* أرفض تعبير أقباط المهجر وكنائسنا في الخارج سفارات شعبية لمصر
* مرتاح تماما لقانون الأحوال الشخصية وسيصدر مع قانون آخر للمسلمين لاستقرار كل الأسر المصرية
* وجدنا حلولا لكل مشكلات كنائس المهجر.. ولا نعطي للمزايدات أكثر من حجمها
* مشكلة دير السلطان أزمة سياسية.. ولن تتوقف زيارات الأقباط للقدس
* السوشيال ميديا لا تقلقنا.. فالكنيسة تعمل في النور وليس لدينا أجندات خفية
* نستعد لافتتاح أكبر مبني إداري للمقر البابوي قبل نهاية هذا العام
* اليوم نصل إلي نهاية حوارنا مع قداسة البابا تواضروس الثاني.. حوار مضي في سلاسة على امتداد 90 دقيقة لم أشعر فيها بالوقت إلا عندما لمحت عيناي الشريط الزمني لجهاز التسجيل.. ومع ذلك لم يكن أهمية الحوار وغناه في طوله لكن في عمقه.. لم أطرح سؤالا إلا وجاءت إجابة قداسة البابا سلسة واضحة, وكثيرا ما كانت موثقة فمن فم الحكماء تخرج اللآلئ.
مخزون أسئلتي كان كبيرا منذ آخر حواراتي مع قداسة البابا في مارس من العام الماضي.. وشاء الرب وترتيبات قداسة البابا أن يأتي الحوار في هذا الزمان وذاك المكان ليكون بهذا الثراء.. ولذلك قصة..
عندما تجمع لدي عدد من الأسئلة, وبدت أمامي مجموعة من الأحداث التي تنتظرها الكنيسة في أعقاب عيد القيامة, طلبت من قداسة البابا موعدا للقاء وحوار.. بمحبته الفياضة رحب قداسته إلا أنه طلب إرجاء هذا إلي ما بعد الخمسين المقدسة, إذ كان قداسته يري أن الكنيسة ستشهد في منتصف مايو أول اجتماع للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط علي أرض مصر, وأن رسامات آباء أساقفة سيكون في أوائل يونيو, واجتماع المجمع المقدس في 9 يونيو, وبترتيب قداسته كمشيئة الله اختار الزمان.. وعندما جاء الموعد كان قداسته قد غادر المقر البابوي إلي برية شيهيت مع بداية صوم الرسل, فدعاني للقاء في دير الأنبا بيشوي.. ومرة أخري رأيت مشيئة الرب في اختيار قداسته للمكان, فنحن في اليوم الثاني لصوم الرسل مما أضفي علي أجواء الدير هدوءا وسكينة.. جاء اختيار الزمان والمكان ليجعلا من الحوار حوارا غنيا ثريا بالمعلومات كاشفا لكثير من الحقائق.. ببساطة الراهب ومسئولية البطريرك لم يدعني قداسة البابا أنهي الحوار إلا بعد أن طرحت كل ما عندي من أسئلة, وسمعت إجابات لكل أطروحاتي في أطول حوار امتد لثلاث حلقات, بدأت بأحلام البابا تواضروس لمستقبل الكنيسة وانتهت بعرض منظومة مرتبة ومدروسة بدقة كالبيت المبني علي الصخر.
في الجزء الأول من الحوار فتحنا ملف الرعايا فكشف قداسة البابا عن خطوات كثيرة خطاها قداسته علي طريق إعادة ترتيب البيت كالزارع الذي زرع بذور الخردل في الحقل.. ومن الكنيسة إلي الوطن انتقلنا وفتحنا ملف السياسة, فكشف قداسة البابا عن مفهوم جديد في علاقة الكنيسة بالدولة بدايته المحبة وقوامه التفاهم ورصيده المواطنة والحقوق..
وعندما جئنا إلي الجزء الثالث من الحوار كان مازال أمامنا ملفات كثيرة لم نقترب منها لقضايا ساخنة بداية بأقباط المهجر, إلي السوشيال ميديا, مرورا بقانون الأحوال الشخصية, ومشكلة دير السلطان, وزيارة الأقباط للقدس.. وملفات أكثر لا تحمل عناوين لكنها تنطوي علي أفكار ومشاريع لمستقبل الكنيسة.. وأدعوكم اليوم إلي الحلقة الثالثة من الحوار.
