الرئيسيةأخبار الكنيسةكيرلس كمال يتحدث عن تاريخ الصوم الكبير ..وتحديد مواعيد عيد القيامة

كيرلس كمال يتحدث عن تاريخ الصوم الكبير ..وتحديد مواعيد عيد القيامة



بمناسبة احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببداية الصوم الكبير ، قدم الكاتب كيرلس كمال عطا الله مقطع فيديو مصورًا يتحدث فيه عن تاريخ الصوم الكبير .
وفي البداية شرح” كيرلس ” قائلاً : إن الطقوس القبطية مرت بعدة مراحل حتى وصلت إلينا بالشكل الحالي وبالتأكيد هذه المراحل أثرت في الطقس القبطي بشكل كبير ، كما تطور الطقس القبطي حسب الاحتياج الروحي للشعب عبر التاريخ فالطقس مر بفترة تكوين وبداية ثم فترة تطور ونضج ، وبالتالي انطبع ذلك أيضًا على الأصوام الكنسية .
وتابع يقول : ففي البداية كانت لكل كنيسة نظامها وطريقتها في الأصوام كالوضع الحالي أيضًا لكن حاولت المجامع المسكونية أن تضع نظامًا عامًا في بعض الأعياد والمناسبات الكبيرة حتى تسير عليها كل الكنائس .
ومن أهم المشاكل التي واجهت الكنيسة في القرون الأولى هي تحديد موعد عيد القيامة وربطه بذلك بالصوم الكبير وهذا ما سوف نشرحه فيما يلي ..
الرسائل الفصحية :-
من أيام البابا ديونسيوس البطريرك الرابع عشر اعتاد بطاركة كنيسة الإسكندرية وحتي القرن التاسع أن يقوموا بإرسال الرسائل الفصحية لأساقفة العالم وهي الرسائل التي يكتب فيها البابا ميعاد الاحتفال بعيد القيامة وموعد بدء الصوم الكبير المقدس.
فقضية تحديد موعد عيد القيامة كانت قضية كبيرة في القرون الأولى ولم تحسم إلا في مجمع نيقية سنة ٣٢٥م فكانت بعض الكنائس مثل كنائس آسيا الصغرى وأنطاكية يعيدون مع اليهود يوم ١٤ نيسان وفي أي يوم يأتي هذا الموعد في الأسبوع ، أما كنيسة مصر وروما فكانوا يعيدون يوم الأحد و خاصة الأحد الذي يلي الفصح اليهودي وبسبب هذه القضية أقيمت ما يقرب من ٦ مجامع مسكونية لمناقشة هذه القضية.
الثلاثة قرون الأولى :-
الكلام عن الصوم الكبير خصوصًا في القرون الثلاثة الأولي قليل وشحيح جدًا وأغلب المصادر كانت تشير إلي الصوم الذي يسبق عيد القيامة .
فالبداية لازم نكون عارفين أن الصوم الكبير كان منفصلاً تمامًا عن الصوم الذي يسبق عيد القيامة ، وتشير بعض المصادر إلي أن الآباء الرسل كانوا يصومون الأربعين المقدسة ثاني يوم عيد الغطاس أي يوم ١٢ طوبة حتى ٢٢ أمشير ثم يكسرون الصيام ويفطرون و يصومون مرة أخرى في الجمعة الكبيرة .
أما بخصوص الصوم الذي يسبق عيد القيامة ، فكان نظامه مختلفًا من كنيسة لأخري ومن مكان لآخر ، فبدأ بأنهم كانوا يصومون يوم الجمعة الكبيرة ثم أضافوا صيام يوم السبت السابق لعيد القيامة ثم كان هناك البعض يصومون مدة أربعين ساعة وكان هذا الصوم انقطاعيًا بدون تناول أي طعام على الإطلاق .

