الرئيسيةأخبار الكنيسةما السبب وراء انتشار اسم "مينا" بين أقباط مصر؟

ما السبب وراء انتشار اسم “مينا” بين أقباط مصر؟


ما السبب وراء انتشار اسم “مينا” بين أقباط مصر؟

ما السبب وراء انتشار اسم "مينا" بين أقباط مصر؟

بقلم د. مينا بديع عبد الملك – عضو مجلس إدارة جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندريةشهد حفل إفطار الأسرة المصرية يوم الثلاثاء 26 ابريل بطلين من أبطال برنامج حياة كريمة هما مينا سائق التاكسى والذى لم يكن يتردد فى توصيل أى محتاج مجاناً، وسارة سائقة الدراجة النارية والتى تتمتع بأمانة كاملة.

وأود أن اسجل بأمانة كاملة من كان وراء السبب فى انتشار اسم مينا بصورة ملحوظة بين أقباط مصر؟

فى 15 بؤونة الموافق 22 يونيو تحتفل الكنيسة القبطية بتذكار تكريس كنيسة القديس مينا الأثرية بمريوط، تلك الكنيسة التى بناها البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون نحو عام 350م حيث قام ببناء ثلاث كنائس الأولى فوق قبر الشهيد مارمينا العجايبى الذى استُشهد فى عام 296م وهو يبلغ من العمر 24 عاماً، وكانت عبارة عن مقصورة ذات أربعة أعمدة بُنيت فوق القبر مباشرة ثم أحاطت بها كنيسة أكبر يبلغ طولها 38 متراً وعرضها 22 ونصف متراً والكنيسة تحمل اسم كنيسة البابا أثناسيوس.


وفى الجانب البحرى لهذه الكنيسة سلم رخامى كبير يؤدى إلى قبو مرتفع قد بُطنت جوانبه بالرخام ويحيط به مسارج ثمينة موقدة ليلاً ونهاراً، وكان فى الحائط القبلى للقبو لوحة رخامية مُثبتة، عليها رسم بارز يمثل القديس مينا بين جملين راكعين. وهذه اللوحة الرخامية محفوظة حالياً بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية.

ولما ضاقت هذه الكنيسة بالمصلين قام البابا تاؤفيلس البطريرك 23 فى عهد الأمبراطور أركاديوس (395 408م) وتقع شرقى كنيسة أثناسيوس، شُيدت على أفخم طراز ولم يدخر وسعاً فى تزيينها بالاحجار النادرة والألوان الزاهية والزخارف البديعة والفسيفساء المذهبة، حتى أتت قطعة رائعة من الفن والجمال، مما أثار اعجاب المؤرخين القدامى. يبلغ طول الكنيسة 60 متراً وعرضها 26 ونصف متراً، وكان السقف يرتكز على 56 عموداً فى صحنها، ولا تزال قواعدها كلها فى مواقعها الأصلية. والكنيسة تحمل اسم كنيسة أركاديوس. أما الأعمدة وتيجانها فلم يبق منها سوى القليل أذ نُقل بعضها إلى فرانكفورت بالمانيا على أثر البعثة الألمانية البتى اكتشفت المنطقة عام 1905 بقيادة عالم الآثار الألمانى المونسيور كارل- ماريا كاوفمان ورفيقه فولز، وبعضها الآخر إلى المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية.


يذكر لى الأب صليب سوريال شيخ كهنة الجيزة المشهور، أن اسم مينا لم يكن معروفاً من قبل بين أقباط مصر، فقال: كنا نسمع اسم مينا عند قراءة كتاب السنكسار وهو الكتاب الذى يروى قصص شهداء وقديسى الكنيسة القبطية فى 15 هاتور (الموافق 24 نوفمبر) ذكرى استشهاد القديس مينا بمريوط. وكان القمص صليب سوريال يمت لصلة قرابة بالبابا كيرلس السادس.

حدث فى عام 1943 أن اجتمع نفر من الشباب الجامعى بالإسكندرية نحو عشرة أفراد وفكروا فى تأسيس جمعية ثقافية للنهوض وإحياء الدراسات القبطية بالإسكندرية. وكانوا فى أشد الاحتياج لاختيار اسم للجمعية؟ توجهوا جميعاً إلى إحدى طواحين الهواء بمصر القديمة حيث كان يعيش راهب ناسك متوحد فى المغارة هناك يحمل اسم الراهب مينا المتوحد (فيما بعد صار هو البابا كيرلس السادس البطريرك 116) وعرضوا عليه أمر جمعيتهم، وسألوه فى اختيار اسم للجمعية، فقال لهم بتلقائية وبثقة كاملة: (سموا الجمعية باسم جمعية القديس مينا)، فقالوا له: (لا أحد يسمع ولا يعرف اسم مينا أطلاقاً)، فقال لهم: (بسيطة، كل فرد فيكم ينجب طفلاً يطلق عليه اسم مينا ومن هنا وبعد فترة ينتشر اسم مينا فى أنحاء مصر).



كان من بين أفراد الجمعية ثلاثة أفراد: الأستاذ بانوب حبشى (مفتش الآثار بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية ورئيس الجمعية فى ذلك الوقت)، والمصور جورج غالى قلدس (عضو رابطة المصورين المحترفين بالإسكندرية)، والأستاذ بديع عبد الملك (خبير رسم الخط الفرعونى والنقوش الفرعونية بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية). فعندما أنجب كل منهم أبنه البكر اطلقوا عليه اسم مينا.


ومن هنا كان نصيبى الحسن ان أحمل هذا الاسم المصرى القبطى الأصيل. ورويداً رويداً بدأ الاسم ينتشر، وبعد أن جلس الراهب مينا المتوحد على كرسى البطريركية طبقاً للتقاليد العريقة للكنيسة القبطية منذ القرن الرابع الميلادى باسم البابا كيرلس السادس، أخذ الاسم يزداد انتشاراً حتى أن أقباط المهجر أستعذبوا أن يطلقوا هذا الاسم على أولادهم.


ومازال أقباط مصر ملتزمون بتسمية مينا على أبنائهم، وزادوا على ذلك تقديراً للعمل الرعوى الرائع الذى قام به البابا كيرلس السادس (1902 1971) البطريرك 116 أخذوا يطلقون على أبنائهم اسم كيرلس أيضاً.

تحية لروح البطريرك العظيم الذى أحيا بيننا اسم مينا وتحية لجمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية التى مازالت تعمل بقوة فى مجال الدراسات القبطية الجادة.

Most Popular

Recent Comments