تجولت وطني بين أبناء شعب الكنيسة السكندرية، بعد أن أصدرت محكمة الجنايات بالإسكندرية حكمها برئاسة المستشار الجليل وحيد صبرى فى جلستها المنعقدة يوم 11 يونيو 2022 فى القضية رقم 7249 لسنة 2022م جنايات المنتزه أول برقم كلى 343 على المتهم القاتل نهرو عبد المنعم توفيق عبد المنعم الشهير بعبد الرحمن نيهرو المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق الله كاهن كنيسة العذراء والقديس بولس بكرموز بالإسكندرية عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وتحويل أوراقه لفضيلة المفتي ثم ورود رد فضيلة المفتى حكمت المحكمة على المتهم بإجماع الآراء بالإعدام شنقًا. ومن خلال تجولنا، رصدت وطني ردود الأفعال حول حكم المحكمة لدى كاهن ومسئولى وشعب كنيسة الأب الشهيد القمص أرسانيوس وديد التى كان يخدم فيها وهي كنيسة العذراء والقديس بولس بكرموز بعد صدور حكم الاعدام على القاتل.
فقال القس بيشوى نظير كاهن كنيسة العذراء والقديس بولس بكرموز وشريك الأب الشهيد في الخدمة: “ليس هناك شيئا يغنينا عن وجود أبونا أرسانيوس وديد، ورغم ذلك نشكر عدالة المحكمة حيث شعرنا أننا فى دولة قانون والذي ينتصر للحق حيث اخذ القانون مجراه بعدالة ونحن نشيد بالعدالة الناجزة وسرعة المحاكمة وصدور الحكم خلال ثلاث جلسات ونحن كشعب الكنيسة كسبنا شفيعا لنا فى السماء أبونا أرسانيوس وديد وشعب الكنيسة عندى شعر بارتياح كبير لهذا الحكم العادل الناجز وبالقصاص المستحق، ولكن يبقى الحزن على فراق ابونا لا يزال في القلب، والخسارة لفقدانه فادحة ولن تعوض، فبفراق ابونا ترك لدينا فراغ كبير لما كان يتمتع به من عمق الإيمان والمحبة الكبيرة والخدمة الباذلة.”
ويضيف الاستاذ هانى رزق صديق المسئول عن خدمة الشمامسة بالكنيسة: “بعد صدور هذا الحكم نشعر ان العدالة الأرضية قد تحققت واخذت مجراها ونحن نعيش تحت قيادة جديدة ورشيدة، لذا؛ فشكرا للعدالة الناجزة ولسرعة صدور الحكم العادل وهذا يشعرنا أن دم المسيحي له قيمة وأنه ليس هناك فرق بين دم المسيحي ودم المسلم ويشعرنا بالمساواة الحقيقية، وأن هناك قانون عادل يطبق على الجميع وأن دم القبطى غالى لا يضيع هدرا والسماء تفرح بالعدالة على الارض لان الله اسمه العدل ونحن المسيحيين لا نفرح بالانتقام بل بالعدالة ونطلب من الله ان ينور طريق الجاني ويفتح بصيرته نعم لقد صدر الحكم العادل وبسرعة بعد التحقق من الأدلة والبراهين والتحريات وشهادة الشهود فلدينا قضاء ونيابة تتسم بالنزاهة ورغم أن هذا الحكم أشعرنا بارتياح كبير الا ان خسارتنا في ابونا لاتعوض.”
ومن جهته قال المهندس ثروت فكري عضو مجلس الكنيسة: “شعر الشعب بارتياح كبير لصدور حكم الاعدام شنقا على الجاني لأن هذا الرجل مجرم بالفطرة، والقضاء عَلِم بسجله الإجرامي وجرائمه والتي وضعته خلف قضبان السجن سنوات، لذا فقد استشعرت عدالة المحكمة انه ارهابي من الدرجة الأولى وأنه كان ينتمى لجماعة إرهابية وأنه محترف قتل والدليل أن الطعنة أصابت منه المقتل فهي تدل على المجرم محترف، فجاء القصاص بالحكم العادل الناجز فى قضية من أسرع القضايا التي تم إنجازها فهي قضية رأي عام على مستوى العالم ورغم هذا الحكم العادل الناجز تبقى خسارتنا فى ابونا كبيرة ولا تعوض لكن العدالة الأرضية اخذت مجراها وتحققت.”
وتضيف السيدة امل فتحى شاكر من شعب الكنيسة: “نشكر الله لحكم القضاء العادل والناجز ونشعر بارتياح كبير إزاء حكم المحكمة ولكن فى نفس الوقت نشعر بالحزن والأسف عما صدر من محامي الجاني والذي أخذ يصيح فى المحكمة موجها كلامه للقاتل قائلا أنت على حق يا نيهرو. ويحدونا الأمل أن محكمة النقض تؤيد الحكم ولكن تبقى خسارتنا بفقدان أب حنون وعطوف ومحب كبيرة ولا تعوض.”