* من الوطن.. إلى المهجر
* لم تعد الكنيسة القبطية تقف عند حدود مصر الوطن والأرض, فالكرازة المرقسية امتدت إلي كل بلاد العالم, والأقباط هاجروا إلي كل دول الأرض.. بطريرك الكرازة المرقسية من واقع المسئولية عن أقباط المهجر.. كيف يتعامل مع هذا الانتشار؟
بداية أرفض تعبير أقباط المهجر فنحن كمصريين نحب بلادنا, وهجرة الأقباط بدأت من حوالي 60 سنة فقط وارتبطت بأزمات الوطن.. والمصري إذا هاجر حتي ولو بسبب ظلم أو اضطهاد يظل جزءا من مصر, له أب واحد هو نهر النيل, وأم واحدة هي الأرض, وتظل مصر هي الوطن والملاذ.. وأري أن تعبير أقباط المهجر ربما جاء لأن الكنائس المصرية في الخارج تجمعهم, والسفراء في كل الدول حينما يريدون مخاطبة الأقباط يذهبون إليهم في كنائسهم, وهي ميزة للكنيسة القبطية, فكنائسنا في الخارج سفارات شعبية لمصر.
هذا الانتشار هو ميزة أيضا.. أذكر لك هنا إشارة صغيرة, عند رسامة البابا كيرلس السادس من 60 سنة كان كل عدد الآباء الأساقفة في الكنيسة القبطية 11 أسقفا, الآن عدد الأساقفة خارج مصر 39 أب أسقف.. الكنيسة القبطية تحتضن كل أبنائها وتذهب إليهم أينما كانوا.. وكل راع مسئول عن رعيته.
وعن مباشرة هذه المسئولية لي لقاء سنوي مع كل أساقفة أوروبا يعقد كل عام في دولة من الدول, ولي لقاء نصف سنوي لكل أساقفة أمريكا الشمالية, وحتي إلي ما قبل كورونا كنت أحضر كل هذه اللقاءات وألقي محاضرات, وأشارك في جدول الأعمال ونناقش كل الموضوعات.. وحتي مع كورونا استمرت هذه الاجتماعات عبر تطبيق زووم علي شبكة الإنترنت, وآخر هذه اللقاءات كان الشهر الماضي مع أساقفة أمريكا الشمالية.. وكانت لنا زيارات لكل الإيبارشيات بالخارج, ونأمل مع استقرار الحالة الصحية في العالم أن نعود لبرنامج الزيارات.
من المقرر أن أسافر في النصف الثاني من شهر يوليو إلي النمسا لحضور مؤتمر شباب أوروبا الذي سيعقد في فيينا, ويحضره ممثلو الشباب القبطي في كل دول أوروبا وعدد من الآباء الأساقفة هناك, وهو مؤتمر يعقد سنويا لكنه توقف مع كورونا وها هو سيعود في دورته العشرين.
* البابا.. وصداع المهجر
* نعرف عن قداسة البابا تواضروس حكمته, وطول أناته, وتدبيره للأمور, ومتابعته الدقيقة لكل أمور الكنيسة, ومحبته الأبوية لكل أبنائه.. لكن مع هذا يشكل ملف أقباط المهجر صداعا للكنيسة.. كيف تواجهون قداستكم هذا؟
الكنيسة القبطية خارج مصر عمرها 60 سنة, وهي في حساب الزمن ليست كبيرة, ولابد في البدايات أن تكون هناك مشكلات وتحديات.. كلغة الصلوات, وفترة العبادات, ومواعيد الأعياد.. وكل الآباء يعملون علي مواجهة هذه المشكلات.
مثلا موعد الاحتفال بعيد الميلاد.. الكنيسة القبطية تحتفل به يوم 7 يناير من كل عام, وفي الغرب يحتفلون به يوم 25 ديسمبر.. هذا الاختلاف في المواعيد وبالتالي في الإجازات, ومظاهر احتفال الغرب بالكريسماس التي تنتهي في السادس من يناير ويعودون إلي العمل يوم 7 يناير, فضلا عن أنه كثيرا ما كان الطقس الجوي وتساقط الجليد مع بداية يناير عائقا للأقباط لحضور صلوات العيد.. من هنا كانت المشكلة لكننا استطعنا أن نجد لها حلا رعويا فتركنا لكل إيبارشية اختيار الموعد الذي يناسبها.
نيافة الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس يقيم قداس ليلة 25 ديسمبر يطلقون عليه قداس عيد الميلاد, وهو قداس ككل القداسات أيام الصوم رغم شكله الاحتفالي مما يعد فرصة لمن لا يستطيع حضور قداس 7 يناير الذي يقام في كل كنائس لوس أنجلوس ويطلقون عليه أيضا قداس عيد الميلاد.. وهذا لا يعني إلغاء احتفال الكنيسة القبطية بعيد الميلاد يوم 7 يناير, وسيبقي قداس العيد في 29 كيهك كما هو في كل كنائسنا القبطية حتي نصل إلي الأنسب لواقع المهجر.
