تنطق محكمة جنايات الإسكندرية الدائرة 22، برئاسة المستشار وحيد صبري، السبت المقبل بمنطوق على الحكم على المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة الاسكندرية، وذلك بعد ان تم إحالة أوراق المتهم ، لمفتي الجمهورية لإصدار الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 11 يونيو المقبل للنطق بالحكم.
وكانت المحكمة حكمت بإحالة أوراق المتهم، نهرو عبد المنعم، لمفتى الجمهورية بعد جلسة محاكمة طويل، و مشاهدة مقاطع فيديو رصدتها كاميرات المراقبة بشاطئ إسحاق حلمي، تظهر لحظة مقتل القمص أرسانيوس على كورنيش الإسكندرية.
واستمعت المحكمة لمرافعة النيابة العامة، والتي جاء فيها أن المتهم بقتل القمص أرسانيوس اعتقل 20 عامًا ومدح الجماعة الإسلامية في التحقيقات وتعمد قتل الكاهن، فيما وصفت المتهم بـ “الخوان”. وأضافت النيابة أن المتهم صار على نهج الشيطان بانضمامه إلى الجماعات المتشددة المتطرفة، و اعتقل 3 مرات لانضمامه لتلك الجماعات التي لها سجل حافل بالعنف والإجرام.
وقاطع المتهم وكيل النائب العام خلال المرافعة، قائلا:” والله كذب.. والله هذا كذب غير صحيح، ولست بمتطرف.. أنا هدافع عن نفسي”، ما استدعى تدخل هيئة المحكمة لإيقاف المتهم عن مقاطعة النيابة.
ترجع أحداث القضية إلى يوم 7 أبريل عندما تلقى قسم شرطة المنتزه أول بلاغا يفيد تعدي شخص على أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة العذراء بكرموز، طعنا بسلاح أبيض أمام بوابة شاطئ إسحاق حلمي، ما أدى لوفاته.
وكشفت معاينة النيابة لمسرح الجريمة عن وجود آثار دماء به، والعثورِ على 3 كاميرات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات لشاطئ إسحاق حلمي الذي حدثت الواقعة في محيطه بمنطقة سيدي بشر.
وأكد شهود الواقعة، و عددهم 17 شاهدًا، كانوا في صحبة المجني عليه، إلى جانب مسئولين وعاملين بالشاطئ، أن المجني عليه وآخرين كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة بالشاطئ، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات، كان المجني عليه يتابع انتظامَهم بها مرتديًا الزيّ الديني.
وأضاف الشهود أمام النيابة العامة أنهم فوجئوا بالمتهم اندسّ بينهم مُشهرًا سكينًا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول استكمال التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.
وأعترف المتهم أمام النيابة العامة بارتكابه الواقعة- ثم عاد وعدل عن إقراره- وقرَّر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكينًا بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.
وادَّعى المتهم سابقَ إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا.
وأمر النائب العام بحبس المتهم، وإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، لبيان حقيقة ما ادعاه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.
وأثبت تقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية من امتلاك المتهم وقتَ ارتكابه الجريمة كاملَ الإدراك والاختيار، وعدم معاناته من أيِّ أعراضٍ اضطرابٍ عقليٍّ أو نفسيٍّ وقتَ الفحص، أو وقتَ ارتكاب الجريمة، مما يجعله مسئولًا عنها.
وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهم مما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي بشأن إجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه، وتطابق البصمات الوراثية للحمض النووي المستخلص من التلوثات الدموية المعثور عليها بالسكين المضبوط في حوزة المتهم مع البصمات الوراثية المستخلصة من دماء المجني عليه، إلى جانب ما تبين للنيابة العامة من معاينتها مسرح الجريمة، وما شاهدته بآلات المراقبة المطلة عليه، فضلًا عن أدلة أخرى.