الرئيسيةأخبار الكنيسةبالفيديو.. القمص تادرس يعقوب ملطى يودع نصحي عبد الشهيد بكلمات مؤثرة

بالفيديو.. القمص تادرس يعقوب ملطى يودع نصحي عبد الشهيد بكلمات مؤثرة



حكي القمص تادرس يعقوب ملطى ذكرياته مع المتنيح الدكتور نصحي عبد الشهيد أستاذ علم الآباء، والذي استراح في الرب بعد سنين طويلة من الخدمة في التعليم الكنسي، وتنيح بسلام عن عمر ناهز ٩١ عامًا ،يوم السبت ٩ من شهر يوليو الجاري.
وقال “القمص تادرس: سمعت عن انتقال الدكتور نصحي عبد الشهيد.. إنسان لن تنسى الكنيسة شخصيته الجميلة الرائعة.
اتعرفت عليه وهو اللي أسس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية.
أبونا بيشوي كامل كان يحبه وكنا نتقابل معه أنا وأبونا بيشوي كامل وأبونا لوقا سيداروس.
عندما كنت أخدم في أمريكا أو أستراليا أو كندا.. كتير من الناس كانوا بيسألوني إيه ما الذي يمكن فعله حتى نساعد د. نصحي في العمل الجميل الذي يقوم به .. لم يقم أحد بهذه الصورة في هذا المجال.
بعد نياحة د. نصحي سألتهم في مركز الدراسات: هل عندكم كشف بالأعمال التي كتبها وراجعها.. قالوا من الصعب.. عارفين بعض الكتب التي كتبها ودقته.. لكن سنحاول جمع الكلمات الجميلة اللي طالعة من القلب والفكر الرائع الرسولي بأروع صوره.
د. نصحي ملهوش مركز معين أقامته له الكنيسة.. بالعكس عندما قرأ بعض الكتب عن الآباء.. عشقها وهو ما دفعه العمل بكل طاقته.. لا أريد أن أذكر ماهي التضحية.. هي بالنسبة له لم تكن تضحية.. كانت فرح وتهليل …
وتابع “القمص تادرس”يقول :شخصيته فريدة.. عينيه لم تكن منصبة على إنسان.. لم يأخذ موقف مضاد لأي إنسان طوال حياته .. رقيق رقة فوق الوصف..
قبل نياحة البابا شنوده.. تقابل مع قداسته وشخص من مركز الدراساتز وكان قداسة البابا يحبه، وقاله: “انتوا بتكتبوا أن مدرسة اسكندرية اهم حاجة عندها ” تأله الإنسان “.. يعني الإنسان حيقدر يخلق ؟ زي ما ربنا بيخلق.. أو هل الملائكة حتسجد ليه ؟..
قالوا له “يا سيدنا احنا مش ممكن نفكر في كده.. لكن كتابات الآباء خاصة مدرسة اسكندرية اتكلمت عن التأله بمعنى جميل وهو أننا بنشترك في عطية ربنا الجميلة بعمل الروح القدس.. الروح القدس بيرفعنا.. بيدخل بينا من مجد إلى مجد لكي نصير أيقونة حية للمسيح.. ده اللي بنسميه تأله.. احنا مش بنقول أننا حنعمل اعمال خلقه أو غيره “..
البطرك انبسط جداً وقاله “لي طلب.. لما تكتب تأله الإنسان اكتب من تحت كده ” لا نعني بالتأله في عمل الله كخلقه أو غيره “..
وبالفعل نفذها بالحرف وسيدنا الأنبا شنوده كان يحبه جدًا حيث كان يعرف ما الذي ينبغي عمله..
الجميل في د. نصحي عند النقاش معه لا يتحدث عن أي اخبار في سياسة الكنيسة.. لا يقول هذا تم رسامته اسقف.. ولا الكنيسة الفلانية ولا الكاهن الفلاني..
ما يشغله كلمة الله والدخول فيها من خلال خبرة آباء الكنيسة وخاصة كنيسة اسكندرية أو سوريا أو غيره..
وتابع “القمص تادرس”يقول :”ما يشغله خلاص الإنسان وعمل الثالوث القدوس في حياته..
كتبت عن د. نصحي صفحة ترجمت لبعض اللغات وستصدر قريبًا … قعدت اعبر يا ترى أقول ايه؟ انا كان ليا علاقة شخصية معاه وأيضاً مع ابونا بيشوي كامل..
قلت له أنا أهنيك من كل قلبي لرحيلك إلى الفردوس.. ياترى كم أنت متهلل بالأحضان الإلهية وكيف استقبلك القديس يوحنا ذهبي الفم وغيره..
بلا شك شعروا (بالفرح) لأنه قام بدور.. الكتابات بتاعتهم اللي كانت موجودة في المخطوطات بقت موجودة على الانترنت مجاناً لكل إنسان وموجودة باللغة العربية..
د. نصحي لغته العربية رائعة سواء في الترجمة أو في مراجعته للكتب ويعشقها كل المسيحيين العرب.
عند الحديث معه .. يرفع قلبك للأمجاد السماوية. معندوش فكرة الحوار الجاف.. فلان بيقول كذا وده بيرد عليه.. هوه بياخد أقوال الآباء كسلم جميل منطلق منه لكي يختبر في كل يوم خبرة جديدة في المجد الأبدي. حياته وحياة اللي اشتغلوا معاه مطلبوش التكريس بطريقة رسمية.. مطلبوش يعملوا بيت مستقل ويبقى ليه كذا وكذا..
