الرئيسيةكندا اليومفي مثل هذا اليوم من العام 1945 أبصر راديو كندا الدولي النور

في مثل هذا اليوم من العام 1945 أبصر راديو كندا الدولي النور



منعطفات، تحولات وتغييرات كثيرة طرأت على البث الإذاعي الكندي العالمي في عمره الهرم. وهو تطور عبر تاريخه مواكباً اليوم العصر الرقمي بكل جدارة واستحقاق.’’أهلا بكم في الخدمة الكندية الإذاعية الدولية الجديدة‘‘، هكذا رحب رئيس وزراء كندا ويليام ليون ماكنزي كينغ في 24 شباط / فبراير 1945 بصورة رسمية بالبث الإذاعي الأول على الموجات القصيرة، المخصص للتعريف بكندا في الخارج واطلاع العالم على موقف كندا من الأحداث العالمية، لتتخذ هذه الخدمة الإذاعية الجديدة رسميا اسم ’’ الدولي‘‘ عام 1970.
خلال 78 عامًا من وجوده، بثّ الدولي بأكثر من 23 لغة. وشكل العام 2012 انعطافة هامة في تاريخه، إذ أدى تراجع ميزانيته بنسبة 80% إلى توقفه عن البث عبر الموجات القصيرة والبث عبر الأقمار الصناعية، وإلغاء الخدمات باللغتين الروسية والبرتغالية.
منذ ذلك التاريخ ومع تطور الإعلام الرقمي، أصبح بث الدولي يقتصر على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وهو أطلق اعتبارا من نيسان / أبريل 2021 نموذجاً تحريرياً جديداً، عبر تقديم المزيد من اللغات، 7 بدلا من 5 مع إضافة البنجابية والتاغلوغ إلى الفرنسية والانكليزية والعربية والاسبانية والصينية. كما أنشأ تكاملاً أفضل مع مواقع القسمين الفرنسي والإنجليزي لهيئة الإذاعة الكندية وتطبيقات الهواتف الذكية. مع استمراره بإعادة التنظيم الاستراتيجي الذي بدأ عام 2006 لاستهداف الوافدين الجدد إلى كندا.
من بين الشخصيات البارزة التي عملت في الدولي رينيه ليفيك الذي بدأ كمراسل حربي في كوريا في نهاية الحرب العالمية الثانية. وبعد نحو ربع قرن على ذلك، وبعد مسيرة عمل مثمرة كصحافي ومقدم برامج وسياسي، أصبح رينيه ليفيك رئيس حكومة مقاطعة كيبيك(أرشيف).الصورة: Radio-Canada’’الانفتاح على العالم‘‘ قيمة راسخة لن تزولعلى الويب، يتصفح الموقع الإلكتروني لراديو كندا الدولي المستمعون ومستخدمو الإنترنت من القارات الخمس ويتفاعلون مع الأخبار والبرامج والتقارير بأكثر 7 لغات تحدثا في العالم.
تكيّف موقع RCInet.ca مع الواقع الجديد، وهو يتضمن منتجات إعلامية وملفات غير مسبوقة تتوجه إلى الأشخاص الذين لا يعرفون الكثير عن كندا، بغض النظر عن أماكن تواجدهم حول العالم. وفي هذا الإطار يحفل الموقع بمقابلات وريبورتاجات وتقارير، إضافة إلى مدونة أخبار وزاوية مخصصة للإنتاج المعتمد على الوسائط المتعددة.
تقع قيم المواطنة من انفتاح وتسامح التي تميز الديمقراطية الكندية في قلب انشغالات المادة الإعلامية المنشورة على الموقع. منها على سبيل المثال لا الحصر: ’’ديمقراطية وأديان‘‘، ’’أنا، الجار المسلم‘‘، ’’شهر تاريخ السود‘‘، ’’اكتشف كندا‘‘ وغيرها من التقارير والمقالات. هذا ويشتمل موقع الدولي على خدمة جديدة هي ’’فضاءات السكان الأصليين‘‘ (Espaces Authoctones) بالإضافة إلى خدمة ’’نظرة على القطب الشمالي‘‘ (Eye on the Arctic / Regards sur l’Arctique) التي جرى إنشاؤها مع شركاء في دول الدائرة القطبية الشمالية قرروا زيادة التوعية لدى سكان العالم إزاء الترابط بين الأنظمة البيئية وتأثيرات الاحتباس الحراري العالمي على البيئة والبشر.
بعض أعضاء القسم العربي: في الصف الأمامي من اليمين إلى اليسار: فريد شامي، رانيا صفير حداد، فادي الهاروني، زينة ضرغام، الصف الخلفي: سمير بدوي، بيار أحمراني، ماي أبو صعب ويوسف عبداللهالصورة: Radio-Canada / Archives’’هنا الدولي‘‘ باللغة العربيةفي الثاني من شهر آب / أغسطس 1990 قام العراق باجتياح الكويت وتم تشكيل تحالف دولي ضم 34 دولة، بينها كندا، لتحرير الكويت، وأعلنت حرب ’’عاصفة الصحراء‘‘ وتعرف أيضا بـ ’’حرب الخليج الثانية‘‘ و ’’أم المعارك‘‘. مما دفع بإدارة الدولي، بإيعاز من الحكومة الكندية الليبرالية، وكانت الإذاعة يومها تابعة لوزارة الخارجية الكندية، إلى إطلاق الخدمة العربية عبر الإذاعة الدولية. تضطلع بمهمة إطلاع المستمعين العرب على وجهة نظر كندا وموقفها من الأحداث وبخاصة احتلال الكويت ومن ثم بدء ’’عاصفة الصحراء‘‘.
