاس أنّ السياسيين يتدخلون أحياناً في أمور معينة دون فهم. ’’يقومون بدور سياسي فقط‘‘.
تضمّ بعض المدارس العامة في كيبيك غرفاً للتأمل. في الصورة غرفة للتأمل في مدرسة ثانوية في مدينة روان نوراندا.الصورة: Gracieuseté تسويات معقولةالنقاش حول غرف التأمل أو الصلاة ليس جديداً في كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، ولا في سائر كندا.
في عام 2006، أمرت لجنة حقوق الإنسان وحقوق الشباب في كيبيك المعهد العالي للتكنولوجيا (ETS) في مونتريال بإيجاد شكل من أشكال التسهيلات لطلابه المسلمين.
قبل ذلك بثلاث سنوات تقدّمت مجموعة من الطلاب المسلمين في هذا المعهد الجامعي بشكوى ضده بسبب ما اعتبرته تمييزاً بحقها.
فالطلاب المسلمون كانوا قد طلبوا من المعهد أن يوفر لهم مكاناً للصلاة، لكن إدارة المعهد رفضت ذلك. إلّا أنّ القصة مختلفة في عام 2023، بحسب بعض المراقبين.
غرف للتأمل في مدرستيْن عامتيْن
في 3 نيسان (أبريل) 2023 بدأت تنتشر أخبار في وسائل الإعلام الكيبيكية بشأن مدرستين ثانويتيْن عامتيْن في مدينة لافال، إلى الشمال من جزيرة مونتريال، فتحتا بشكل مؤقت غرفة للتأمل للسماح لبعض الطلاب المسلمين بأداء الصلاة.
قبل ذلك كان عشرات الطلاب يصلون في أماكن مختلفة في كلتا المدرستيْن. لكن غالباً ما كانت هذه الأماكن غير مناسبة، بحسب إدارة كل من المدرستيْن.
وأرادت الإدارتان تجنيب الطلاب أداء الصلاة في أماكن غير ملائمة داخل المدرسة أو خارجها.
وبالتالي هي ’’تسوية معقولة‘‘ تسمح للطلاب المسلمين بالصلاة أو بعزل أنفسهم في ظروف تحترم حقهم في ممارسة دينهم.
عاصفة في فنجان؟الإمام حسن غيّه خلال مقابلة في أحد استديوهات الدولي (أرشيف).الصورة: RCI (Radio Canadá Internacional) / Pablo Gómez Barriosوصف الإمام حسن غيّه ردود الفعل على القضية بأنها عاصفة في فنجان، خاصة في سياق رمضان، شهر الصيام في الإسلام، الذي انتهى في كندا ومعظم دول العالم يوم أمس الخميس.

الطلاب الذين يصومون من الفجر حتى غروب الشمس لديهم وقت للصلاة فيما أصدقاؤهم يتناولون الطعام. وبدلاً من أن يشاهد الطلاب (المسلمون في المدرستيْن المعنيتيْن في لافال) أصدقاءَهم يأكلون، أخذوا يصلّون في الممرات ومواقف السيارات. ولأسباب تتعلق بالسلامة، فضلت إدارة المدرسة أن توفر لهم غرفة هادئة.نقلا عن الإمام حسن غيّه
وفي مقابلة مع الدولي، يقول الإمام غيّه، وهو مهندس ومحامٍ متقاعد، إنه مقتنع بعدم وجود نوايا خَفيّة وإنّ الأمر مجرد مسألة براغماتية، على عكس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.
والإمام اللبناني المولد عضو في طاولة التشاور بين الأديان في كيبيك.
كاتبة العمود في صحيفة ’’لو دوفوار‘‘، إميلي نيكولا (أرشيف).الصورة: Avanti Groupe / Karine Dufourمن جهتها، تقول كاتبة العمود في صحيفة ’’لو دوفوار‘‘ (Le Devoir) الصادرة في مونتريال، إميلي نيكولا، لراديو كندا الدولي إنّ غرف التأمل قد تكون مفيدة لجميع الطلاب، ولو فقط للحظات هدوء أو تأمل.

الصلاة، في معظم أشكالها، هي في النهاية نوع من التأمل (…). لو كانت هذه الأوقات متاحة للشباب، لما كان على الذين من بينهم يمارسون دينهم بشكل أكثر انتظاماً تحمّلُ عبء طلب تسوية (معقولة).نقلا عن إميلي نيكولا، عالمة أنثروبولوجيا وكاتبة عمود في ’’لو دوفوار‘‘
ومن جانبه، يعتقد بول جورنيه، وهو كاتب عمود في صحيفة ’’لا بريس‘‘ (La Presse) الصادرة أيضاً في مونتريال، أنّ حكومة كيبيك لا تشعر بالراحة مع الشباب الذين يريدون ممارسة دينهم بمزيد من الحماس.
ويذكّر المعلق الصحفي بأنّ هناك فرقاً بين مفهوم العلمانية والتسويات المعقولة.

هل تقع الممارسات الدينية للطلاب تحت العلمانية؟ هي تقع بالأحرى تحت التسويات المعقولة، والحالات الدينية تشكل أقلية.نقلا عن بول جورنيه، كاتب عمود في ’’لا بريس‘‘
مشروع من الجميع للجميعيطمح أحمد صالح ريفاس بأن يصبح سياسياً يوماً ما. أراد أن يكون طبيباً أو معالجاً فيزيائياً لمساعدة الناس، لكنه أدرك أن السياسيين، بمشاريعهم، لهم تأثير على الكثير من الناس.
سأله الدولي عمّا كان سيفعله بشأن غرف الصلاة في المدارس لو كان وزيرَ التربية في كيبيك.
ردّ أحمد بأنه في بادئ الأمر كان سيتحدث إلى الأشخاص المعنيين، أي إلى الطلاب وإدارة المدرسة، ليسألهم عن الهدف.

أول شيء يجب القيام به هو الفَهم، ثم البحث عن طرق لتسهيل المشروع. لأنه إذا كان الناس يطالبون به، فهُم بحاجة إليه. ثم علينا كسياسيين أن نتحدث مع بعضنا البعض: ما هي قيمنا وما هي قيم السكان؟ هل من الممكن إنجاز مشروع يصلح للجميع؟نقلا عن أحمد صالح ريفاس
هذا الشاب الكيبيكي المسلم، ذو الأصول المصرية والأميركية اللاتينية، لن يقول نعم أو لا لمشروع مثل مشروع الغرف الهادئة في المدارس، لكنه يسعى بالأحرى لإيجاد طريقة للعمل الجماعي تتيح إيجاد حلول.
(هذا التقرير متوفر بالإسبانية والفرنسية ونقله إلى العربية فادي الهاروني)
Paloma Martínez Méndez

Most Popular

Recent Comments