* أساقفة وحقائق
* ندرك تمسك قداستكم بتقاليد الكنيسة, ونثق أن الرب سيرشدكم والكنيسة إلي ما يحفظ لها إيمانها ومواعيد أعيادها.. لكن ماذا عن المشكلات المتعلقة بإدارة بعض الإيبارشيات بالخارج؟
هذا هو أيضا ما استطعنا بنعمة المسيح أن نجد له حلولا, ونحن لا نعطيها أكثر من حجمها, ولا نقبل الإثارة التي تدور حولها.. وأذكر لك توضيحا لكل الأمور التي تدور حول بعض الآباء الأساقفة.
نيافة الأنبا سوريال أسقف ملبورون بأستراليا, وكان قد سامه لهذه الإيبارشية المحبة للمسيح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في يوليو 1997, ومنذ هذا التاريخ وهو يتولي هذه الخدمة ولم تأت عليه أي أخطاء كنسية, لكنه قدم استقالته عن رعايته للإيبارشية فقبلناها, ولكونه بحسب طبيعته يحب العمل الأكاديمي والدراسي فذهب إلي لوس أنجلوس بأمريكا, ويعيش هناك في حياة روحية ومستقرة تحت رعاية نيافة الأنبا سرابيون.
نيافة الأنبا دانييل في سيدني بأستراليا أيضا, كانت قد أثيرت حوله أقاويل غير مؤكدة وتردد عنه إشاعات كثيرة في حبرية مثلث الرحمات البابا شنودة واستدعاه إلي القاهرة, ولما لم تنته التحقيقات إلي إثباتات أعدناه إلي إيبارشيته, لكن لما عادت الأقاويل والإشاعات تتردد مرة ثانية أقمنا نائب بابوي نيافة الأنبا أنجيلوس أسقف لندن, وهو أصلا من سيدني لتنظيم العمل بالإيبارشية, ونشكر الرب العمل منضبط والأمور تسير علي ما يرام, ونيافة الأنبا دانييل والأنبا أنجيلوس شاركا معنا في اجتماع المجمع المقدس الشهر الماضي.
في فرنسا بدأت المشكلة عندما استدعينا أبا راهبا يخدم هناك إلي الدير, وكان مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث قد أوفده إلي هناك للخدمة سنة أو اثنتين أو ثلاث عندما كانت الخدمة تستدعي هذا, لكنه ظل هناك أكثر من 21 سنة, ولما استقرت الخدمة دعوناه للعودة إلي بيته وحياته الرهبانية, إلا أن البعض ممن يستمتعون بالوقوف علي الأرصفة, ورفع اللافتات, والمناداة بالمعارضة حولوا القرار إلي أزمة, وعلي الرغم من أننا حاولنا مرات ومرات إفهامهم أن إيفاد راهب أو إرجاعه هو قرار بابوي, لكن العناد يتملكهم, ونطلب لهم من الله الهداية.
* أسئلة تلغرافية
* مازال في أجندتي أسئلة كثيرة.. والحوار مع قداسة البابا جدد في رأسي أسئلة أكثر.. ومع أن قداسته بمحبته لم يتضايق من كثرة الأسئلة, فقد رأيت أمام عقارب الساعة التي تمضي بسرعة وتخطف الكثير من الوقت الثمين لقداسة البابا.. رأيت أن أحول ما تبقي إلي ما يعرف صحفيا بالأسئلة التلغرافية.. السؤال في كلمة والإجابة في كلمتين.
* مشكلة دير السلطان
المشكلة قائمة وبين وقت وآخر تقوم بعض المناوشات, في المرة الأخيرة رفعوا علم إثيوبيا فقام الرهبان الأقباط برسم علم مصر.. ومازالت المشكلة قائمة وكلنا رجاء أن تحل مع الوقت.
** حكم استعادة دير السلطان يقترب من 50 سنة, لكن عندما تتدخل السياسة تنحني الأحكام ولا يلغيها فوات السنين, وللسفارة المصرية في تل أبيب جهودها لحل المشكلة.. ووجود مطران قبطي في القدس -نيافة الأنبا أنطونيوس- هو وجود مصري في القدس.. ممكن العلاقات تتوتر لكن التواجد مهم.. لنا آباء رهبان وأمهات راهبات وآباء كهنة, ونحن ندعمهم بزيارات مستمرة, وسيقوم الأسبوع القادم مجموعة من الراهبات المصريات بزيارة أديرة الراهبات بالقدس.
** حرمان القدس من زيارة الأقباط بعد احتلال الأرضي العربية عام 1967 ساهم في إضعاف الوجود القبطي, وهو أكبر سند لمصر هناك.. أساليب المقاطعة مضي عليها الزمن, والعمل الإيجابي هو المهم والأبقي.. ولن تتوقف زيارات الأقباط للقدس.