بدأ الدولي بإعداد الفريق المؤلف يومها من أربعة صحافيين تم اختيارهم في مباريات شارك فيها حوالي مئة إعلامي من أصل عربي في كندا، تمت تحت إشراف هيئة الإذاعة البريطانية بانتظار ساعة الصفر. وبدأ البث مع إعلان التحالف العزم على شن حرب تحرير الكويت.
اقتصر البث بلغة الضاد في البداية على نشرتي أخبار مسائيتين لعشر دقائق كان يعاد بثهما أكثر من مرة في اليوم عبر الموجات القصيرة فقط. وقد امتدت النشرة الإخبارية بعد بضعة أسابيع إلى خمس عشرة دقيقة ومن ثم، وتحديدا في الثامن عشر من كانون الثاني / يناير 1991، إلى برنامج إخباري مدته نصف ساعة يتضمن نشرة إخبارية وريبورتاجات ومقابلات، تحول لاحقا إلى برنامج مدته ساعة كاملة. وشملت مهمة القسم العربي في الدولي، إضافة إلى إبراز الموقف الكندي من قضايا الشرق الأوسط وتخومه، إطلاع المستمعين العرب على مختلف جوانب الحياة الكندية، السياسية منها والاقتصادية والثقافية والفنية والاجتماعية مع التركيز على الأنشطة التي تقوم بها مختلف الجاليات العربية في كندا.
إنشاءات الإرسال على الموجات القصيرة في مدينة ساكفيل في مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي (إلى اليمين) ومقرّ الدولي في غرب مدينة مونتريال منتصف القرن الماضي.الصورة: Radio-Canada / Archivesتوسع لاحقا الفريق ليضم عدة مراسلين في المدن الكندية الكبرى مثل: مونتريال، أوتاوا ، تورنتو، إدمنتون وفانكوفر وكذلك بعض العواصم العربية كبيروت والقاهرة ودبي.
ولم يعد البث يقتصر على الموجات القصيرة إنما أيضا عبر الأقمار الصناعية والإذاعات الدولية والمحلية ولاحقا عبر شبكة الإنترنت ومختلف وسائل البث الإلكتروني .
تم التعاقد اعتبارا من منتصف التسعينيات مع إذاعة مونتي كارلو الدولية في باريس، وصوت لبنان في بيروت، وإذاعة الشرق الأوسط في مونتريال لبث البرنامج العربي.
وقام صحفيو القسم العربي بتغطية عدد من المؤتمرات الدولية حضوريا، كمؤتمر مدريد ومؤتمرات لجنة اللاجئينن، وزيارات كبار المسؤولين إلى كندا كياسر عرفات ورفيق الحريري وفاروق الشرع وإيهود باراك. كما شارك الصحفيون في وفود رسمية إلى الدول العربية كالجولة التي قام بها رئيس الحكومة جان كريتيان إلى الشرق الأوسط، وإلى قمة الدول الفرانكوفونية في بيروت وإعادة افتتاح السفارة الكندية في العاصمة اللبنانية بحضور وزير الخارجية يومها أندره واليت الذي انتقل من بيروت إلى الكويت في زيارة دعم وتأييد. كما تمت زيارة بيروت وعمان والأراضي المحتلة للتعرف ميدانيا على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فيها. كما شملت الزيارات الجزائر والأردن.
تبث إذاعة الدولي على الانترنت بسبع لغات بينها العربيةفي سعيهم لتعريف العالم بجوانب الحياة في كندا والجاليات العربية المقيمة في مختلف أنحاء البلاد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والشمال القطبي، قام صحفيو القسم العربي بجولات ميدانية في أكثر من مدينة كندية وتم بث البرنامج مباشرة منها مثل تورونتو، أوتاوا، كالغاري، إدمنتون، فانكوفر، شارلوت تاون، هاليفاكس، مونكتون، وينيبيغ، سانت جونز واليوكون وسواها.
مع إطفاء الشموع الـ 78 في روزنامة عمره، سيستمر الدولي بلعب دوره كوسيلة إعلامية رقمية عصرية تواكب أحداث كندا والعالم وتتيح لمواطني العالم اكتشاف واقع المجتمع الكندي وقيمه الديمقراطية والثقافية، لاسيما فهمها وإدراك أبعادها.
كل عام وراديو كندا الدولي والأحبة المستمعين بكل الخير.
(المصدر: الدولي، إعداد كوليت ضرغام)

Most Popular

Recent Comments