البابا تواضروس في الإسكندرية: الزواج ليس قراراً سهلاً (تفاصيل)
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة روحية مساء أمس من مقر الكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية، وذلك بعد توقف دام شهرين، متزامنا مع العيد الـ25 لرسامته أسقفًا عاما في الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
وفى بداية العظة، هنأ البابا الاقباط بصوم الرسل الذي بدأ أمس الأول، قائلاً: كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة بداية صوم الرسل، والذي نسميه (صوم الخدمة)، وهذا الصوم وإن كانت أيامه متغيرة من عام إلى عام ولكنها أيام من أجل الخدمة ومن أجل الخدام، وعليك في هذه الأيام أن تذكر أحد يخدمك سواء الأب الأسقف أو الأب الكاهن أو الخادم أو الخادمة أو مدرسين مدارس الأحد أو اجتماعات الشباب أو المسؤولين بصفة عامة عن مجالات الخدمة ونوعيات الخدمة الكثيرة، فهو صوم من أجل الخدمة ومن أجل نجاح الخدمة في كل مكان.
وقال إنه سيتم تخصيص محاضرات باجتماع الأربعاء الأسبوعي خلال هذا العام الذي يبدأ من شهر يونيو الجاري حتى يونيو من العام المقبل، للحديث عن موضوعات تخص الأسرة واحتياجاتها، اتساقًا مع التوصية المجمعية بتخصيص هذا العام حتى يونيو 2023م لحملة أسرتي مقدسة في مختلف ايبارشيات الكرازة المرقسية بمصر والخارج، والتي تحدث عنها باستفاضة.
وأضاف: عندما اجتمعنا في المجمع المقدس بحضور الآباء الأساقفة والمطارنة، ومن ضمن النقاط التي تناقشنا فيها واتفقنا عليها نقطة هامة تخص الأسرة، باعتبارها المكون الرئيسي لأي كنيسة ومجتمع وشعب، خاصة وأن قرار الزواج ليس قرارًا سهلًا على الإطلاق ما يعنى أن يكون هناك ضوابط ومعايير لابد من تحقيقها لسلامة الأسرة الجديدة التي سيتم تكوينها حتى تكون أسرة ناجحة ونافعة، لهذا قررنا أن نخصص هذه السنة والتي تبدأ من يونيو 2022 وحتى يونيو 2023 في كل الاجتماعات في كل الإيبارشيات داخل مصر وخارجها، لنركز في كل الاجتماعات التعليمية على مواضيع الأسرة بكل اختلاف أوتنوع الاحتياج فيها، مثل الذين سيبدأون الارتباط أو بدأوا أو الذين لهم 5 أو 10 سنوات في الزواج، بحيث نقوم بحملة توعية كبيرة من أجل سلامة الأسرة المسيحية، ولكي تكون المفاهيم التي تقوم عليها الأسرة واضحة وحاضرة أمامنا جميعًا في كل وقت، وهذا أمر هام ومسؤولية كل واحد منا، إن كنت أبًا أو أمًّا فهي مسؤوليتك في التربية، وإن كنت شابًّا أو شابة فهي مسؤوليتك في تكوين واختيار الأسرة التي ستنتمي إليها وتكوّنها بنعمة المسيح.
وتابع، سنأخذ الاجتماعات في فترة صوم الرسل في الإسكندرية عن مواضيع أسرية تهمنا كلنا، وهذا الأمر نشجع عليه كل الآباء الأساقفة وكل الآباء الكهنة باعتبار أنه موضوع هام، خاصة مع وجود أفكار غريبة في العالم تغزو الأسرة، فمثلًا في الماضي كانت توضع في اختيار الجنس خانتان رجل أو امرأة والآن أضيفت خانة ثالثة، وفي المدارس أصبح الطفل يُسأل عن والديه هل هما أَب وأُم أم أُم وأُم أم أَب وأَب.
وتحدث البابا عن السلسلة التعليمية الجديدة بعنوان مفهوم الاتحاد الزيجي، حيث تناول أوّل حلقاتها عن الاتحاد الفكري من خلال الأصحاح الخامس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس والذي يُقرأ في صلوات الإكليل (سر الزيجة المقدس)، مشيرًا إلى مفاهيم تكوين الأسرة المسيحية من خلال خمس مجالات للاتحاد الزيجي، هي، الاتحاد الفكري، والاتحاد العاطفي، والاتحاد الروحي، والاتحاد الاجتماعي، والاتحاد الجسدي.
ولفت إلى متطلبات الاتحاد الفكري، من خلال بداية تكوين الأسرة بالخطوبة، وسمات فترة الخطوبة، والتى تتمثل في دعوة للاتحاد الشامل عاطفيًّا وروحيًّا واجتماعيًّا وجسديًّا، وارتباط بالصلاة، وأن الله شاهد على هذه العلاقة، والقداسة والطهارة، والعلنية الكنسية، ومحضر الخطبة، وتبادل الفكر بالكلام، موضحاً كيفية احترام شريك الحياة، من خلال الحكمة، بفهم الاختلافات والطباع والاشتياقات والمخاوف، والاتفاق على التعاون، وكيفية التفاهم والمشاركة، وكيفية اتحاد الرؤية للحياة، والحصول على بركة الأسرة للطرفين.
وأوضح البابا الأمور التي تجعل الخطوبة خاطئة، من بينها الغيرة المتطرفة (الأنانية)، والماضي بكل تجاربه وخبراته، والأمور المادية التي تُسبب الخلافات.