أظهرت آخر الإحصاءات لأرقام الهجرة إلى أستراليا أن ملبورن أصبحت عاصمة المهاجرين في البلاد متخطية مدينة سيدني.
يبدو أن عاصمة فكتوريا أصبحت الأكثر استقطاباً للمهاجرين في أستراليا وذلك بحسب آخر الأرقام الصادرة عن مكتب الاحصاء الأسترالي والمتعلقة بالهجرة للعام المالي 2018- 2019. فقد وصل إلى ملبورن خلال تلك الفترة 77,400 مهاجر أي ما يعادل 1500 مهاجر كل أسبوع.
على خط آخر، لا تزال سيدني من أكثر المدن استقطاباً للمهاجرين بحيث استقبلت 73,900 شخص خلال الفترة نفسها أي ما يعادل 1400 مهاجر كل اسبوع.
ورأى خبير الهجرة واللجوء المحامي رأفت سوريال أن الفارق ليس كبيراً بين سيدني وملبورن وهو متوقعاً مشيراً إلى أن “المهاجر الذي يتجه إلى ولاية فكتوريا أو العاصمة ملبورن تحديداً، عادة ما يكون أكثر ارتباطاً بالمهن في قطاعي التجارة والتصنيع فملبورن تعتبر تجمعاً للمراكز الرئيسية للشركات التجارية الكبرى أما في سيدني فنجد المهن المرتبطة بالخدمات المالية وبقطاع الضيافة”.
وتدل هذه الأرقام على أن سيدني وملبورن لا تزالان محط أنظار المهاجرين الذين يصلون إلى استراليا بحيث استقبلتا معاً 151,300 مهاجر أي ما يعادل 63% من مجموع المهاجرين الذين وصلوا إلى أستراليا خلال العام المالي الماضي والذين يبلغ عددهم 239,600. بالمقابل لم تستقبل بريزبن سوى 18,789 مهاجر في وقت بلغ عدد المهاجرين إلى بيرث 13،970 أما أدلايد فاستقبلت 12،900 فقط.
هذا ولم يتعدّ عدد المهاجرين إلى العاصمة الفيدرالية كانبرا 3،110 في حين وفد إلى عاصمة تازمانيا هوبارت 1،726 وأتت داروين في المرتبة الأخيرة إذ لم تستقبل سوى 542 مهاجر.
المحامي رأفت سوريال لفت إلى أن “المتقدمين على تأشيرات العمال المهرة التي تتطلب تسمية من الولاية State Nomination لا يأبهون عادة للولاية التي يتوجهون إليها طالما أن هذه الولاية تقبل المهن في اختصاصهم وطالما لديهم النقاط الكافية المطلوبة للحصول على التسمية كما يهتمون أن يتمكنوا من ايجاد عمل ضمن اختصاصهم”.
كما أظهرت الأرقام أن معظم المهاجرين الذين أتوا إلى أستراليا في السنة المالية الماضية كانوا من الصين والهند، ويأتي هذان البلدان بعد بريطانيا من حيث مصدر المهاجرين. فعدد سكان أستراليا المولودون في بريطانيا يبلغ 986,000 في وقت يبلغ عدد الصينيين 677,000 أما القادمون من الهند ففي المرتبة الثالثة ويبلغ عددهم 660,000.
وأدت حركة الهجرة القوية والمستمرة إلى ارتفاع أعداد الأستراليين المولودين في الخارج لتصل نسبتهم إلى 30% وهي النسبة الأعلى منذ 120 عاماً.
غير أن أزمة كوفيد-19 قد تغيّر هذه المعادلة مع الانخفاض الشديد الذي ستشهده حركة الهجرة خلال العام المالي 2020-2021 حيث قد لا تستقبل استراليا أكثر من 40 ألف مهاجر خلال هذه السنة مقارنة مع أكثر من 160 ألف مهاجر خلال السنوات الماضية.