القرن الرابع :-
ثم أن كنيسة أورشليم بدأت تصوم لمدة ٦ أيام قبل عيد القيامة وكانت تتذكر فيها آلام رب المجد ، وبعد مجمع نيقية المنعقد ٣٢٥م أصدر الإمبراطور قسطنطين قراره أن هذه الستة أيام إجازة رسمية في الإمبراطورية الرومانية ومن عهده صارت كل الكنائس تلتزم بصيام هذه المدة ، وكان يقام في هذه المدة فترة صلوات لتذكار آلام ربنا يسوع المسيح وصارت هذه الأيام تصام وتتبع في كل كنائس العالم .
في سنة ٣٣٤ م نجد رسالة للقديس أثناسيوس يشير فيها إلي أهمية صيام الأربعين المقدس وأهمية أن يتبع هذا الصيام في الكنيسة المصرية وكانت رسالة موجهة للقديس سرابيون أسقف تمي الأمديد وبعد ذلك في الرسائل الفصحية نكتشف أن الصوم الكبير كان ٤١ يومًا في كنيسة مصر .
ولدينا إشارة أخري في القرن الرابع تعود إلي السائحة الإسبانية أيجيريا التي زارت أورشليم في القرن الرابع تقول إن كنيسة أورشليم كانت تصوم الصوم الكبير مدة ٨ أسابيع ” ٥٥ يومًا ” فكان الأسبوع الأول من الصوم هو مجموع أيام السبت والأحد التي كانوا يصومون فيها بدون انقطاع وضعوه في أول الصوم والأسبوع الأخير هو صيام الأسبوع الذي يلي عيد القيامة .
كنيسة الإسكندرية :-
معلومات مهمة لازم نتطلع عليها وهي أن كنيسة الإسكندرية كانت تميز ما بين الصوم الأربعيني وصوم أسبوع البصخة وأن من ضم هذا الصومين على بعض هو البابا أثناسيوس الرسولي وهو ما مثبت من رسائله الفصحية وكان يوم الجمعة العظيمة هي ختام الصوم الأربعيني .
ويرجح الباحثون أن الصوم الأربعين المقدسة بدأ يعمل به في الكنيسة القبطية منذ النصف الأول للقرن الثالث حسب إشارة لهذا الصوم في كتابات العلامة أوريجانوس ، وأن الصوم الأربعيني انضم لستة أيام البصخة في عهد البابا أثناسيوس وظل هذا الطقس موجودًا في الكنيسة حتى زمن البابا دميانوس البطريرك ٣٥ أي كانوا يصومون ٦ أسابيع شاملة أسبوع البصخة ، لكن في عهد البابا بنيامين ال ٣٨ نجد من رسائله الفصحية أن مدة الصوم أصبحت ٨ أسابيع وأضافوا أسبوعًا وهو مجموع السبت والأحد الذي لم ينقطعوا فيه عن الطعام أثناء فترة الاربعين المقدسة بجانب أسبوع البصخة
عدم صحة أسبوع هرقل :-
نحن كنيسة قبطية نرفض تسمية هذا الأسبوع بأسبوع هرقل بالإضافة أن وضعه في الكنيسة كان أقدم من هرقل نفسه .
في سنة ٥١٨ م لدينا عظة رقم ١٨ للقديس ساويرس الأنطاكي يشرح أن فترة الصوم الكبير ٨ أسابيع وهي ترمز للتجديد حسب عظة الأنبا ساويرس الأنطاكي.
وشهادة أيجيريا السائحة كما ذكرنا سابقًا في القرن الرابع أن كنيسة أورشليم تصوم ٨ أسابيع
كما أن ابن المكين يرفض أن يكون هذا الاسبوع لهرقل ويكون صومًا ناتجًا عن جريمة
المراجع :-
مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة لابن كبر
مقال للدكتور يوحنا نسيم
صوم نينوى والصوم الأربعيني أبونا أثناسيوس المقاري

Most Popular

Recent Comments