الرئيسيةأخبار الكنيسةالقصة الكاملة لترجمة كتابات آباء الكنيسة على يد الدكتور نصحي عبد الشهيد

القصة الكاملة لترجمة كتابات آباء الكنيسة على يد الدكتور نصحي عبد الشهيد


القصة الكاملة لترجمة كتابات آباء الكنيسة على يد الدكتور نصحي عبد الشهيد

القصة الكاملة لترجمة كتابات آباء الكنيسة على يد الدكتور نصحي عبد الشهيد

ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، العالم والدكتور نُصحي عبد الشهيد، مسؤول بيت التكريس بحدائق القبة، وقال عنه الباحث والدكتور عماد مُحارب في تصريح له، إن الدكتور نُصحي عبد الشهيد: كان مُكرسًا علمانيًا يعمل في الخفاء.

وأضاف: في خمسينات القرن الماضي – أصدر دير السريان كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية، والذي جاء من تقديم المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث، ولم يكن مكتوبًا على الطبعة الأولى اسم المؤلف، وقرأ الشاب نصحي عبد الشهيد، الطالب في كلية الطب وقتها، الكتاب وفرح به جداً، فقد كان يحوي كتابات روحية عميقة ومُفرحة لآباء الكنيسة، ولكنه تسائل أين توجد مصادر هذه الكتابات، وبأي لغة؟، ولماذا لا تتوفر باللغة العربية كتابات هؤلاء الآباء العظماء حتى يتمتع الأقباط بها.

وتابع: تخرج نصحي من كلية الطب، وبدأ العمل كطبيب، والتحق بالكلية الإكليريكية، وتخرج منها في عهد البابا القديس كيرلس السادس، وظل يسأل حتى عرف أن القمص متى المسكين، هو الذي أعد كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية، فتقابل معه، وسأله: كيف أحصل على كتابات الآباء؟ وبأي لغة؟، فأرشده لمجموعة Nicene and post nicene fathers، أي آباء نيقية وما بعد نيقية، وأن هذه الكتب موجودة في أمريكا، باللغة الإنجليزية، ولم يكن في مقدرة الدكتور نصحي بمرتبه القليل، شراء كل المجموعة مرة واحدة، فأشتراها على ثلاث دفعات.


وأردف: ترك الدكتور نصحي عمله كطبيب، وعاش بتولاً، وكرس حياته؛ لترجمة ونشر كتابات الآباء من لغتها الأصلية، وبدأ يترجم وينشر أجزاء بسيطة، وعرف أن الكتابات معظمها مكتوب باللغة اليونانية، فقرر دراسة اللغة اليونانية؛ ليترجم من الأصل مباشرة؛ لمزيد من الدقة، فدرس اللغة اليونانية مع المتنيح الأستاذ صموئيل كامل، وبدأ في البحث عن مِنح للشباب القبطي لدراسة اللغة اليونانية باتقان في اليونان، وتعرف على رئيس دير سانت كاترين، وحكى له عن حلمه، فأجابه أنه لا يعرف كيف يساعده، ويجب أن يسافر اليونان معه، وهناك يسأل عن موضوع المِنح.

واستطرد: وبالفعل سافر مع الأسقف رئيس دير سانت كاترين، ورتب الله أن يتأخر الأسقف على ميعاد الطائرة، ويأخذ الطائرة في اليوم التالي، وفوجئ بأن الأسقف يشير له على شخص مُعين في الطائرة، ويقول له: هذا الشخص يعرف اللغة الإنجليزية إجلس بجانبه، واحكي له سبب سفرك، وأنك تبحث عن مِنح للشباب القبطي هناك، فأطاع وفهم بعد ذلك أن هذا الشخص يستطيع أن يساعده في المِنح المطلوبة، وبالفعل أنجح الرب طريقه وبدأ يُرسل دفعات من الشباب؛ لتعلم اللغة اليونانية، وأسس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية في القاهرة، والذي قام بترجمة أكثر من 200 كتاب؛ لآباء الكنيسة مثل القديس أثناسيوس والقديس كيرلس الكبير والقديس يوحنا ذهبي الفم وغيرهم.

وواصل: تميزت خدمة الدكتور نصحي بالروحانية، والزهد، والتواضع الشديد، والأدب الجم ومحبته للجميع، كما أن الكنيسة كرمته على خدمته الكبيرة مرتين مرة في سيمينار المعاهد الأرثوذكسية عام 2013، وقد أعلن أن التكريم ليس لشخصه بل لكل العاملين في المركز، والمرة الثانية في احتفالات مرور 100 عام على تأسيس مدارس الأحد.

Most Popular

Recent Comments