أعلن بنك كندا (المصرف المركزي) اليوم رفع معدل الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس، من 1% إلى 1,5%. وكان هذا القرار متوقَّعاً من خبراء الاقتصاد. وهذه ثالث مرة في عام 2022 يرفع فيها بنك كندا معدل الفائدة الأساسي، وهو مؤشر مرجعي يمثّل سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف.
وتهدف هذه الزيادات في سعر الفائدة الأساسية لمكافحة التضخم في الأسعار الذي بلغ معدله السنوي في نيسان (أبريل) الفائت 6,8%.
’’يواصل التضخم الارتفاع حول العالم، بما في ذلك في كندا، مدفوعاً إلى حد كبير بارتفاع أسعار الطاقة والأغذية‘‘، قال بنك كندا في بيان صباح اليوم.
وبلغ معدل التضخم السنوي في كندا 6,8% في نيسان (أبريل) الفائت، وهذا ’’معدل يتجاوز بكثير توقعات بنك كندا‘‘ الذي يتوقع أن يستمر تضخم الأسعار في ’’الارتفاع على المدى القصير قبل أن يبدأ في الانخفاض‘‘.
سيستخدم بنك كندا أدواته في السياسة النقدية لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف والحفاظ على ثباتٍ في توقعات التضخمنقلا عن مقتطف من بيان بنك كندا الصادر اليوم
حاكم بنك كندا، تيف ماكلِم (أرشيف).الصورة: Bloomberg / Sean Kilpatrickوعزا بنك كندا هذا الارتفاع في التضخم على وجه الخصوص إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أن غزاها الجيش الروسي في 24 شباط (فبراير) الفائت وإلى القيود المرتبطة بجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ في الصين وإلى ’’استمرار الاضطرابات في سلاسل الإمداد‘‘ حول العالم.
’’الحرب عززت حالة عدم اليقين وهي تضيف ضغوطاً تصاعدية على أسعار الطاقة والسلع الزراعية‘‘، شرح بنك كندا في بيانه، مضيفاً أنّ ’’الظروف المالية العالمية تشددت والأسواق سجلت تقلبات‘‘.
ووفقاً لبنك كندا، هذه الضغوط العالمية مع معدل البطالة المنخفض في كندا البلاد كفيلة بجعل التضخم يواصل الارتفاع.
ويشكل معدل الفائدة الأساسي الأداة الرئيسية التي يستخدمها بنك كندا للسيطرة على التضخم. وعندما يقوم برفعه، ترتفع أيضاً أسعار فائدة عديدة، كالفوائد العقارية المتغيرة والفوائد المفروضة على خطوط الائتمان وفوائد القروض الطلابية.
وبرفعه معدل الفائدة الأساسي يحاول بنك كندا تشجيع الكنديين على الادخار أكثر ريثما يكون قد أعاد معدل التضخم إلى هدفه المنشود البالغ 2%.
وفي العادة يستغرق الأمر بين 6 أشهر و18 شهراً حتى يكون لزيادة سعر الفائدة الرئيسي تأثير ملموس على الاقتصاد.
ومع ذلك، يقدر المحللون الاقتصاديون بأنّ بنك كندا سيكون قد رفع معدل الفائدة الأساسي إلى 2% بحلول نهاية العام الحالي، وحتى إلى 2,5% العام المقبل.
وكان بنك كندا قد خفّض معدل الفائدة الأساسي إلى 0,25% في أواخر آذار (مارس) 2020، عقب وصول جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ إلى كندا، في مسعى منه لدعم الاقتصاد الوطني، وأبقاه عند هذا المستوى حتى 2 آذار (مارس) الفائت عندما رفعه إلى 0,50%.
وينظر بنك كندا في إمكانية تعديل معدل الفائدة الأساسي في ثمانية تواريخ محددة مسبقاً على امتداد سنة كاملة. والتحديث المقبل موعده 13 تموز (يوليو).
(نقلاً عن تقرير لأناييس برازييه على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
