رصدت 8 حالات جديدة من الالتهاب الرئوي الناجم عن بكتيريا “الليجيونيلا” (Legionella) المسببة لداء الفيالقة الذي أودى بحياة 6 أشخاص في توكومان في شمال غربي الأرجنتين، وهي حالات محصورة بعيادة واحدة، وفق ما أعلنت السلطات الصحية أمس الاثنين.
وقال وزير الصحة الإقليمي لويس ميدينا رويز في مؤتمر صحفي “أدرجنا في القائمة ما لا يقل عن 8 مرضى جدد، هم: مريض واثنان من العاملين الصحيين و5 من مقدمي الرعاية الصحية، ونقلوا جميعهم إلى المستشفى”.
وأكد الوزير أنه “لا يوجد مرضى (مصابون بهذه الالتهابات الرئوية) لم يكونوا على صلة بهذه العيادة الخاصة في أغسطس/آب، وهذه هي حدود الوضع”، مشيرا إلى أن السلطات تشعر “بمزيد من اليقين”.
وشرح مجددا أن البكتيريا لا تنتقل من شخص إلى آخر، بل “من خلال استنشاق بخار الماء، وهواء المكيفات، ورذاذ الماء عند الاستحمام”.
6 وفيات بداء الفيالقة
بعد توسيع المعيار ليشمل الأشخاص الذين كانوا على صلة بالعيادة في أغسطس/آب، وظهرت عليهم أعراض أكثر أو أقل خطورة، بلغت الحصيلة 6 وفيات و4 مرضى في المستشفى بما في ذلك اثنان يحصلان على مساعدة تنفسية و9 يعالجون في المنزل، وفق الوزير.
وفي الأسبوع الماضي، توفي 6 أشخاص بسبب الالتهاب الرئوي الثنائي العدواني وهو أمر حيّر الأطباء، بخاصة أن الفحوص الأولية استبعدت إصابتهم بكوفيد والإنفلونزا وفيروس هانتا (الذي ينتقل عن طريق القوارض).
والغالبية العظمى من المرضى -بعضهم مصاب بأمراض مصاحبة- هم أعضاء في طاقم التمريض في العيادة الخاصة نفسها في سان ميغيل دي توكومان، وبينهم مريضة تبلغ من العمر 70 عاما خضعت لعملية جراحية في تلك العيادة.
وأكدت وزيرة الصحة الأرجنتينية كارلا فيزوتي، السبت، أن العامل البكتيري المعني هو الليجيونيلا المسببة لداء الفيالقة (الليجيونيرز) وهو عدوى رئوية خطيرة تصيب الجهاز التنفسي عن طريق استنشاق البكتيريا، “من خلال الماء أو هواء المكيفات”.
وأضافت أن العمل جار لتحديد مصدر العامل البكتيري حتى يمكن “استخدام العيادة مجددا من دون أي مخاطر”.
ما داء الفيالقة؟
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الشكل الأكثر شيوعا لسريان بكتيريا الفيالقة هو استنشاق الرذاذ الملوث الناتج مع رش المياه أو ضخها أو نفثها. كما قد تحدث العدوى عن طريق رشف مياه ملوثة أو ثلج ملوث، لا سيما لدى مرضى المستشفيات القابلين للتأثر.
وتتباين وخامة داء الفيالقة من اعتلال حموي طفيف إلى شكل وخيم وفتاك أحيانا من أشكال الالتهاب الرئوي، وينجم عن التعرض لأنواع بكتيريا الفيالقة الموجودة في المياه والخلائط الزراعية.
أعراض داء الفيالقة
تتمثل الأعراض الأولى في ارتفاع الحرارة وفقدان الشهية والصداع والتوعك والنوام، كما قد يصاب بعض المرضى بألم عضلي وإسهال وتشوش. وعادة ما يبدأ الأمر بسعال طفيف، وإن كانت نسبة كبيرة قد تبلغ 50% من المرضى يمكن أن يعانوا من البلغم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، “يحدث البلغم المشوب بالدم أو نفث الدم لدى نحو ثلث المرضى، وتراوح وخامة المرض بين سعال طفيف وحتى التهاب رئوي سرعان ما يصبح فتاكا. وتحدث الوفاة عبر التهاب رئوي تصاعدي مع قصور تنفسي و/أو صدمة وقصور متعدد الأعضاء”.