المشتاق انه يعيش مع ربنا من خلال كتابات الآباء يقعد معاه يحب كتابات الآباء ويبدأ نصحي توجيهه إلى ما تم ترجمته
إنسان حي مشتاق للمعرفة.. واشتياقه للمعرفة لم يدخله للكبرياء أو التشامخ أو التظاهر.. في غاية الهدوء ينزل كتاب بهدوء ويندر انه يعمل إعلان عنه..
مُدح كتير.. خاصة في أمريكا.. كتير كانوا يعشقوه وكل ما أقابلهم يسألوني عنه.. لم يستطع مديح الناس ليه سواء في مصر أو في الخارج أنه يفقده اتضاعه. اتضاعه موجود مهما قلت ومهما مدحت فيه في أعماله وفي كتاباته وفي طريقة تنظيمه الجميل وتخطيطه الحلو لحساب الكنيسة.. لكن يعيش بروح التواضع..
ولم يتأثر أيضاً بالناقدين.. عمرنا ما لقيناه بيطلع كتاب بيرد على فلان.. ممكن يهاجموه، ميتكلمش.. يتكلم في الجانب الإيجابي المُفرح. والحقيقة ياريت كل الكنيسة تأخذ هذا المبدأ.. الدخول في الحوارات الجافة بيزود الانشقاق وبيُفقد سلام الإنسان ولمسته الروحية وعشقة للحياة السماوية.
كان يعمل بلا توقف.. قصة سمعتها.. كان زمان المترو يربط بين باب الحديد (رمسيس) وحلوان.. كان في حلوان فيه مجموعة من المكرسين كان يحب زيارتهم.. ركب المترو ومعه كتاب يقرأه واستغرق فيه.. فالكمسري سأله “أنت رايح فين ؟”.. قاله “حلوان”. قاله “ده احنا رحنا حلوان ورجعنا كذا مرة وانت قاعد تقرا”.. فدكتور نصحي قاله “طيب لما نوصل حلوان نبهني”..
وتابع “القمص تادرس”يقول :”ده يبيّن لما بيقرا حاجة بينسى كل الجو اللي حواليه.. عايش فرحان متهلل.. قلبه طالع للسماء.. بيحس بأحساسات جميلة.. شعوره بعمل الثالوث القدوس فيه يغنيه عن أي حاجة..
كان بيحب البشرية كلها.. كان يشتاق أن كل البشر يدوقوا حلاوة ربنا.. معرفته بالثالوث القدوس معرفة عملية.. يشعر بإبوة الآب..
واتمنى أن نتعلم منه ذلك.. أنا مش بأجيب كتاب علشان أعرف حاجات نقاش وحوار وغيره.. أنا مضيعشي ثانية من عمري من انطلاق نفسي الداخلية إلى حضرة ربنا وانتظار مجيئه التاني..
إنسان كان محب للصمت.. لكن بحكمة.. كان كل شهر بيعمل محاضرة في المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية وكان بيجيب ناس حلوين اللي بيحبوا دراسات الآباء.. وأنا حضرت معاه كام مرة..
العجيب مكنش يقعد اول واحد.. كان بياخد كرسي في آخر الصف علشان لو فيه تعليق يقوله.
فكان ينصت ويتابع..
إنسان جاهد لغاية النفس الأخير.. حتى يوم نياحته كان بيترجم من اللغة اليونانية كتابات الآباء..
أنا باحس ان هذا الإنسان مش مجرد اننا نمدح فيه.. لا حتزوده ولا حتنقصه.. لكن هذا الإنسان يدفع كل واحد فينا أنه يسأل ربنا ” ماذا تريد يارب أن أفعل ؟ “.
ياريت نهتم بالكتاب المقدس وكتابات الآباء..
ربنا خلق كل واحد متفرد ومتميز عن غيره وعنده مواهب مختلفة عن غيره.. علشان كده ربنا ادانا بصمة الأصابع ورغم ملايين البشر مفيش بصمة زي التانية..
جمال عمل ربنا فينا أن مفيش إنسان زي التاني.. ربنا يدينا نعمة أننا لا ننتقد إنسان.. لكن نقول الإنسان ده ربنا مديله موهبة غير الموهبة بتاعتي.. وممكن يكون بيعمل أعمال خفية تديله أنه يبقى في يوم الدين عامود من أعمدة في الفردوس وكان الناس يمكن بتنتقده في الأرض.
ربنا يدينا أننا نعيش هذه الحياة الجميلة اللي فيها نرى أن كل إنسان في صورته الجميلة.
كل إنسان في العالم فيه حاجة جميلة شطارتنا نشوف إيه حلو في الناس.. ونعرف إيه الموهبة بتاعتنا علشان نشتغل بيها”.
يذكر ان المتنيح الدكتور نصحي عبد الشهيد يعد من أبرز المتخصصين في علم الآباء بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية فأسس مركز دراسات الآباء بالقاهرة، كما تتلمذ على يديه عدد كبير من الباحثين المتخصصين، بالإضافة إلى ترجماته ومؤلفاته التي أثْرَت المكتبة القبطية والمسيحية العربية.

Most Popular

Recent Comments