الرئيسيةأخبار الكنيسة“كيرلس كمال” يوضح تاريخ صوم وعيد الرسل.. نبذة تاريخية

“كيرلس كمال” يوضح تاريخ صوم وعيد الرسل.. نبذة تاريخية



تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء بختام “صوم الرسل” ،والذي يعتبر من أقدم الأصوام في الكنيسة المسيحية عبر الأجيال،وبهذه المناسبة قدم الخادم والكاتب “كيرلس كمال “خلال مقطع فيديو بقناة “حكاوي قبطية”والتي يشرف عليها صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا إيلاريون أسقف عام قطاع غرب الإسكندرية،ليتحدث فيه عن تاريخ صوم الرسل ،حيث نشر يقول :”صوم الرسل من أقدم الأصوام التي عرفتها الكنيسة الجامعة فـ أرسل القديسين صاموا بعد أن صعد عنهم الرب يسوع وظلوا صائمين حتى حل عليهم الروح القدس، ولما وجدوا أن عليهم أن يبدأوا خدمتهم ويبشروا في كل مكان قرروا أن يبدأوا خدمتهم كما بدأ السيد المسيح خدمته بأنهم صاموا أربعين يوماً من أجل الخدمة والكرازة
وكنيستنا القبطية تبعت هذا التقليد بأن بعد رسامة الأباء الكهنة يصومون أربعين يوماً علي مثال السيد المسيح وكذلك الأباء الرسل قبل القيام بخدمتهم.
وتابع كيرلس يقول :”فى عهد الرسل لم يرتبط هذا الصوم بعيد القديس بطرس وبولس بل كانوا يصومون أسبوع بعد عيد حلول الروح القدس وهذا ما يذكرة القديس كليمندس الروماني قائلاً ” بعد عيد حلول الروح القدس نحل ” نفطر” أسبوعاً واحداً ثم نصوم صوم الرسل مبجلين إياهم نظراً لما أحتملوه من عذابات لأجل السيد المسيح” ، ويوحنا الدمشقي يشير إلي صوم الرسل إننا نتقشف فى صوم الرسل القديسين القديس يوحنا الذهبي الفم يذكر مؤمنين أنطاكية بصوم الرسل فى عظته عن الروح القدس.
وقال “كيرلس”:”ويذكر القمص يوحنا سلامة في كتابه اللآلئ الثمينة فى شرح معتقدات الكنيسة الجزء الثاني أن الآباء الرسل وضعوا هذا الصوم وحددوا معاده قائلين ” بعد أن يعيدوا سبته واحدة ” أي أسبوع” بعد عيد الخمسين يجب عليهم أن يصوموا ”
كما ذكره يوحنا مطران نقية – وكان بعد زمن باسيليوس الكبير وذهبي الفم- فى رسالة بعثها لمقدم أرمنينيا قالاً له “ إنا لم نتسلم سوى صوم الأربعاء والجمعة والصوم الكبير الأربعيني المقدس وصوم جمعة آلام الرب الموقرة وصوم ميلاد المسيح وصوم الرسل القديسين وصوم والدة الإله”.
سبب تسمية هذا الصوم بصوم الرسل
قال “كيرلس”:يعتقد البعض أن هذا الصوم غير موجود ولكن فى الفقرة السابقة دللنا لك تاريخياً أن هذا الصوم كان موجود فى الكنيسة وصامه الرسل أنفسهم لكن لم يسموا هذا الصوم باسمهم ولم يربطوه بعيد القديسين بطرس وبولس بل صام الرسل فى الفترة ما بين الصعود وحلول الروح القدس عليهم ثم صار هذا الصوم لمدة أسبوع كاملاً كما ذكرنا، وكان هذا الصوم قديماً يسمى ” صوم العنصرة”
أما سبب تسمية هذا الأسم بصوم الرسل فيرجح أحد الآباء بأن آباء مجمع نقية هم الذين اختاروا اسم صوم الرسل لفترة هذا الصوم إكراماً للأباء الرسل، وحددوا أنه يكون بعد مرور الخمسين يصوم عموم المسيحيين هذا الصوم والمقصود صوم الرسل.
صوم الرسل فى الكنيسة القبطية
تابع “كيرلس”:”نجد أول ذكر لصوم الرسل فى الكنيسة القبطية فى قوانين البابا خريستوذولوس البطريرك الـ 66 ” 1039 – 1070 م ” حيث يقول فى القوانين السابع عشر ” ويجب علي المؤمنين أن يصوموا صوم الرسل الحواريين الذي هو بعد الخمسين، شكراً لله علي ما أنعم به علينا من موهبة الروح القدس، فصوموا صوماً متصلاً إلى اليوم الخامس من أبيب ويعيدوا فيه كما جرت العادة.”
قوانين بطاركة الكنيسة القبطية فى العصور الوسطى الأب أثناسيوس المقاري
قال كيرلس :”كما يذكر هذا الصوم فى قوانين البابا كيرلس الثالث بن لقلق أن يجب علي المؤمنين أن تحفظ صوم الأسبوع الذي بعد الخمسين، حتى جاء أبن كبر فى القرن الرابع عشر فيذكر فى الباب التاسع عشر بخصوص الترتيب أيام الخمسين المقدسة أن أولها يوم الاثنين الذي هو اليوم الثاني من الفصح المقدس وأخرها أول صوم الأباء التلاميذ بعد عيد العنصرة، كما يذكر أبن كبر عن صوم الأباء الرسل بأن هذا الصوم أول يوم الأثنين بعد تمام الخمسين وأخره الرابع من أبيب ليلة عيد تذكار شهادة الرسولين بطرس وبولس، وحسب بن كبر كان يسمون هذا العيد بعيد ” القصرية” لأنه كانوا يقدسون فيه اللقان مثل الخميس الكبير .