* قانون الأحوال الشخصية
** قانون الأحوال الشخصية أكثر القوانين جدلا ومناقشة وتعديلا, وبدأ في إعداده منذ أيام المتنيح البابا شنودة الثالث, ونشكر الرب أنه الآن أمام مجلس النواب للمناقشة والإصدار.. ومن المصادفات الطيبة أنه في ذات الوقت سيصدر قانون آخر للأحوال الشخصية للمسلمين.. وهي خطوة بناءة لاستقرار الأسرة المصرية.
** أنا مستريح تماما لقانون الأحوال الشخصية الجديد لأنه سيضع حلا لكثير من المشكلات التي عانت منها الأسرة المسيحية لسنوات طوال.. مثلا عندما تستحيل الحياة بين الزوجين ويحدث بينهما انفصال فإن شرط الزيجة ينتهي من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته.. فإن استمر الانفصال ثلاث سنوات ولم يكن للزوجين أولاد, أو خمس سنوات في حالة وجود أولاد, وهناك تفكير في توحيد المدة عند مناقشة القانون إلي أربع سنوات في جميع الحالات, وأيضا كان فإن القاضي هنا يحكم بالانفصال والتفريق, وكان القاضي في ظل القانون القديم لا يحكم بالانفصال إلا عند ثبوت الخطية مما سبب مشاكل كثيرة للأسر المسيحية التي تفقد سلامها ويصعب استمرار الحياة بين الزوجين لأسباب أخري كثيرة غير الخطية.
** بعد صدور أحكام القضاء بالتفريق والانفصال يأتي دور الكنيسة في إعطاء تصريح بالزواج لأحد الزوجين أو كلاهما, أو عدم التصريح لكليهما, حسبما تري وفقا لظروف كل حالة وبما يتفق مع التعاليم المسيحية.
* السوشيال ميديا.. والمواجهة
** السوشيال ميديا لا تقلقنا.. حقيقي نحن لا نستطيع أن نتغافلها فهي تؤثر علي كيانات وأشخاص وأعمال كثيرة جدا في العالم, والمشكلة أنها بلا ضابط ولا رابط وبالتالي مصداقية من يتعامل معها غير متوفرة, ومن هنا جاء تسميتها فيك نيوز Fake News أي الأخبار الكاذبة أو الضالة أو المضللة.. ومن هنا أيضا علينا أن نعلم أبناءنا كيفية الفرز بين ما هو جيد وما هو ضار.
** السوشيال ميديا لا تقلقنا لأ الكنيسة تعمل في النور, وليس لدينا أجندات خفية.. كل آباء الكنيسة دون استثناء عندهم ضمير ومحبة للوطن وللكنيسة وللخدمة, وفوق كل هذا محبة للأبدية, فمخافة الله موجودة في قلب كل إنسان.
** السوشيال ميديا لا تقلقنا, لكن الكنيسة كأي مؤسسة تعاني من السوشيال ميديا, ونحن نواجهها بالتجاهل, إلا إذا كان هناك موضوع يستحق الرد عليه.. لهذا أنشأت الكنيسة صفحة المتحدث الرسمي تنشر عليها الأخبار الصحيحة ويتابعها الآلاف ومئات الآلاف, والعام الماضي أطلقنا قناة رقمية جديدة للمركز الإعلامي علي مواقع التواصل.
* الشغل الشاغل
** ما يشغلني الآن هو الاستعداد لافتتاح أكبر مبني إداري للمقر البابوي قبل نهاية هذا العام, فأنشطة الكنيسة اتسعت ولم يعد المبني الحالي الذي أنشئ عام 1985 قادرا بإمكانياته المحدودة علي استيعاب حجم العمل الذي تتطلع به سكرتاريات المقر البابوي, ولا استيعاب القائمين بالعمل للدرجة التي يتبادل فيها الموظفون العمل علي مكتب واحد.
** كان لابد أن يكون المبني الإداري قريبا من المقر البابوي في العباسية, وهي منطقة مزدحمة وأرشدنا الرب إلي أرض مجاورة لكن واجهتنا عدة مشكلات.. الأرض مقام عليها محطة بنزين ويجاورها مبني كبير لدورات المياه, ومبني آخر صغير تستخدمه لجنة البر.. من هنا جاءت فكرة إخلاء كل هذه المباني, لكن الأمر لم يكن سهلا.. كان علينا أولا إنشاء دورات مياه بديلة, ثم طلب رفع محطة البنزين لما تمثله من خطورة, وأخيرا نقل لجنة البر إلي أسقفية الخدمات.. كل هذا استغرق وقتا طويلا استمر ما يقرب من 6 سنوات ما بين 2015 وحتي أواخر 2021, إلي أن تخلصنا من كل المشكلات, وبعدها بدأنا في تصميم المبني الجديد الذي يرتفع 7 أدوار, إلي جوار المقر البابوي بالأنبا رويس ليتضمن مكاتب إدارية وقاعات وصالونات استقبال, ودور ضيافة, ونعمل علي افتتاحه قبل نهاية هذا العام.