ترجع للقرن الرابع الميلادي.. كنيسة كفر الدير مزار ومقصد سياحي بالشرقية
تعد كنيسة “الملاك ميخائيل” أو المعروفة إعلاميا بكنيسة كفر الدير بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، من أهم المزارات القبطية التي حازت علي اهتمام الأقباط خلال السنوات القليلة الماضية، والذين يحرصون على التوافد إليها من مختلف المحافظات وليس الشرقية فحسب.
وتعتبر كنيسة كفر الدير واحدة من أقدم الكنائس المصرية والتي تميزت عنهم بظاهره فلكية وهي تعامد أشعة الشمس على مذابح الملائكة “ميخائيل ” مار جرجس ” السيدة العذراء ” في عيدهم؛ تلك
الظاهرة التي اختص بها المصريين القدماء الملوك مثل رمسيس الثاني في قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل بالأقصر فمع تزامن عيدهم تتزين كنيسة كفر الدير بالمصابيح الملونة لتجذب الأنظار من بداية الطريق وتدق الأجراس التي تدوي ربوع القرية ويتوافد الأقباط والمسلمين أيضا لمشاهدة تعامد الشمس على مذابح الملائكة خلال قداس عيدهم.
والكنيسة ذاخره بالمعالم والمخطوطات الأثرية والأيقونات القبطية والتي تخضع جميعها تحت رعاية وزاره الآثار منها تضم أباريق وأطباق نحاسية وصلباناً فضية وعددا من المخطوطات النادرة المقدسة بخط اليد عمرها لا يقل عن ألف عام.
ولو أردنا إيضاح أكثر عم تاريخية الكنيسة، يقول سفير صناع الوعي الحضاري السياحي يوسف ابراهيم، في تحليله
لدراسة الإستشاري المهندس مجدي فلتاؤوس غبريال، مؤسس لفريق ترميم متطوع لترميم تراثنا الإسلامي والقبطي من مساجد وكنائس وأديره؛ أن كنيسة كفر الدير هى دير أثري مسجل بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بمحافظة الشرقية ويخضع لإشراف المجلس الأعلي للآثار بوزارة السياحة والآثار.
وأوضح أن الدير يقع في قرية كفر الدير بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث يبعد مسافة 65 كم من القاهرة، وينفرد الدير بالظاهرة الفريدة الإبداعية على مستوى كنائس العالم أجمع والمكتشفة فيه بالصدفة أثناء ترميمه باعتماده كمزار ومقصد سياحي على مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، هذا بالإضافة إلى كونه يبعد فقط 8 كم مسافة جوية عن منطقة تل بسطا الأثرية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية أحد المحطات المعتمدة علي مسار رحله العائلة
العائلة المقدسة إلي مصر، ولكونه الدير الوحيد بمحافظة الشرقية وكنيسته التي ترجع للقرن الرابع الميلادي هي
الأقدم في كل كنائس محافظة الشرقية.
وأشار إبراهيم إلى رأي عالم الفلك المرحوم الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء والأقمار الصناعية بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان ومرصدي القطامية وحلوان الفلكيين حين قال: بأنه حضر بنفسه وشاهد وعاين تعامد الشمس على مذبح الشهيد القديس العظيم “مارجرجس” والتٌقط له صوره داخل هيكل الكنيسة وشعاع الشمس ساقطاً على رأسه، وصرح وقتها بأن تعامد الشمس الساقط على محور مذبح كل قديس في مناسبة يوم عيده بهذه الكنيسة الأثرية يختلف تماما عن مثيله الساقط على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبده بأبو سمبل بأسوان، ويجب أن يعلم عنه العالم أجمع فبينما هناك تسقط بقعة من الضوء أفقيا عند شروق الشمس على وجه التمثال لمدة 10 دقائق وتختفي بعدها ويحضر السائحين من العالم أجمع لمشاهدتها.
وذكر أن التعامد على مذابح هذا الدير في ذكرى أعياد قديسيها لهو تعامد حقيقي كامل بحزمة شعاع مجمع من نور وضوء وأشعة الشمس الساقطة علي محور مائدة الهيكل علي القربان أثناء الصلاة وفي وضح النهار من الساعة 9 إلي 12 ظهراً، لتنير غرفة الهيكل ومساحتها 25 متر مربع، وهذا يثبت إبداع وبراعة المهندس المصري القبطي ويرجع للقرن الرابع الميلادي في توارث علم الفلك عن أجداده الفراعنة الذين طبقوه لتتعامد الشمس على قدس الأقداس في معابدهم المصرية القديمة.