استطاعت دولة إسواتيني، التي كانت تعرف سابقا بمملكة سوازيلاند، أن تحرز نجاحا مبهرا في مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز.
وبحسب موقع «أول أفريكا»، فإن هذا البلد الصغير الذي تحيط به جنوب أفريقيا، حقق الهدف الذي سطرته الأمم المتحدة، وهو أن يكون 95 في المئة من حاملي العدوى على دراية بأنهم مصابون.
وعندما يكون عدد كبير من حاملي العدوى، على علم بأمر الإصابة، فإنهم يتناولون الأدوية التي تبقي الفيروس تحت السيطرة، كما يتخذون إجراءات وقائية أكثر حتى لا ينقلوا الفيروس إلى آخرين.
ولا يقتصر الأمر على المعرفة بالإصابة فقط، بل إن كافة حاملي العدوى يتناولون الأدوية المتوفرة لأجل السيطرة على فيروس «HIV».
وكانت إسواتيني في صدارة دول العالم من حيث ارتفاع معدل الإصابة بالفيروس الخطير، لكنها استطاعت أن تحقق الهدف بشكل مبكر، لأن المنظمة الدولية كانت تراهن على بلوغ هذا المستوى المتقدم في سنة 2030.
وسجلت حكومة هذا البلد أول إصابة مؤكدة بالمرض عام 1986، ثم تفشت العدوى على نطاق واسع، وأدى المرض إلى وفيات كثيرة.
وفي سنة 1997، أعلنت حكومة إسواتيني هذا الفيروس بمثابة «طوارئ وطنية» وتعهدت بألا يظل تهديدا وطنيا بحلول 2022، وهو ما تحقق بالفعل.
واعتمدت سياسة الحكومة على إشراك عدة قطاعات، وتم إنشاء مجلس الاستجابة الوطنية للطوارئ في 2001 حتى يتولى مهمة تنسيق الجهود.
وفي إطار هذه الجهود، حرصت الحكومة على تقديم دواء مضاد للفيروس بشكل مجاني، وتقول خانيا مابوزا، وهي مديرة المجلس إن السلطات ركزت بشكل كبير على مسألة العلاج.
وقامت السلطات بهذا الأمر، على نحو سريع، لأجل ضمان الدواء لكل شخص بعد تشخيص حالته بالإيجابية عند إجراء فحص الفيروس.
وفي حرصها على توافر الدواء بشكل دائم، ينتج هذا البلد الأفريقي 80 في المئة من حاجياته من الدواء المضاد للفيروس، أما الباقي فيجري الحصول عليه بتعاون مع شركاء دوليين آخرين.
وفضلا عن ذلك، طورت البلاد خدمات علاجية متعلقة بالفيروس، وخفضت سن إجراء الفحوص إلى 12 فقط، في مسعى إلى رصد كل حالة محتملة.
وحتى في فترة وباء كورونا التي شهدت الإغلاق وتخصيص المستشفيات بالكامل لمرضى الوباء، حرصت إسواتيني على استمرار إجراء الفحوص وإيصال الدواء، حتى عندما يتعلق الأمر بالقرى والمناطق النائية.