من شروق الشمس إلى غروبها اليوم، تحيي أمّة تكيملوبس تي سكويبيمب من السكّان الأصليّين ذكرى المفقودين.في مدينة كاملوبس في مقاطعة بريتش كولومبيا حيث تمّ العثور على قبور لجثث أطفال مجهولي الهوية في موقع مدرسة كاملوبس الداخليّة السابقة، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، يحيي أبناء الأمم الأوائل الذكرى بحضور رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو.
منذ ما يقرب من عام،أعلنت زعيمة الأمّة (نافذة جديدة) روزان كاسيمير أخبارًا ستصدم كندا والعالم، إذ تم، عبر استخدام رادار قوي، اكتشاف قبور لجثث مجهولة تعود لأطفال من أبناء السكان الأصليين مدفونة بالقرب من شجرة تفاح شاهقة، على أرض مدرسة كاملوبس في مقاطعة بريتيش كولومبيا.
عندما أفكر في تلك اللحظة التي كان عليّ فيها الإعلان عن اكتشاف القبور، ومدى يقيني يومها بأن ذلك لن يكون له تأثير علي وعلى مجتمع السكان الأصليين فحسب، بل إنما أيضا على العالم بأسره، كل ذلك يثبت مرة أخرى مدى ارتباطنا وترابطنا جميعًا.نقلا عن روزان كاسيمير، زعيمة أمّة تكيملوبس تي سكويبيمب (Tk’emlups te Secwépemc) من السكّان الأصليّين
في برنامج إحياء ذكرى المفقودين الذي سيستمر حتى غروب الشمس، رقص مصحوب بقرع الطبول التقليدي. ويلتقي ترودو بزعيمة الأمة قبل أن يجيب على أسئلة الصحافيين في كاملوبس.
وكانت هذه الأمة من الأمم الأوائل وجهت الدعوة إلى جوستان ترودو للمشاركة معها في الذكرى السنوية الأولى لليوم الوطني للحقيقة والمصالحة في 30 أيلول / سبتمبر الماضي، ولكن الزعيم الكندي كان في هذا اليوم مع عائلته في منتجع توفينو البحري على جزيرة فانكوفر في بريتيش كولومبيا للاستجمام.
وقد التقى بعدها ترودو زعيمة الأمة وعددا من أعضائها، وقدم لهم اعتذاراته بشكل شخصي.
يذكر أن اليوم الوطني للحقيقة والمصالحة هو يوم تضامن مع ضحايا المدارس الداخلية من سكان كندا الأصليين ويصادف الثلاثين من أيلول (سبتمبر). وأحيته كندا للمرة الأولى عام 2021.
في الربيع من العام الماضي، تم وضع أحذية أطفال بالقرب من مدرسة كاملوبس الداخلية السابقة للسكان الأصليين في كندا، تخليداً لذكرى الأطفال الذين تم العثور على رفاتهم مدفونين في أرض المدرسة.
الصورة: Radio-Canada / Alexandre Lamicالعمل معا من أجل المصالحةتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف المئات من القبور المجهولة الهوية في أماكن أخرى في كندا منذ ذلك الحين، مما فتح فصلًا جديدًا في ملحمة المصالحة. وقد تعّهدت الحكومة الفيدرالية باستثمار حوالي 320 مليون دولار لإجراء أبحاث مماثلة في أماكن أخرى ودعم الناجين وعائلاتهم.
هذا وعلى الرغم من هذه القفزة إلى الأمام، تعلم الزعيمة روزان كاسيمير (نافذة جديدة)أنه لا يزال هناك العديد من الخطوات نحو المصالحة، ’’هناك بصيص أمل‘‘ على حد تعبيرها. تضيف ’’إن الأحداث، على الرغم من كونها مأساوية، فهي ساهمت في توحيد أبناء أمة Tk’emlúps وكذلك الأشخاص من غير السكان الأصليين.
هؤلاء الأطفال هم الذين وحدونا.نقلا عن روزان كاسيمير، زعيمة أمّة تكيملوبس تي سكويبيمب (Tk’emlups te Secwépemc) من السكّان الأصليّين
وتضيف المتحدثة ’’هناك طريق للدعوة إلى العمل ضد العنصرية والتمييز. نحن نتفهم أهمية العلاقات في المناقشات حول الحقيقة وحول الشفاء من الصدمة‘‘.
يريد الناس التعرف على ثقافة السكان الأصليين وتأثير المدارس الداخلية التي ارتادها أبناء الأمم الأوائل عبر البلاد.نقلا عن الزعيمة روزان كاسيمير
رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو يحيي الزعيم مايكل لوبوردي من الأمم الأوائل أثناء زيارته إلى مدينة كاملوبس في بريتيش كولومبيا في الخريف الماضي.الصورة: La Presse canadienne / JONATHAN HAYWARDوذكرت المتحدثة أنه يمكن للجميع المشاركة في إحياء ذكرى المفقودين اليوم. وتعرب عن اعتقادها ’’بأن المصالحة تأتي من خلال الإدماج، لدينا جميعًا دور نلعبه في جعل العالم مكانًا أفضل‘‘.
أنشأت اللجنة الوطنية للحقيقة والمصالحة عام 2007 للتحقيق في نظام المدارس الداخليّة الإلزاميّة لأولاد السكّان الأصليين والخلاسيّين.
فمنذ سبعينات القرن التاسع عشر حتى منتصف تسعينات القرن الماضي، تمّ انتزاع نحو 150 ألفا من أولاد السكّان الأصليّين والخلاسيّين من أسرهم ووضعوا في 130 مدرسة داخليّة موزّعة في عدد من المدن الكنديّة.
وكانت أوتاوا تسعى وبإقرار منها لإبعادهم عن ثقافة أهلهم ودمجهم في مجتمع البيض.
وقال رئيس الحكومة الكنديّة جون ماكدونالد عام 1883 إنّه ينبغي إبعاد أولاد السكان الأصليين عن تأثير أهلهم ووضعهم في مدارس صناعيّة تؤهّلهم لاكتساب عادات البيض ومهاراتهم.
وكانت هذه المدارس مموّلة من الحكومة وتحت إدارة كنائس مسيحيّة.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الدولي، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)