أما بخصوص طقس اللقان ويعتبر هذا الطقس وضع فى الكنيسة القبطية فى القرن الثالث عشر علي يد الأب بطرس أسقف البهنسا.
وفى القرن السابع عشر أصدر البابا غبريال الثامن أمراً بتعديل الاصوام فى الكنيسة وكان من ضمنها صوم الرسل وجعله أسبوعين فقط لكن بعد نياحة هذا الأب البطريرك عادت الأمور كما كانت عليه من قبل ولم يتبع أحد هذه التعديلات”.
الهوية المصرية فى ترتيب هذا الصوم
وذكر كيرلس :”من خلال ما تقدم ذكره يتضح أمامنا أن صوم الرسل كان يسمى صوم العنصرة وكانوا يصومون لمدة أسبوع بعد عيد العنصرة أو عيد حلول الروح القدس علي التلاميذ، فما هو سبب ارتباطه يوم 5 أبيب وسبب تغير فترة الصوم فى وضعنا الحالي؟ ..
وتابع يقول :” أن الكنيسة القبطية بما فيها أبائها وشعبها هي كنيسة شعبية قومية مصرية أصيلة أرتبطت صلواتها وليتروجيتها بالحياة المصرية وبعاداتها وتقاليدها فلما دخل مار مرقس مصر لم يحاول أن يغير عادات وطباع المصريين بل حول عادتهم ومناسبتهم إلي مناسبات وأعياد مسيحية لها أهداف وأبعاد روحية ، واستطاعت الكنيسة بسبب أنتهاجها هذا المنهج أن تترك أثراً كبيراً فى نفوس الأقباط وتزيدهم أرتباطاً وتعمقاً فى كنيستهم، وأنطبقت هذه العادة علي كل مناسبات الكنيسة وليس فقط صوم الرسل
ففى أحد الأبحاث المقدم من قدس أبونا القمص كيرلس عبد المسيح حنا كنيسة العذراء بالفشن وضح هذا الأب سبب تكريس الكنيسة القبطية عيد الرسل بيوم ” 5 أبيب ” فلقد أرتبط عيد الرسل بيوم 5 أبيب اليوم الذي كان فيه يحدث أحتفال شعبي ورسمي عظيم فأنه يوم تقديم القرابين وكان شهر أبيب هو أول أشهر الفيضان ويوم 5 منه هو الأحتفال الثالث بالفيضان ويقول قدس أبونا فى بحثه أن هذا اليوم ” 5 أبيب ” هو يوماُ مصيرياً ومبشراً بالخير وكان يوماً مؤثراً جداً عند المصريين ، لذلك فلقد جعل المصريين يوم 5 أبيب هو عيد الرسل رمزاً لما فعله الرسل وبشروهم بالخلاص وبالفرح والتهليل الأبدي ” ما أجمل أقدام المبشرين بالخيرات”
أما بخصوص طقس اللقان الذي وضعه الأنبا بطرس أسقف البهنسا فكان قبل ذلك كان رهبان أبو مقار يصلون علي قصرية ويلقونها فى النيل فيزيد النيل فى هذه الأيام جداً وكانت هذه العادة من كهنة المصري القديم وكانت تتم يوم 5 أبيب ثم تحول طقس اللقان داخل الكنيسة بعد ما وضع هذا الطقس الأنبا بطرس أسقف البهنسا وانتهت بعد ذلك عادة تبريك الماء وإلقائها فى النيل.
وأشار كيرلس :”أما بخصوص أرتباط هذا الأعياد بالقديس بطرس وبولس فيقول أحد الباحثين أن الكنيسة أرادت أن تجعل الناس ينسون مؤسسين روما الوثنين وهم ” الأخوة ريموس ورومولوس ” الذين كانوا سبباً فى تأسيس روما سنة 753 ق.م وجعلت قلوب المسييحين أن يتأثروا بمن ساهموا بنشر المسيحية فى روما بدون مسك السلاح”.
ملحوظة
لماذا تتغير مدة صوم الرسل؟
مدة صوم الرسل تحسب حسب قاعدة الـ ٨١
ويتم حسابها عن طريقة طرح رقم ٨١ من عدد أيام الرفاع الكبير وهي من يوم فطار عيد الميلاد حتي الصوم الكبير
وتأتي مدته متغيرة بسبب أن بداية صومه تكون متغيرة حسب يوم عيد العنصرة ولانه ميعاد إفطاره بيكون ثابت وهو يوم ٥ أبيب
وأقل مدة صيام لهذا الصوم تكون ١٥ يوم وأكبر مدة تكون ٤٩ يوم
المراجع :-
مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة لأبن كبر الجزء الثاني طبعة 1992 م
اللآلئ الثمينة فى شرح تاريخ الكنيسة القمص يوحنا سلامة الجزء الثاني
قوانين بطاركة الكنيسة القبطية فى العصور الوسطي الأب أثناسيوس المقاري
كتاب الناموس الشريف دار الجبل للطباعة والنشر
أصومنا بين الماضي والحاضر القس كيرلس كيرلس
تاريخ البطاركة لكامل صالح نخلة الجزء الثاني دير السريان
تاريخ البطاركة لكامل صالح نخلة الجزء الثالث دير السريان
قوانين أبن العسال للقمص صليب سوريال
لينك

Most Popular

Recent Comments