مينا.. رحال 10 سنوات بحثًا عن العلم.. قصة مصري بأستراليا ابتكر سلاحًا لمواجهة الحرائق باستخدام الذكاء الاصطناعي
بين سنوات الغربة والبحث عن التعلم.. ظل مينا حنين منذ 10 سنوات مُتنقلًا بين العديد من الدول، باحثًا عن نفسه وعن ما يحب، ليستكمل الأبحاث والمشروعات، ويحقق سلسلة من النجاحات المستمرة، حيث جاء آخرها مُتعلقة بمجال البيئة، بعدما تنبأ هو وفريق العمل بأحد الجامعات الاسترالية؛ آلية للتنبؤ بالحرائق وإخمادها خلال زمن قياسي، قائلًا: أي حاجة مش معروفة تجد استهواءً مني، وبحب أعرف عن كل شيء مجهول.
تمّيز الشاب المصري المقيم بأستراليا بتفوقه منذ الصغر، فكان ضمن أوائل الجمهورية بالثانوية العامة، وبعد تخرجه من الجامعة الألمانية وفي عام 2012؛ ذهب لأحد الدول الأوروبية، للحصول على ماجستير مزدوج إحداهما في إيطاليا والآخر في فرنسا، ثم التحق بالأكاديمية الفيدرالية السويسرية للتكنولوجيا، وهو المكان الذي تخرج منه العالم الكبير أينشتاين، وحينما وجد شغفه نحو البحث العلمي، قرر أن يقدم على الدكتوراه بمجال الروبوتات، وساقه الترتيب الإلهي أن ينتقل إلى أستراليا وسط جامعات كثيرة رحبت بوجوده.
في 2019، ظهر ما يُسمى بالصيف الأسود بأستراليا، وذلك نتيجة اندلاع كمية كبيرة من الحرائق تسببت في تدمير بيوت وأراضي، فكانت خسائر قدرت بنحو 20 مليار دولار، فضلًا عن الخسائر البشرية، ومنذ ذلك الحين، يقول مينا حنين المصري بأستراليا، إنه قاد مع فريق عمل بالجامعة الوطنية الاسترالية للوصول إلى آلية للحد من الحرائق، باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية مع الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأماكن الأكثر عُرضة للحرائق.
يروي الشاب الثلاثيني في حديثه مع القاهرة 24، أن آلية التنبؤ بحرائق الغابات تُنفذ على 3 مراحل متتالية، حيث تبدأ بمرحلة التنبؤ عن طريق الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، ثم الاكتشاف عن طريق إرسال طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات حرارية لأماكن اندلاع الحرائق، وفي حال وجود فرصة لاندلاع الحريق؛ يتم إرسال طائرات مزودة بمياه للإخماد أو الحصر وهذه تكون المرحلة الثالثة، حيث أن الزمن القياسي من مرحلة الاكتشاف للإخماد تستغرق 5 دقائق، وأول نموذج تم تنفيذه خلال 2 كيلو جرام من المياه؛ تم وضعهم على مكان أحد الحرائق، وتنفيذه فعليًا
كانت جائحة كورونا سببًا أن يتعطل مينا حنين عن قبول العديد من الفرص التي قُدمت له، منها أعلى الجامعات بأمريكا، ووكالة ناسا الأمريكية، وعلى جانب آخر قرر أن يستكمل عمله بالجامعة الأسترالية، ويعمل بمجال يُسمى السيبرانية، موضحًا أنها طريقة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية عبر مجموعة من العلماء؛ فكروا في كيفية تطوير التكنولوجيا دون تدمير البيئة أو الإنسانية، فهي طريقة تهدف للوصول إلى نقطة التقاء بين التكنولوجيا والبيئة والإنسانية، وهذا هو مجال عمله حاليًا، والذي من خلاله استطاع مع فريق العمل؛ التنبؤ بالحرائق، مُردفًا: نحن نحمي البيئة لا ندمر محميات طبيعية، أو مصادر مياه عذبة، بالإضافة إلى الجانب القانوني، والإنساني، متابعا: الحرائق مشكلة ليس فقط بيئية، ولكن أيضًا تكنولوجيا وقانونية.
وأشار مينا حنين، إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهته خلال رحلته الطويلة، هي التمويل المادي، فبدون حصوله على منحة من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة مصر الخير؛ كان من المستحيل حصوله على الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى ما يُواجهه في الغربة وحده، قائلًا: بُعدي عن بلدي والعيلة والأصحاب، كان واحد من الصعوبات اللي قابلتني، خاصة في الأوقات الصعب[أجمة، بقابل الأخبار السعيدة وأُعاني من الأخبار والأحداث الحزينة لوحدي، ولكن الوحدة كان لها تأثير إيجابي أيضًا، لتعلم بناء النفس معنويًا، نفسيًا، ذهنيًا وعقليًا.