خلص بحث أكاديمي متخصص قام ت بها طالبة بجامعة “تيلبوخ” الهولندية أن الجيل الجديد من المسلمين المهاجرين من المصريين و المغاربة في هولندا يفضلون أن يدفنوا في مقابر إسلامية، على عكس الجيل الأول من الوافدين الذين كانوا يفضلون أن يدفنوا في بلدانهم الأصلية.
وبيّن البحث أن قبول المسلمين الجدد بأن يدفنوا في هولندا مرتبط بتوفير مراسم الدفن التي يرغبون فيها والمقابر التي تحمي رفاتهم بعد الموت.
وبحسب منظمة المقابر الوطنية في هولندا، فإنه لا توجد مقابر إسلامية مستقلة خاصة بالمسلمين ولكن توجد أكثر من أربعين مقبرة في المدن الهولندية الكبرى التي بها كثافة كبيرة من المسلمين تحتوي على قسم خاص لدفن موتى المسلمين.
وتتعاون إدارة المقابر مع مؤسسات إسلامية مختصة والمساجد والأئمة لإقامة شعائر الدفن على الطريقة الإسلامية للمسلمين الذين يدفنون فيها حيث يصل عدد الذين يدفنون سنويا من المسلمين في هولندا وصل إلى ألف مسلم، والبقية يتم نقلهم إلى بلدانهم الأصلية، مبينا أن 22% من المستطلعة آراؤهم يرون أن هولندا تأويهم أحياء وكذلك أمواتا.
وأوضحت الدراسة أنه من الصعب الحصول على إحصائيات بعدد الوفيات من المسلمين في هولندا لعدم وجود جهات مختصة في هذا الشأن، لافتة إلى أن إحصائيات غير رسمية تتحدث عن أن حوالي 90% من المتوفين المسلمين يعودون إلى بلدانهم الأصلية، إلا أنها أكدت أن كل المؤشرات تتجه نحو تراجع هذا النسبة.
من جهته قال رئيس مؤسسة المقابر الإسلامية في هولندا إبراهيم فايبن إن القوانين الهولندية في مجال الدفن تتعارض مع الأحكام الإسلامية في الدفن، حيث لا يسمح القانون الهولندي بالدفن قبل انقضاء 36 ساعة من إعلان الموت، في حين يصر المسلمون على الدفن خلال 24 ساعة، كما أن أغلبية غير المتدينين في هولندا يفضلون حرق رفاتهم لأن ذلك أقل تكلفة لهم ولورثتهم.
ووفقا للقانون الهولندي تستغرق مدة المحافظة على الرفات في المقابر العامة التي هي ملك البلدية عشر سنوات وفي أغلب الأحوال يتم بعد مرور هذه الفترة إخلاء القبور أو إعادة دفن الجثث في وضع أكثر عمقا ليوفر مكانا لقبر جديد.
أما القبور التي هي على ملك شركات خاصة فإنه يتم الحفاظ على الرفاة عقدين، وبعد مرور هذه الفترة يمكن تمديد الحق في الحفاظ على القبر من جديد كل عشر سنوات طالما تم الوفاء بالالتزامات المالية.