أما تاسونى وديعة شكرى أمين عام الخدمة بالكنيسة، وهي الشاهد الرئيسى فى القضية والتى كانت بجوار ابونا لحظة تعرضه للطعن من قبل الجاني، قالت لوطني: “أشكر ربنا الإجراءات سارت سريعة لان استشهاد أبونا لم يكن بالامر الهين او السهل علينا فإزهاق روح بريئة بهذه الطريقة البشعة التي أجريت به ليس بالسهل علينا أن يذهب دم ابونا هدر لذا فنشكر عدالة السماء وعدالة القضاء العادل النزيه حيث أنجزت القضية خلال ثلاث جلسات لقد شعرنا بارتياح كبير لصدور هذا الحكم وربنا سمع لنا لأننا كنا نطالب الله بأن يجيب حق ابونا وحقنا نحن ابائه وحق الشابات الذين كانوا معه على الشاطىء ورأوا الجريمة البشعة التى هزت الراى العام فشكرنا ربنا رد لنا حقنا ولكن الفرحة الكبيرة ان أبونا أرسانيوس وديد نال إكليل الشهادة أي أكليل الأكاليل واعتقد انه اعلى درجات المجازاة فى المسيحية كما كسبناة شفيعا عنا فى السماء ولكننا نفتقد رؤيتة بالجسد ولكن نشعر به بعيون الإيمان.”
السيدة هايدي وديد رزق الله شقيقة القمص أرسانيوس وديد والتى لم تكف عن البكاء قالت مشيدة بسرعة المحاكمة العاجلة خلال شهرين وأشادت بحكم الاعدام على المتهم والذي خفف بعض الشيء من الجرح الذى أصاب أسرة الشهيد، وقالت: “لكن يبقى الجرح عميق والحزن دفين فهذا لايعوض الخسارة الفادحة بخسارة ابونا الشهيد المحبوب من الجميع والمشهود له من الكل ماذا يعوضه ولا شيء لكن يبقى أن نشيد بالقضاء النزيه والحكم العادل والعدالة الناجزة.”
الدكتور سامح زغلول المحامى بالنقض المحامى الأصيل ورئيس هيئة الدفاع عن المعنيين بالحق المدنى أي اسرة الاب الشهيد المجنى عليه، قال لوطني: “جلسة اليوم جلسة النطق بالحكم العادل حيث حكمت المحكمة برئاسة المستشار وحيد صبرى بالاعدام شنقا على المتهم نهرو عبد المنعم توفيق وبذلك اسدل الستار على أولى المحاكمات العاجلة فى ظل الجمهورية الجديدة التي أرست مبدأ المساواة بين المواطنين وأن القانون لا يميز بين جميع المواطنين واستطرد الدكتور سامح زغلول ننتظر الطعن بالنقض خلال 60 يوما ابتداء من اليوم سواء من النيابة العامة طبقا للقانون او من قبل محامين المتهم الذين اعلنوا انهم سيتقدمون بالطعن بالنقض على الحكم ونطق القاضي بالحكم علانية بحضور المتهم وحشد من المحامين متضامنين معى وحشد من الاعلاميين فى قضية هزت الرأي العام لبشاعتها.”
وترجع أحداث القضية التي هزت الرأي العام الى يوم 7 أبريل 2022 حين تربص القاتل متعمدا بالمجنى عليه القمص أرسانيوس وديد رزق الله كاهن كنيسة العذراء والقديس بولس بكرموز أثناء تواجده على كورنيش الاسكندرية بمنطقة سيدى بشر واعد العدة وعقد العزم وبيت النية على قتله عمدا مع سبق الإصرار والترصد.
وجاء نص ما نطق به المستشار وحيد صبرى رئيس المحكمة كالتالي: “الجناية رقم 7429 لسنة 2022 جنايات المنتزه أول المقيدة برقم كلي 343 لسنة 2022 جنايات نيابات المنتزة الكلية المقيدة ضد نهرو عبد المنعم توفيق عبد المنعم بعد المطالعة على الأوراق وطرحها على بساط من الفحص والتمحيص لاستجلاء الصورة الحقيقية للواقعة وبعد المداولة قانونا وبعد الاطلاع على المواد ….
لذلك حكمت المحكمة حضوريا وباجماع الاراء بمعاقبة نهرو عبد المنعم توفيق عبد المنعم والشهير ب عبد الرحمن نهرو بالإعدام شنقا لما نسب إليه مع مصادرة السلاح الأبيض وألزمته بالمصاريف وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المدنية المختصة.”
